وزير التعليم يصدر قراراً بتشكيل لجنة عليا لمراجعة مناهج التعليم العام    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاتنين سودانيتين يثرن ضجة إسفيرية غير مسبوقة ويتبادلن "القبلات" الساخنة بطريقة مثيرة على الهواء والغضب يجتاح مواقع التواصل    تكليف مجلس تسيير لاتحاد الالعاب المصغرة الوليد بكسلا    *الجاموس.. كشف ضعاف النفوس..!!    ثنائي الهجوم الأحمر يصل رواندا    جنوب السودان..تفاصيل مثيرة في محاكمة رياك مشار    قيادة الجيش بالفاشر: الأوضاع تحت السيطرة    كامل إدريس إلى الولايات المتحدة الأمريكية    حفل الكرة الذهبية.. هل يحقق صلاح أو حكيمي "المفاجأة"؟    القوز يعود للتسجيلات ويضم هداف الدلنج ونجم التحرير    شاهد بالفيديو.. الفنانة هبة جبرة ترد على التيكتوكر المثيرة للجدل "جوجو": (شالت الكرش وعملت مؤخرة ورا ورا ويشهد الله بتلبس البناطلين المحذقة بالفازلين)    شاهد بالصور.. الفنانة ندى القلعة تصل القاهرة وتحل ضيفة على أشهر الصحف المصرية "في حضرة الكلمة والصحافة العريقة"    شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل مجدداً.. المطربة عشة الجبل تهاجم زميلتها هبة جبرة: (نصف الشعب عرفك بعد شكلتي معاك.. شينة ووسخانة وأحذرك من لبس الباروكة عشان ما تخربي سمعتنا)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هبة جبرة ترد على التيكتوكر المثيرة للجدل "جوجو": (شالت الكرش وعملت مؤخرة ورا ورا ويشهد الله بتلبس البناطلين المحذقة بالفازلين)    شاهد بالصور.. الفنانة ندى القلعة تصل القاهرة وتحل ضيفة على أشهر الصحف المصرية "في حضرة الكلمة والصحافة العريقة"    الهلال والجاموس يتعادلان سلبيا والزمالة يخسر من ديكيداها    اللجنة المالية برئاسة د. جبريل إبراهيم تطمئن على سير تمويل مطلوبات العودة لولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. ظهر وهو يردد معها إحدى أغنياتها عندما كان طفل.. أحد اكتشافات الفنانة هدى عربي يبهر المتابعين بصوته الجميل بعد أن أصبح شاب والسلطانة تعلق    من سيحصد الكرة الذهبية 2025؟    كندا وأستراليا وبريطانيا تعترف بدولة فلسطين.. وإسرائيل تستنفر    ترمب .. منعت نشوب حرب بين مصر و إثيوبيا بسبب سد النهضة الإثيوبي    وزارة الطاقة تدعم تأهيل المنشآت الشبابية والرياضية بمحلية الخرطوم    "رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرجل والمرأة من هو الظالم ومن هو المظلوم ....!؟؟ .. بقلم: الفاتح ميكا
نشر في سودانيل يوم 13 - 07 - 2013

قد تثير فيك عبارة سمعتها عن طريق الصدفة شهوة الكتابة ...كما يدفعك موقفا من المواقف تجد نفسك متورطا في حضوره للكتابة ... منساقا اليها .. وتهطل منك دونما توقف ...! هذا ما حدث لي عندما كنت شاهد عيان على مشهد طلاق امرأة بالصدفة......!!!! فحرضني . الموقف دون وعي وقادني للكتابة ...!!
* في مكان ما .......
وفي احدى البيوت السودانية العريقة ...التي تئن من ثقل الترف ...كانت هناك امرأة في كامل وعيها وثقافتها ..وأناقتها تجمع حاجياتها بمرح كبير .. وتألق مدهش ..! استعدادا لمغادرة عش الزوجية بصورة نهائية..../ لقد ألقى عليها زوجها يمين الطلاق ..!!! – أنت طالق ........! وانصرف والغضب يهزه هزا ..!( ومن من شدة الغضب ضاعت .. وماعت الكثير من ملامحه المعروفة ..حتى توشك أن تحسبه شخصا آخر ..!! ) وكانت تلك المطلقة الطازجة الطلاق .. تتحرك وسط دهشة الحاضرين وهي في منتهي السعادة ...!! سعادة تثير الدهشة ... والشفقة ...والأسئلة المريرة ...!!! والجميع يركضون خلفها لمحاولة رأب الصدع .. ومنع ذلك الرحيل البغيض ...( خاصة وانها الطلقة الأولى وفي ساعة غضب ) ..وهي لم تحفل بكل النداءات الانسانية ... ولم تتوقف من جمع أغراضها ......... وكانت تشع ...!!!
