عندما اتى صديقنا د. المعتصم عبد الرحيم الحسن وزيرا للتربية فى حكومة ولاية الخرطوم التى يراسها د. الخضر والذى عمل مع المعتصم وزيراً ، قدرنا الموقف من د. المعتصم لمحبته لمهنته كمعلم ، وكرجل ملم بتفاصيل العملية التعليمية فى بلادنا .. واليوم نجده فى موقف عسير .. فالمواطن الذى يكتوى بنيران الغلاء الطاحن ويصطلي بفوضى الاسواق .. ووزير التجارة يعلن عجزه عن ضبط الاسواق والاسعار.. وينشوي المواطن بضرائب علي محمود وبؤس موازنته ويطلب من الناس اداء صلاة الاستسقاء لإنجاح الموسم الزراعي .. والمواطن يلوك الصبر ويبتلع الغيظ .. ويرمق الحكومة بعين والعين الاخرى يرفع بها حاجب الدهشة الممتزج بالاسى والالم والحير من هكذا وزراء .. فهجير الواقع السودانى كأنه ليس كافياً لعذاب المواطن .. ففى الوقت الذى تمضي فيه المؤامرة على القطاع الصحي تفكيكاً وتهديماً وندرة اطباء وانعدام الدواء .. ياتى العام الدراسي في بدايته يحمل مزيدا من المكابدة .. ومزيدا من الجبايات التى لاتخضع لقانون ولا لائحة انما قرارت تصدر من مدير المدرسة وفق مزاجه ورؤيته .. والمثال الذى يصرخ باعلى صوته هو تحويلات الطلاب .. فاذا انتقلت من حي الى آخر عليك ان تجهز مبلغ يتفاوت بين مائتين وخمسون جنيهاً وخمسمائة رسما للتحويل لابنك والإيصال الذى تتسلمه هو ابتسامة لزجة وشرهة .. والوزارة فى برجها العاجي تغط فى نوم عميق ..والتحويل فى الصف الاول غالبا هو من الاخطاء التى تلازم توزيع التلاميذ المقبولون فى المرحلة الثانوية وهو توزيع مركزي ..والحالة الماثلة امامنا طالب امتحن الاساس من منطقة مايو وتم توزيعه فى تريعة البجا وعليه ان يدفع رسوم تحويل ليعاد الى منطقته .. والوزارة تغط فى نوم عميق.. اما مجالس الاباء فامرها عجب وهى التى يتم تكوينها لربط المدرسة بالبيت ولكنها بقدرة قادر صار همها ان تكون احدى وسائل الجبايات ، بما تفرضه من رسوم تحت مسمى المساهمة فى محاولة للألتفاف على قرارات وزارة التربية التى تمنع طرد الطالب بسبب الرسوم.. فتجد مدير المدرسة عند محاصرته عن الرسوم التى تصل حد المائة جنيه يهرب تلقائيا بالقول ان مجلس الاباء قد حدد المساهمة ..كأنى بمجلس الاباء جسم يرقى لدرجة القداسة.. الحجة التى يدفع بها مدراء المدارس ان هذه الجبايات هى لتحسين البيئة المدرسية .. وهذه حجة لاتجد ارجلا تقف عليها .. اذ ليس من مهمة مدير المدرسة ان يقوم بدور وزارة التربية ..واذا كانت الحاجة ماسة لتحسين البيئة المدرسية فيبقى السؤال ماذا تفعل وزارة التربية اذن؟! هنا تشير الاصابع الى ان هذه الاجراءات التى تطال العملية التعليمية انما تحتاج الى وقفة متانية عندها .. واين هى القوانين واللوائح المحاسبية مما يجري ؟! وهل وزارة المالية تعمل على تحصيل هذه الاموال ؟ او لدى الدقة تعرف بها ؟ فان كانت تعرف فلماذا إزدواجية التحصيل (ضرائب ومساهمات) ؟ وماقيمة اورنيك 15ياوزارة المالية ؟! والسؤال الاهم هل وزارة التربية تعرف اوجه صرف هذه الجبايات التى تغض التربية الطرف عنها؟!فان كانت الوزارة تعرف فتلك مصيبة وان لم تكن تعرف فالمصيبة اعظم .. دكتور المعتصم المواطن يكفيه مافيه فلاتكن من القوم الذين فقدوا الاحساس بالام مواطنيهم فلقد ذهبت مجانية العلاج الى مثواها الاخير على يد زميلك بروف حميدة .. نامل ان لانشيِّع حق اولادنا فى التعليم لمثواه الاخير ايضاً ..المطلوب منك الان تعديل هذا الوضع المقلوب .. ننتظر هذا التعديل فهل انت فاعل ؟؟ سلام ياااااوطن سلام يا.. اليوم الساعة العاشرة تنعقد الجلسة الثالثة بمحكمة الخرطوم شمال لمحاكمة الجريدة فى القضية المرفوعة من وزير الصحة بولاية الخرطوم ضدنا متهما باشانة سمعته ، مطالبا بتعويض قدره 500مليون جنيه ..قالت ابنتى ممكن نفهم الاستثمار فى الصحة ولكن الاستثمار فى السمعة دى جديدة.. haider khairalla [[email protected]] ///////////////