Ismail Shams Aldeen [[email protected]] طرح الدكتور عبدالوهاب الأفندي سطوراً متراصة ومنسجمة عن الواقع الحالي وقد كانت كلماته برداً وسلاماً على جميع اللاعبين اليوم في الساحة السياسية فجميعهم يحمل أثقالاً من الأخطاء التي كانت كفيله بإطالة عمر النظام الحالي لعقدين وأكثر، إما إمعاناً في تكريس الأخطاء والمضي في نهج سياسيي أودي بالسودان وشعبه إلى هاوية سحيقة ولا تزال في انزلاقها أمام إصرار المؤتمر الوطني والحاكمين على الوصول بهذا الشعب الطيب إلى أدنى درجات التخلف والضياع حاملين شعار الفساد وتدني مستوى الأداء في كل المرافق بتولي أصحاب الولاء مع غياب أصحاب الكفاءة والإصرار على الانزلاق نحو الهاوية طالما ضمنوا بقائهم حاكمين ،، وشريكهم الحاضر الغائب الذي خطط ودمر وحاول أن ينزع من الأمة السودانية كل مقوماتها باسم الدين الاسلامي الحنيف من قادة المؤتمر الشعبي ،، والاحزاب التقليدية التي عول الناس عليها كثراً فارتمت متقسمة ومتشتتة في أحضان النظام لتتلقف وزارة أو منصب زائل ولحقتها أحزاب الهرولة من أحزاب السفارات وغيرها. لقد ظل الناس يراهنون على المؤسسة العسكرية طوال تاريخ السودان بوصفها الحامي لأمن البلاد وشعبها وقد كانت ولا زالت الدرع الواقي للسودان وشعب السودان منذ عام 1924 بثورة اللواء الأبيض وقوة دفاع السودان التي أنقذت البلاد من الفتنة في الخمسينات والدور الريادي لها في ثورة الشعب 1964 و1986 ودورها في دحر التمرد في جنوب السودان وما اكتسبته من سمعة فاقت الوصف بالتفاني والبطولة النادرة في حرب فلسطين عام 1948 وعام النكبة 1967 وحرب لبنان واليمن بالإضافة إلى القيادات التي كانت تهز الأرض من ضباط وجنود القوات المسلحة الذين بلغت شهرتهم الأفاق عبر التاريخ في الحرب العالمية الثانية نعم أنها القوات المسلحة السودانية ألتي أحالها الانقاذ إلى ساحات من التشريد الجماعي للكفاءات على كل المستويات وحرمها من التسليح الحديث حتى أصبحت هدفاً للطامعين وكم يحزننا ويعصر قلوبنا ألماً أن تتلقى قواتنا المسلحة بهذا التاريخ الحافل الهزائم مهما كان مصدرها مما يزيد قناعتنا بأن دورها قادم في التغيير المنشود بإذن الله. أما عن طرحكم لبقاء البشير وبقاء الوطن فتعلمون عندما أصيب الرئيس بالمرض وغادر للعلاج كيف تكالب عليه المقربون وأخذوا يبحثون عن الورثة في حياته وطرحوا البديل وقد كانت مناسبة ليلتقي فيها الوطني بالشعبي و معاذ الله من الشماتة في المرض ( شفاه الله) لذا فإن الأمر ليس ببساطة بقائه أو رحيله لأن المشكلة في النظام نفسه الذي كما ذكرتم اهتزت قواعده ، وقد طرحنا وطرح غيرنا على هذه الصحيفة الغراء المطالبة بأن يتخذ الرئيس القرار الشجاع الصعب ليس بالتنحي فقط وإنما بوضع صورة يُحمد عليها من الأجيال القادمة بنهاية نظام الانقاذ وقيام النظام والدستور الذي يتوافق عليه الناس كل الناس وتلوح في الأفق الآن دعوات التغيير بعيداً عن الحزبية والعنصرية والمليشيات وربما يجد بين هؤلاء المطالبين العناصر التي لا تعرف إلا حب السودان وأرضه والولاء لشعبه وليشارك الأخرون باأتو من عقلانية.