نظم منتدى رابطة الأديبات السودانيات بمقهى الشعر بمنتزه الأسكلا منتداه الاسبوعي الذي يقيمه كل اثنين، جلسته مع القاص الاستاذ الفاتح ميكا الذي قدم فيها ورقة عن «الأدب النسائي: المرأة السودانية أنموذجاً».. قال إن هذه الورقة تعتبر دراسة تحليلية، أو نقدية وكنت أحبذ تسميتها بقراءة.. وفي مقدمة الورقة متسائلاً: هل هناك أدب نسائي وأدب رجالي؟ وأجاب قائلاً: مازال هذا السؤال يثير الجدل والسخط بين المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، وهذا السؤال يطرح نفسه بقوة على مائدة الثقافة في مختلف أنحاء العالم. وأشار الى أن المرأة بصفة عامة وما حققته من انجازات وسط الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في شتى أنحاء العالم لازالت تناضل في الخروج من عباءة الرجل لتصبح كياناً مستقلاً لا يقل مكانة عن الرجل ولا يقلل ذلك من شأنه، واستشهد الفاتح ميكا بمقولة للشاعر نزار قباني في احدى الحوارات التي أجريت معه حين قال: «نحن مجتمع يخاف من جسد المرأة، ولذلك نتآمر عليه لنحاكمه وندينه ونحكم عليه غيابياً بالإعدام»، ويضيف ميكا: هذه النظرة تشاؤمية أعاقت كثيراً من حركة تحرير المرأة وكانت السبب الأساسي في تأخير المرأة عن الرفد الحضاري الثقافي. ويؤكد أن الحديث عن الأدب النسائي أو الكتابة الانثوية لا تكون بمعزل عن النشأة والتكوين مما صاحب هذا التاريخ من معوقات لعبت فيها الموروثات والتقاليد السالبة دوراً ولعبت فيها أيضاً سطوة الرجل وتعقيداته البيلوجية. ويشير ميكا: تجئ الكتابات محاولة للتحرر من قيد الأسلاك الشائلة غير المبرر واقتراب سلسلة الممنوعات والاشارات الحمراء الوهمية والخروج من شرنقة العبودية والوصايا الذكورية، ملمحاً الى أن هناك الكثير من النساء وبجدارة ومهارة ووعي ووقار قادرات على التعبير عن مشاعرهن أكثر من الرجل وحققن في هذا المضمار نجاحاً باهراً. وتساءل الفاتح ميكا: لماذا يكون في كثير من الأحوال اقصاء كتابات المرأة من المشهد الثقافي الذكوري؟ وطرح اجابة الكاتبة الفرنسية فرانسوا ساغان بقولها: «يجب أن أكون ضعيفة لكي أكون امرأة، هذه القناعة التي توصلت اليها بعد دراسة طويلة عن ذلك الحوض الذي لا يوجد فيه سوى الرجال.. المرأة مرفوضة في كل مكان، أحياناً عليها أن ترتدي ثوب السلحفاة وأحياناً الفراشة. ولكنها تخلصت من الضعف الأنثوي وقالت: كان الزمن رجلاًَ في حياتي ثم أصبح الزمن زمناً، لم تعد عندي مشكلة».. وقالت غادة السمان: الصدفة البيولوجية جعلتني أنثى هل أحاكم بذلك ويتم استجوابي، وهل الأنوثة تهمة؟! فقلمي لا يفرز هرمونات مؤثنة فقط! وأوضح ميكا: في تقديري المتواضع أن الرجل مهما بلغ من امكانيات ثقافية ومعرفية وتكنيكية لا يستطيع التعبير عن خلجات امرأة في حالة فرح أو حالة حزن أكثر منها. ويمضي قائلاً: برغم الانفتاح الثقافي تظل الحركة النقدية. لنقد ذلك التدفق بتحفظ، ويظل بعض القراء يبحثون عن نصوص المرأة مثل عطرها بعيداً عن النواحي الفنية والقيمة الأدبية، فليس بالضرورة أن تعيش الكاتبة كل شخوصها وتحاكم وفقاً لذلك. { المداخلات بعد تقديم ورقته هذه فتحت المنصة المداخلات والتعقيب عليها، فأوضح الأستاذ يبات علي فائز أن الورقة جاءت تعبر عن سرد. تاريخ الأدب النسوي في عصر الجاهلية مروراً بالاسلام وحتى الآن، وأشار يبات إلى أن الاسلام أسند للمرأة دوراً عظيماً ورائداً ولا يزال، وأضاف: تعد الورقة ملهمة ورائعة وتثير الكثيرين بأن يكتبوا عنها كتابة من زوايا مختلفة.
وتداخل كثيرون معقبين وسائلين، مبدين بأن الورقة قد فجرت المزيد من الأسئلة حول أدب المرأة.. وهناك من ثمنوا الجوانب التي جاءت في الورقة، وأضافوا ما كان ينقصها. وقالوا إن الورقة تنقصها النماذج التي تمثل النضال والكفاح الذي خاضته المرأة عبر مسيرتها الطويلة هذه.