مناظير الاحد 4 أغسطس، 2013 [email protected] * اتهم الشيخ كمال رزق خطيب المسجد الكبير بالخرطوم فى خطبة الجمعة اول امس بعض الجهات بدون ان يذكر إسمها بالتخابر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا داعيا الى اتخاذ الحيطة والحذر ..!! * قد يكون مقبولا من إمام مسجد أن يتهم ما شاء له الاتهام بعض الجهات بالعمالة لامريكا وبريطانيا باعتبار المنهج السائد فى البلد الذى يعلق كل فشل على شماعة العمالة والخيانة للامريكان رغم ان الاسلام نهى عن اتهام الناس بدون دليل، ورغم أن الأمريكان صاروا بالبراهين والأدلة ومنذ زمن يعود الى عام 2004 أكبر راع وداعم وممول للاخوان المسلمين فى المنطىة العربية، وليس أدل على ذلك من كتاب ( محطات مفصلية فى تاريخ العالم، صعود الاسلام الاصولى السياسى ) الذى صدر فى عام 2004 عن دار (ثومبسون للطباعة والنشر) بالولاياتالمتحدة، وشارك فى كتابته 11 من جهابذة الاستراتيجية والتحليل السياسى بالعالم اللصيقين بدوائر اتخاذ القرار فى امريكا والغرب والعالم العربى والاسلامى من بينهم روبن رايت المحللة والصحفية الشهيرة بالواشنطن بوست وجوديث ميللر الخبيرة فى انشطة القاعدة وشاوول شاى الخبير فى شؤون الشرق الاوسط وغيرهم، واشرف عليه المحلل الاستراتيجى الممعرف الكاتب والمحلل المعروف فيليب مارجوليس، وتوصلوا فيه الى نتيجة مفادها أن الغرب فى طريقه لدعم حركات الاسلام للسياسى للوصول الى كراسى الحكم والمشاركة فى العملية السياسية وذلك كوسيلة لدرء خطر الارهاب عن امريكا. * ولقد حدث ذلك بالفعل بعد اقل من عام من صدور الكتاب بدعم الامريكان لجماعة (آية الله السيستانى) الشيعية المتطرفة فى العراق على حساب (اياد علاوى) وغيره من الليبراليين، ومساعدتها على الفوز بالانتخابات النيابية فى عام 2005 والوصول الى كراسى الحكم التى لا تزال تجلس عليها حتى الان بتعاون أمريكى إيرانى واضح. * وليس خافيا على احد العون الأمريكى لجماعة الاخوان المسلمين المصرية ( وحركات الاسلام السياسى فى دول المنطقة) ومساعدتها على الصعود الى كرسى السلطة، ولقد أثبت ذلك المحامى والقيادى الكبير السابق فى جماعة الاخوان المصرية (ثروت الخرباوى) فى كتابه الشهير ( سر المعبد، الأسرار الخفية لجماعة الخوان المسلمين ) الذى نشر فيه خطابا سريا موجها من ممثل الاخوان بأمريكا الى خيرت الشاطر مبشرا بالوصول الى اتفاق مع الامريكان لدعم حركة الاخوان فى مصر وتمهيد الطريق لها للسيطرة على الحكم فى مقابل الاعتراف بدولة اسرائيل واتفاقية كامب ديفيد. * أقول، قد يكون مقبولا ان يتهم كمال رزق جماعات بالعمالة لامريكا حسب الموضة السائرة فى الخرطوم وذلك بغرض المشاركة فى حملة التخويف والتخوين التى يقودها البعض ضد كل من يحاول معارضة الحكم، ولكن أن يتهم تلك الجماعات بالتخابر مع امريكا وبريطانيا فليس لذلك سوى معنى واحد هو وجود علاقة (ما ) بين كمال رزق وجهاز الاستخبارات، أو وجود من يسرب معلومات من جهاز الاستخبارات الى أئمة المساجد ومن بينهم كمال رزق إمام المسجد الكبير بالخرطوم، وفى الحالتين لا بد من التساؤل :" هل يجوز تسريب معلومات استخبارية لشخص عادى، أو أن يكون إمام مسجد يعظ الناس على صلة بجهاز استخبارت مع ما كل فى ادبيات الاسلام من نهى عن التجسس والتحسس أو اتهام الناس بدون دليل، الشئ الذى إن اجزناه لأجهزة الاستخبارات حسب طبيعة عملها فلا يمكن قبوله من إمام مسجد وواعظ ؟!". صحيفة (الجريدة) السياسية اليومية www.aljareeda-sd.net/en/day/