*لم أر امرأة في حياتي يقذف الرجل بكلمة الطلاق القاسية في وجهها _ وهي من أصعب الكلمات في قاموس العلاقات الانسانية... وتتوهج بتلك الصورة .. كأنها جمرة كهربائية ...! وتكاد السعادة الهائجة أن تقفز من وجهها ..! / .. وحين فرغت من ملء حقيبتها أمسكت بيد طفلتها ذات العام الواحد والطفلة المسكينة تنوح ....! واقتربت مني هامسة ( اليوم ألقيت الرجل الشامخ من على كاهلي ) ..!
* * لا أود أن أخوض في تفاصيل تلك العلاقة وخصوصيتها / .. فللبيوت أسرار ..وحرمات لا تنتهك مهما كانت المبررات .../ هذا الموقف الذي حدث فتح لي نافذة تحريض أخري للكتابة ..! فقضية الطلاق ليست قضية شخصية ... وانما أصبحت ظاهرة تفشت في مجتمعنا ..!! برغم اننا نحتفل في كل عام بيوم المرأة العالمي ..!وتشهد أروقة المحاكم العديد من القضايا الحساسة .. التي يتهم فيها الرجل المرأة ... وتتهم المرأة الرجل ...حيث يحدث الانشراخ ..وتضيع الحميمية ....والخصوصية .... وتتعري أسرار البيوت في المحاكم .... ويدفع الأطفال فواتير قاسية لا ذنب لهم فيها ...!
* فلماذا هذا التصدع ..!!!؟؟؟
_ ماهي حدود الحرية بين الرجل والمرأة !!؟
_ ولماذا يهدم كل منهما الآخر ...؟ ولماذا تسفك العلاقات الجميلة بهذه الغلظة ..!!؟؟ من هو القاتل .؟ ومن هو القتيل ؟ من الظالم .. ومن المظلوم ....!!؟
*العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة أزلية .. سامية ..كرمتها كافة الديانات كما كرم الاسلام المرأة ونفض عن تاريخها تراب الاستلاب والقهر .. والعبودية .. والوأد ..وان ألصقت في السابق بعض الكنائس في السابق لفظ الخطيئة بالمرأة .! علما أن الحقوق لكلا الطرفين لا جدال فيها ..
* قال الشيخ محمد الغزالي ( المجتمع يطير بجناحيه الذكورة .. والانوثة ..الى أهدافه العليا .. وان الحياة لابد منها من عمل مشترك بين الرجال والنساءوهذا ما أكدته الأيات القرآنية والأحاديث النبوية ..) برغم ذلك نجد ( في بعض الحالات ) يتربص كل منهما بالآخر لهدمة وتبديده . المرأة في حياة المشاهير
*وفتح ليّ هذا الموقف نافذة أخرى أطل من خلالها الي حياة بعض المشاهير الذين نقرأ لهم ...وتدهشنا كتاباتهم ....! وأتجاوز المحلية ..الي العالمية ..
فرنسوار ساغان
روائية فرنسية شهيرة ..وتعد الأكثر مبيعا بين الكاتبات / ..دفعتها الاخفاقات التي حدثت في حياتها أن تتحدث عن نفسها بوهن شديد قائلة (يجب أن أكون ضعيفة لكي أكون امرأة ..!هذه القناعة التي توصلت اليها بعد السباحة طويلا في ذلك الحوض الذي لا يوجد فيه سوى الرجل ..! المرأة مرفوضة في كل مكان ... أحيانا عليها أن ترتدي معطف السلحفاة ..وأحيانا معطف القنفذ ... وأحيانا معطف الفراشة ...هذا الشيء الذي اسمه المرأة هوأحيانا اسمه الرجل ..! )
بيكاسو
*واذا انتقلنا من فرنسا الى اسبانيا الى الرسام العالمي بيكاسو لنرى كيف ينظر للمرأة نجد هناك تناقضا .! ( فبيكاسو الذي رسم حمامة السلام1950 والتي أصبحت شعارا للاخاء ..والحب والعدل ...وهومعروف بمخالفته للأعراف الشائعة في عصرة ) ..نجده قام بتحويل النساء في لوحاته الى مخلوقات ناقصة ..مشوهة .../ !! والمبدع دائما يفرز دواخله ..ويقول رأيه في الأشياء من خلال أعماله ..!!
