المصدر : موقع يورو نيوز دوت كوم – ترجمة : محمد السيد علي أخيرا وبعد ثلاثة سنوات تسلم المنشق الكوبي (جيليرمو فاريناس) جائزة ساخاروف التي فاز بها في العام 2010 ، يومها رفضت السلطات الكوبية منحه تأشيرة خروج للذهاب لإستلام الجائزة التي منحها له الإتحاد الأوروبي . في المناسبة أثنى (جيوفاني بيتيلا) نائب رئيس الإتحاد الأوروبي على كفاح (فاريناس) من أجل الحرية ، قائلا : (في العديد من المناسبات إخترت الإضراب عن الطعام كسلاح للإحتجاج ضد الدكتاتورية في بلدك . إن إصرارك كاد أن يكلفك حياتك ، غير أنك في ذات الوقت أجبرت الحكومة الكوبية على القبول بإطلاق سراح (52) من السجناء السياسيين ) . على مدى سنوات أضرب (فاريناس) عن الطعام (23 مرة) للإحتجاج ضد النظام الكوبي وتعهد مرارا بأنه مستعد للموت في كفاحه من أجل حرية الفرد في كوبا . لقد تبنى الإتحاد الأوروبي منذ عام 1988 تقديم جائزة تحمل إسم المنشق السوفيتي (أندريه ساخاروف) وكان أول من نالها هو (نيلسون مانديلا) . في إستراسبورج تحدثت (يورو نيوز) مع (جيليرمو فاريناس) بعد وقت وجيز من إستلامة الجائزة فإلى مضابط الحوار : يورو نيوز : قبل شهور مضت جاءت عضوات من حركة (نساء بالأبيض) لإستلام جائزة ساخاروف عن العام 2005 ، إن هناك شيئ قد تغير في كوبا فالإصلاح قد إنتقل إلى هناك وقد إستطعت المجيء فهل يمكن الشعور بهذا التغيير في كوبا ؟ فاريناس : هناك شيء تغير ، لكن في الواقع لا شيء تغير . القوانين ظلت كما هي ، القمع ظل كما هو ، أعداد الأسرى السياسيين ظلت كما هي ، كما أن الضرب الذي يطال الناس في شوارع كوبا لإبقاء تحركاتهم سلمية لا يزال موجودا . إن ما يسمى بالعطف من جانب الحكومة الكوبية ماهو إلا حقوقنا التي أنتهكت طيلة (54) عاما . إن كوبا تدعي التغيير وما تقوم به هو تغييرات تجميلية للحصول على المال لنظامها المفلس إقتصاديا وتقليل تأثير الحظر الأمريكي والعقوبات الأوروبية ، كما أنها ترغب في الحصول على إستثمارات داخل كوبا بسبب الأعداد الكبيرة من المتبطلين عن العمل . كما ترين في أوروبا أو في إسبانيا يمكن أن تندلع في أي لحظة ثورة إجتماعية . يورو نيوز : لقد قمت بالإضراب عن الطعام مرات كثيرة لماذا إخترت هذه الطريقة من الإحتجاج ؟ فاريناس : حينما درست الطرق التي يمكن أن أواجه بها النظام ، وجدت أن الطريقة التي كانت لها نتائج إيجابية تاريخيا مع سجناء كوبيين أخرين ، هي الإضراب عن الطعام خاصة التي تلك التي جرت في الفترة ما بين ستينات وسبعينات القرن الماضي ، حيث وضع ذلك الإضراب السلطات الكوبية القمعية في زاوية ضيقة تماما . لقد آثرت أن أنقل تكتيك الإضرابات عن الطعام إلى المحيط المدني حارج السجن وأعتقد أنني قد حققت ذلك وأصبحت الإضرابات عن الطعام تتكرر كثيرا وسط المعارضة الكوبية المحلية كوسيلة للإحتجاج ضد النظام . يورو نيوز : هل ستقوم بالمزيد من الإضرابات عن الطعام ؟ فاريناس : إن ذلك يتوقف على الظروف التي قد يضعني فيها النظام والظروف التي يضع فيها النظام كوبا . إنني لم أنفذ الإضراب عن الطعام من أجل نفسي بل من أجل الأخرين . يورو نيوز : كانت (فلوريدا) هي محطتك الأولى والأن أنت في (استراسبورج) وسوف تذهب إلى (مدريد) وأنت تعلم أن هناك كثير من الجدل يثار حول من يمول المعارضة الكوبية فمثلا من دفع لك من أجل هذه الرحلة ؟ فاريناس : في هذه الحالة فإن الذي دفع هو الإتحاد الأوروبي ، أما بالنسبة للرحلات التي قمت بها إلى هندوراس ، ميامي ، نيويورك ، نيوجيرسي ، بيرتوريكو ، بولندا فقد قام بتمويلها كوبيان موسران يعيشان في الخارج ، غير أنهما لم ينسيا موطنهما كوبا التي لا تزال تعاني من عدم الديمقراطية من حكم الفرد المطلق . يورو نيوز : كيف تنظر إلى المستقبل في بلدك ؟ فاريناس : مستقبل بلدي يبدو صعبا جدا لأن الحكومة الكوبية تحاول أن تبقي على سياسات كاسترو حية ، حتى إذا غاب الشقيقان فيدل وراوؤل . إن ذلك سيقود إلى مواجهة مع المواطنين فإذا ما عرفنا كيف أن نكون أذكياء فإن الأمر سيفضي إلى ديمقراطية حقيقية وسنكسب من غير حمام دم . Mohammad Ali [[email protected]]