تشرق شمس الغد والمسلمون في مشارق الارض ومغاربها يستشرفون فجر شهر الخير جعله الله للتقوى والمغفرة .. واخوة وأهل لنا تضيق بهم سبل الحياة وحاجتهم ملحة للغذاء الضروري والدواء وجرعة الماء الزلال والصيام شعيرة للعبادة وفلسفة اسلامية للتآزر والتجرد من الآنا وليشعر الموسرين بلسعة خواء البطون شيمة الحياة اليومية لشريحة كبيرة من بني البشر.. انزل الله الرخاء على امة المصطفي عليه افضل الصلوات والسلام . انها دعوة لنطبق فلسفة " كأني أكلت " وهي قصة حيوية واقعية نسوقها لعل البعض يتخطفها ويترجمها معنا كسلوكيات تربوية في معيشتة ولنستمد منها ما يعيننا على خلق توليفة انسانية تتناسب وعصرنا ولكسر آلة الفقر التي تقوى شوكتها " أكثر من 925 مليون جوعى العالم غالبيتهم بأفريقيا واسيا " وقصة مسجد " كأني أكلت " تستحق مناداتها واستلهامها كنهج حياة وليس بالضرورة لبناء مساجد بل للمدارس والمشافي ولاطفال جياع ومرضى يلهثون للحصول على جرعة دواء منقذ للحياة وما اكثر مواجع الحياة في بلادنا المسلمة الفقيرة والتي توقفت فيها الة الانتاج بسبب الاوضاع السياسية المتردية والتي انعكست على الحياة المعيشية الطاحنة . خير الدين افندي عاش في منطقة " فاتح" باسطنبول كان حينما تتوق نفسه لتفاح او رمان وعنب يضع ثمنها دراهم في مخباته الاخرى ويقول كأني اكلت ويكتفي باستنشاق رائحة المشاوي المغرية والاسماك الطازجة ويلجم شهواته إلا ما يقيم أوده ، وشئيا فشيئا زادت القروش فبنى مسجدا صغيرا ، ولما كان أهل قريتة يعرفون ذلك , اطلقوا عليه " صانكي يدم " أي كأني أكلت . ماذا لو كل ست بيت قللت كميات الطعام والحلويات بدلا من البذخ والذي يذهب كثيره لسلة المهملات في بعض البيوتات التي حباها الله بنعمة الغناء .. ماذا لو علمنا اطفالنا الاكتفاء بلعبة واحدة او اثنين .. ماذا لو راجع كل من اعضاء الاسرة قائمة ضرورياتهم من ملابس وعطورات وكماليات وهكذا .. وان كان مسجد " صانكي يدم " يقف الان كتحفة معمارية ومعلم للارادة الانسانية والورع والخلق الرفيع الذي يشذب النفوس ... يمكننا انا وانت وهو ان نطعم افواه تتقزم من الجوع .. وننقذ مرضى يتمددون في فراش الاستشفاء وتشييد مدارس وبيوت لتاوي اسر متعففة بعضهم أكل الطين لسد رمقه .. ومراكز طبية غسلت لمرضاها بالفشل الكلي من " البايبات " المواسير مباشرة لان مكائن الغسيل هالكة ولا توجد بها فلاتر تنقية ومعقمات علما بان المياه اصلا ملوثة .. ولا نقول ضيقوا على انفسكم ولكن اقتصدوا لنعيد لرمضان كرمه وفضائله .. اللهم اشهد فقد بلغت .. والله المستعان .. [email protected] عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر همسة : لا تترددوا الجموا شهواتكم ومددوا اياديكم لنتواصل لتطبيق فلسفة كأني أكلت ..