البروتومورفيا
*ومن أسبانيا الي ايطاليا لمحاولة الابتعاد عن ( الصورة المجحفة للمرأة في لوحات بيكاسو) ..الى البروتومورفيا الذي صرح في حديث له قبل سنوات لمراسل مجلة نيوزويك الأمركية في روما ( نشر مؤخرا جدا ) !! وضمن أحد الأسئلة المتعلقة بالحركة النسائية قال : ( أعتقد أن دعاة الحركة النسائية على حق ..فبصورة عامة النساء اليوم أفضل من الرجال ...! اذ انهن أكثر لطفا .. ويعملن بحب ..وفي بعض الحالات أكثر ذكاء ...! فلو كان هناك عددا من النساء أكبر في السلطة لكان خطر الحرب أقل ..! )
لورنس في الوقت الذي أنصف فيه مورافيا المرأة ( الى حد ما ) ..نجد رأي آخر به كثير من الأنانية يصرح به د.ه لورنس في نساء عاشقات ( أن المرأة لاتستطيع الحياة بدوننا .. لكنها تدمرنا ....!!! هولاء النساء العميقات اللافتات للاهتمام لا يردننا نحن ....!انهن يردن ازدهار الروح التي يستطعن جمعها منا ..! ونحن كرجال نحط من الى حد ما من قدرهن .! ومن حبهن ..! ولهذا يقمن بتدمير الرجل الطبيعي فينا ..!
كتاب الفكر السيء( الشاعر أرغوان )
تناولت كتب كثيرة علاقة الرجل بالمرأة .... ونشر مؤخرا كتاب الفكر السيء .. للأديبان الشهيران ( جان ديتور و جان هالينه ) تناول الكتاب أعلام الأدب الفرنسي المعاصر ..من خلال علاقاتهم الشخصية المباشرة .( لا أود الخوض في ذلك الكتاب برغم أهميته ) فقط أشير للجانب الذي يهمنا .. وعلى سبيل المثال نأخذ شاعرا كبيرا كأرغوان ... فهو برغم هامته الكبيرة كان صغيرا جدا أمام زوجته ( السا ) ..قال عنه ديتور : ( لم يكن يخاف عليها ... كان يخاف منها ..! فمثلاا كان يعمل جاهدا على أن يخفي عنها المقالات الصحافية التي تمتدح شعره وعبقريته ..!! وكان يخاف أن تكون المقالات تسربت اليها ...! كانت ( السا ) مجنونة في حب أرغوان .. وكانت لديها غيرة مدمرة .. قاتلة ..لدرجة أنها كانت تثور عندما ترى المدائح التي تقال فيه .. معتبرة أن تلك المدائح تتعدي على حقوقها فيه ..!! كانت تعتبره ملكية مقدسة لها وحدها .! وأي تدخل خارجي حوله تعتبره اختراق لملكيتها ....!! كانت مهوسة ..... وأرغوان كان الضحية ..! ليست صدفة أن يكون أرغوان تزوج السا ..في نفس الوقت الذي انتسب فيه الى كلاالحزب الشيوعي ..عام1927 كان كلا الحدثين انعطافا خطيرا في حياته ..! دارى خوفه من الحزب باللجوء الى المرأة.. وداري خوفة من المرأة باللجوء الى الحزب ...!انها معادلة توازن الرعب خاصة ابتكرها أرغوان .! غير أن الكلام عن سلبية السا المرأة لا يعني هدرا لحقها كمصدر وحي لعبقرية وفن أرغوان ..في الواقع لا يمكن الفصل بين عظمة أرغوان الشاعر وبين علاقته بألسا ..والأرجح لو لا السا لكان أرغوان شاعرا غير المستوى الذي كان نعرفه .../ هذه العلاقة الغريبة بين أرغون وألسا ليست قاعدة ... صحيح ان كثيرا من الرجال يقعون تحت سيطرة النساء ( باسم الحب ) علما أن الحب توازن وعطاء .. والمرأة ليست عدو ..وانما هي الجناح الآخرالذي نحلق به الي فضاء المعرفة والطموحات الكبيرة .!
الخوف من المرأة .كافكا وفلوبير
هناك بعض الكتاب والمشاهير يخافون من مجرد فتح باب المرأة.. والدخول الشرعي منه ....!!!! يتجلى ذلك بوضوح في قول فرانز كافكا ( عليّ أن أظل وحيدا قدرا كبيرا .. وكل ما أنجزته هو ثمرة كوني وحيدا ) !! وذكر أيضا :( أنا عاذب ربما ذات يوم أترك عملي..... وأنا متزوج لن يكون هذا ممكنا ..) !! ونجد كاتبا كغوستاف فلوبير ... كانت أنانيته تجرعليه العار ..! وكان خوفه من الزواج فظيعا ....! ولقد قدم نصيحة الي صديقه قائلا ( سألعن نفسي اذا أصبحت أبا ..! أبق على حالك ولا تدخل قفص الزواج أبدا ولا تعطف على أحد ....) !! وقال في مناسبة أخرى ( لن أهب الحياة لطفل أبدا أبدا ...انها فكرة رهيبة ...) !!
