كلام الناس * عندما إتصل بي صديقي الفاتح السيد الأمين العام لاتحاد الصحفيين السوداني ليبلغني بدعوتهم لي للإفطار الرمضاني ، ويخطرني بأنهم وشركة (سوداني) سيكرمون شخصي الضعيف ضمن كوكبة من الصحفيين كنت وقتها على متن (بص سياحي) تحرك من مطار عطبرة مع عدد من رؤساء التحرير بصحبة وزير المعادن كمال عبداللطيف ولفيف من رموز (شركة رضا للتعدين) في طريقنا إلى منجم (السلام) في مربع (23) جهة العبيدية بمحلية بربر. * أنتابني وقتها إحساس هجين من الانتشاء والحزن الدفين، كاد الدمع أن يطفر من عيني إلا أنني استغفرت في نفسي وحمدت الله كثيراً على جزيل نعمائه عليّ أن جعلني بحمده وتوفيقه مازلت أحمل (فسيلة) الصحافة واجتهد في غرسها في (حقلها) الذي أصبح يعج بالصحف والصحفيين والصحفيات. * تذكرت بداياتي في بلاط صاحبة الجلالة التي أتيت إليها بحمد الله وتوفيقه من وظيفة في الخدمة المدنية بعد أن وصلت فيها إلى الدرجة (D.S) أي وضعت قدمي على طريق الوظائف القيادية، استجبت لرغبتي التي لم تفارقني منذ أن كنت طالباً في المرحلة الثانوية في مدرسة "الثغر المصرية" ببورتسودان؛ حيث كنت أشارك في تحرير صحيفة المدرسة الحائطية. * قبل أن التحق بالعمل الصحفي متفرغاً كتبت في (الرأي العام) القديمة أيام كان يرأس تحريرها أستاذنا الراحل إسماعيل العتباني كما كتبت في (الصحافة) القديمة التي كان يرأس تحريرها أستاذنا الراحل عبد الرحمن مختار، كما تعاونت بصورة شبه راتبة مع الإذاعة السودانية في عدد من البرامج أذكر منها (ركن الأسرة) الذي كانت تعده وتقدمه سميرة مدني و(ركن الجنوب) الذي كان يعده ويقدمه مصطفى عوض السيد. * راسلت بعض الصحف العربية وأصبحت مديراً لمكتب الخليج بالخرطوم، وتدرجت في العمل التحريري في (الصحافة) في مرحلتين مختلفتين في العهد المايوي عندما تم استيعابي ضمن الكواكب الأربعة عشر وفي مرحلة الإعلاميات المتعددة عام 1999م ، من محرر بقسم الأخبار حتى توليت رئاسة تحريرها، قبل أن انتقل إلى (السوداني) إلى أن انتقلت بكامل إرادتي إلى (المشهد الآن) رئيساً لتحريرها. * هذه بعض المحطات الصحفية التي أعتزُّ بأنني عايشت فيها مجموعات من الصحفيين والصحفيات حملنا معاً مسؤولية الكلمة ورسالة الصحافة، بعضهم قضى نحبه وبعضهم ما زال يحمل راية هذه المهنة الرسالة.. أعاننا الله وإياهم على الصبر على اختباراتها المهنية والقانونية والأمنية. * أقول هذا في معرض الحمد لله وشكره على أن جعلني أحضر مشهد الاحتفال بتكريمي وسط كوكبة الصحفيين والصحفيات وأن أحس بكل هذا الحب الذي أحسسته من الحضور النوعي الذي حضر إفطار الصحفيين. * انتهز هذه الفرصة لأحيي كل الصحفيين والصحفيات في كل مؤسساتهم الصحفية وبمختلف مشاربهم المهنية والفكرية، والتحية موصولة لاتحاد الصحفيين، ول "سوداني" التي لم تتخلف عن مسؤوليتها الاجتماعية تجاه الإنسان السوداني وتجاه المستفيدين من خدماتها خاصة في هذا الشهر الفضيل عبر خدمة (رمضانا سوداني). * أسمحوا لي أيضاً أن أحيي رواد الصحافة وصناعها الذين شقوا لنا هذا الطريق الوعر، ولكل الناشرين الذين يغامرون بحق وهم يجتهدون في بناء مؤسسات صحفية في ظروف صعبة، ولشباب الصحفيين والصحفيات الذين صبروا على ظروف الصحافة وصمدوا حتى دخلوا في شبكتها وأصبحوا جزءاً من نسيجها الحي النابض بحس المواطنين ، ولكل الجنود المجهولين في بلاط الصحافة من جميعين ومصححين ومصممين وطبيعين وموزعين وعاملين في بلاطها . * الشكر موصول لكم أيها القراء الأعزاء داخل السودان وخارجه لأنكم ظللتم دائماً تحملونني في حدقات عيونكم.