ونفس المرأة التي كان البعض يخاف الاقتراب منها ويعتبرها جحيما ...!!كانت ومازالت ملهمة للشعراء والكتاب والفنانين في مختلف العصور وقاموا بتمجيدها وتخليدها .. علي سبيل المثال الكسندر بلوك .. 1880 -1922 وهو صحافي وناقد ومفكر ويعد من من أعظم شعراء الرمزية في روسيا وهوالذي أعاد للشعر الروسي حيويته وهو صاحب العبارة الجميلة التي تدعو للتقاؤل بصورة راقية ( ليس ثمة شيء في العالم يستعصي على أن يتحول الى أغنية ) !! أحب الكسندر بلوك ابنة العالم الكيميائي المعروف ( ديمتري مندليف ) صاحب عناصر الأشياء ..وتزوج بها وكتب عنها ( ديوانه- قصائد السيدة الجميلة 1904 ) وقال عنها ( سيدة جميلة تكاد من فرط رقتها أن تكون طيفا ) ..! وأيضا قال ( امرأة مصاغة من العناصر الأساسية للجمال وهي الحقيقة الوحيدة بالنسبة لي في هذا العالم العاصف الكئيب ..) !! لا أود أن أضيف أو أعلق على هذا الكلام الجميل الذي يرتقي بالمرأة ويكرمها بما تستحق ..
روجية غارودي
تظل دائما المرأة قيمة ورقما في المجتمع لا يمكن تجاوزه ..أو تهميشه ../ كتب روجية غارودي كتابا ( تأنيث المجتمع - أو الارتقاء بالمرأة ) ..استعرض من خلاله دور المرأة خاصة بعد الحربين العالميتين وأشار للغياب الطويل للرجال المجندين حيث لعبت المرأة دورا كبيرا في الحياة الاقتصادية والادارات السياسية . والكتاب مهم وكبير ومن الصعب اختزاله ..وركز بصفة جوهرية على القضايا النسائية وقال : ان تأنيث المجتمع ليس رفض أو انكار آلاف السنين من الاسهام الذكوري ..! بمعنى الارادة الصلبة لبناء المجتمع البشري بتضافر القوى الانسانية وليست فقط باحداها ( الرجل والمرأة ) . ويجب النظر للمرأة بأنها قوة فعالة وكائن له حقوقه.. نزارقباني ( المرأة في المجتمع العربي) وعودة مرة أخري للمرأة في المجتمع العربي ....للمرأة العربية تاريخ حافل من العطاء ..والنضال ... والابداع وبرغم ما حققته من انجازت مازالت بعض المجتمعات تواصل تهميشها .....!!! الشاعر نزار قباني كتب كثيرا عن المرأة ودورها الطليعي.. حتى انه أتهم بشاعر النساء ...( في فترة سابقة ) ..وقال عنه عباس محمود العقاد في احدى مقالته بأن نزار دخل مخدع النساء ولم يخرج منه ..!! فأجاب نزار :
-ان التهمة بحد ذاتها جميلة .....
ويصعب على الانسان أن يرد التهم الجميلة ...أن يرتبط قدر الانسان بوزير .. أو أمير ..أو بسلطان من السلاطين فتهمة ذات وجه قبيح ...!! أما أن يرتبط قدره بهن .........بستان هذا العمر ومروحته .... فذنب من أجمل الذنوب وأقربها الى المغفرة ....!
وقال أيضا : ان ربط الانوثة بالعيب والعار جعلنا مجتمع محروما من الطمأنينة ..... ينام والسكين تحت وسادته .! هذه الخلفية التي تدين الأنوثة بلامحاكمة .. ولا أدلة .. ولا شهود ..تجر ذيولها على قطاعات حياتنا السياسية والاقتصادية ..والأدبية ..!
وأكد نزار قباني على قيمة المرأة كانسان .. ويجب أن تتم العلاقات الانسانية في الضوء .. فحب العتمة يولد الاثم والانوثة ليست مرضا ..! ولا تحتاج حراستها الى أسلحة ..! فقط بالثقة والقنوات الشرعية التي تحفظ الكرامة للطرفين ...
غادة السمان
غادة السمان كاتبة سورية كتبت كثيرا عن قضايا المرأة( أجريت معها حوارا عام 1976 ونشر بجريدة الأيام السودانية في ذلك التاريخ وقامت بنشرة في كتابها – القبيلة تستجوب القتيلة - ) وشمل اللقاء العديد من المحاور التي توضح علاقة الرجل بالمرأة ..../ لا أود أن أتحدث عن كتابها بقدرما أود أن أوجز رأيها كامرأة معروفة وفي الوسط العربي والعالمي عن المرأة الذي أوردته في كتابها المذكور ...ردا على سؤال من احدى الصحفيات حول لجوء المرأة للرجل ..؟
فأجابت ../
هناك نوعان من اللجوء الى الرجل –لجوء اتكالي – ولجوء عاطفي متبادل – واللجوء الاتكالي هوبقية من بقايا عصور عبودية المرأة مازالت كامنة في لاوعيها . ونلحظ هذا الموقف لدى عدد كبير من النساء الناجحات وقويات الشخصية ...فهن قد أقنعن العالم بمساواتهن مع الرجل فكريا وعمليا .. ولكن بقى أن يقنعن أنفسهن بذلك ...!! تجدهن برغم نجاحهن يتوهمن الحاجة الى رجل ( يتكلن ) عليه ..! وهن تماما مثل شخص مصاب بالشلل في الساقين معتمدا على عكازيه . . وحين شفي ظل مصرا على استعمال العكازين لعدم ثقته بشفائه ....! وهذا اللجوء الاتكالي أكرهه وأرفضه .انه نوع من الخوف العتيق والسلبية الجبانة ../ من الطبيعي لدى المرأة والرجل أن يسكن كل منهما الى الآخر . ويألفه .ويشاطره متاعبه العملية والنفسية هذا النوع من من المصارحة والرقة المتبادلة أحبذه .و لا أرى فيه اتكالية من قبل الطرفين ..
علاقة الرجل بالمرأة بين المد والجزر
وهكذا تظل العلاقة الانسانية بين الرجل والمرأة ما بين المد والجزر ..بين الحب والكره ...فراسواز ساغان تخاف الرجل وترفضه ..وبيكاسو يشوه النساء في لوحاته ..ولورنس يصرخ بأن المرأة تدمره ...وأرغوان يخاف خوفا فظيعا من زوجته ...وكافكا وفلوبير يصورانها في شكل عدو ويرفضون حتى الاقتراب من أسوارها ..! والكسندر بلوك يراها من أجمل الكائنات ..ونزار قباني يرمي تهمة عدم الثقة على المجتمع .. وغادة السمان تكره اللجوء الاتكالي على الرجل ..........!!!!
من الذي ألحق العار بالآخر ..!!؟؟
هذه صوره موجزة للعلاقة عند بعض المشاهير / .. فماذا تقول الاحصائيات عن حالات التصدع الاسري عند الافراد العاديين ...!!؟؟ يا تري من هو الظالم ومن هو المظلوم ..!؟ ..ومن الذي ألحق العار بالاخر ,!؟ ..
التاريخ الانساني منذ القدم يقول هناك نساء دفعن ببعض الرجال الي الحضيض ( القصص كثيرة ) ...! وفيذات الوقت يقول وراء كل عظيم امرأة ..!
وأيضا هناك رجال دفعوا ببعض النساء الى الجنون .....!! ويعتبرون المرأة نوعا من الخطيئة لا تستحق سوى الرجم ..! كما نجد أيضا بأن هناك رجالا زال التاريخ يذكرها ,,,,,,,
***كل تلك التساؤلات الأزلية فجرتها في ذاكرتي تلك المرأة التي كانت تتوهج ..وتشع كقطعة من الماس وهي تستقبل .. وتحتفي بقرار طلاقها ...وانهيار بيتها ...!!!!!! وجعلت الأسئلة تتلاحق . وتتدافر الى حلقي في مرارة ملتهبة ................. لماذا !!؟؟؟؟؟
***ومرة أخري يظل السؤال قائما كالسيف ....!
لماذا تسفك وتراق العلاقات الزوجية بهذه الغلظة ..؟؟ وقبل أن أختم حديثي أقولها مجلجلة أن الرجل بكل تاريخه .. وانتصاراته ...وجبروته ... وقوته التي يتباهى بها ........ يخرج من المرأة ..! ولا مناص ...ولا بديل من ذلك المعبر الذي حدده الله ........!!!!!!!
الفاتح ميكا / كاتب صحفي / السودان
alfateh meeka [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.