كيف يقوم نظام ديمقراطى مؤسسى على انقاض الاحزاب السياسية الحالية مؤتمرالغلابة واصحاب الوجعة والمعاناة والمهمشين وحده يملك ذلك الشباب اللامنتمى سياسيا والمتحرر من القوى الساسيةهو القوى التى تملك التغيير لابد لقوى التغيير القادم ان تحسم القضايا الجوهرية الخلافية نقاذ السودان من التقسيم النعمان حسن الحلقة الاخيرة ماهو المخرج للسودان من الازمة المستحيلة؟ هذا هو الموضوع الذى يفرض نفسه فى خاتمة هذه الحلقات مهما كان صعبا ومهما كان المخرج مستحيلا نعم هى ازمة مستحيلة طالما ان: 1- البلد ممذقة بسبب خلافات جوهرية بين ابنائها خلافات اصبحت فتنة للحروب لنيل الحقوق الامر الذى اهدر ارواح الملايين من ابناء الشعب من يدافع منهم عن ظلم ومن يطالب بالحق فالملايين ضحايا الاسلوب المرفوض من الجانبين 2- القوى المتامرة التى تستهدف تقسيم السودان اخضعت القوى السياسية لسيطرتها مستغلة رغبتها فى السلطة كما انها رعت الحركات الثورية المطالبة بحقوقها لتحقيق مطامعها وقضية السودان الزوم ليست فى من يحكم ان ياتى عبر صناديق الاقتراع اوعبر انقلابات العسكر وانما القضية كيف يحكم السودان بما يحقق وحدته والمساواء الكاملة بين كافة ابنائد دون تغول لون او عنصر او دين او جنس 3- ان التغيير لابد ان تاتى به قوى جديدة محررة من الانتماء لكل القوى القابضة على السلطة والتى هيمنت عليها بالقوة بعد اقصاء الاخرين ومحررة من القوى التى ترتدى ثوب الديمقراطية الزائف والراغبة فى العودة اليها عبر صناديق اقتراع وهمية تهيمن عليها احزاب وقوى سياسية ادمنت الفشل منذ الحكم الوطنى لافتقاد مكوانتها مقومات الديمقرلطية و التى ظلت تهيمن على العمل السياسى منذ عرف السودان الحكم الوطنى الامر الذى يطرح سؤالين: 4- أ- كيف يتم التخلص من هذه القوى السياسية حاكمة ومعارضة بكل انماطها التى تعاقبت على الحكم الوطنى وطى صفحتها وخلق قوى سياسية بديلة همها الوطن وليس السلطة وكيف توصد الابواب امام اى انقلابات عسكرية سواء لطمع عسكر فى السلطة او لحساب القوى السياسية التى لا تمانع فى الوصول اليها عبر الانقلابات وتهميش الاخرين 5- ب- من اين للسودان قوى جديدة تتوفر فيها هذه المواصفات وقادرة على احكام قبضتهاعلى مستقبل السودان وهذا يقتضى تحرير السودان من قبضة القوى السياسية الحالية بكل مكوناتها التى تسخر الديمقراطية وسيلة لسيطرتها على الحكم لتستاثر به وليس لتحقيق هم الوطن والمواطن على قدم المساواة 6- كيف تعودللقوات المسلحة قوميتها لتصبح الحارس الامين للبلد كما عرفت تاريخيا قبل انقلاب نوفمبر كخطوة لابد منها حتى تصبح الية لحماية الحكم الوطنى وليس التعدى عليه لحسابقوى سياسية عرفت كيف تخترق المؤسسة العسكرية ستة محطات تمثل اهم القضايا التى يستوجب حسمها بالحوار وصفاء النية من كل الاطراف والفشل فى ان تحل اى منها كفيل بان يطيح باى مخرج للسودان من ازمته. لهذا هى مهمة تبدو مستحيلة ولكن ارادة المواطن صاحب الحق الاصيل وحدها قادرة على صنع المستحيل لو تحرر من القوى السياسية التقليدية طائفية ام عقائدية وشد عزيمته باستقلالية عنها والا فمصير السودان الضياع والتشتت ومن هنا ينتعش الامل مهما بدا مستحيلا وهاهو شعب مصر الذى ظل مستكينا للقهرتحت قبضةحكم يتوارثه العسكرلستين عاما فجر ثورة سلمية اعادت له الكلمة وهاهو نفسه لما ارادت فئة عقائدية دينية بلغت السلطة عبر الديمقراطية التى لم تتوفر مقوماتها بعد لتكون معبرا حقيقيا عن حق الاغلبية فى الحكم وعن حق كل المواطنين كحق مقدس لا تملك اى جهة ان تصادره لانها بلغت السلطة عن طريق الاقتراع الا انها فشلت فى احترام حقوق الاخرين حيث اصرت ان تفرض ذاتها عليهم فهاهو شعب مصر يواصل مسيرة ثورته السلمية من اجل الديمقراطية الحقة رافضا ان تكون الديمقراطية وسيلة لسلب حقوق الاخرين الاساسية و بدعم من نفس الجيش القومى الذى نصره ضد الدكتاتورية ليؤكد رفضه لاى هيمنىة ايا كان مصدرها عسكريااو سياسيا وهكذا الشعوب تملك ان تصنع المستحيل سلميا وليس بالعنف والدمار.ولهذا فان شعب مصر يمضى رغم كل شئ فى صياغة دولة مؤسسات ديمقراطية لا يهيمن عليها عسكر او عقائدية تفرض هيمنتها وتصادر حقوق الاخر. ولكن رغم ذلك تبقى المحطات الستة عثرة فى طريق السودان الى ان يتخطاها بارادة شبابه متى تحرر نفسه من الانتماء لغير الوطن. ولعل اهم الخطوط الحمراء الستة المحطة التى تتمثل فى تمذق البلد عنصريا وجهويا ودينيا وما انذلقت اليه من عنف وحروب فاقمت من الازمة وزادتها تعقيدا حيث كرست لمزيد من التمذق عنصريا وجهويا و هو السبب فى هذه الازمة التى تصاعدت وبلغت ذروتها اليوم ان البلد وقعت تحت قبضة عنصر وجهوية واحدة منذ تحقق للسودان الاستقلال سواء كانت حكما عسكريا او مدنيا والمؤسف انها لم تكن مدركة لخطورة هيمنة عنصر او دين على بلد متعدد العنصريات والاديان لهذا كان من الطبيعى ان تتمرد العنصريات والجهويات على هذا الواقع ليعيش السودان حرب العنصريات التى تعمل كل واحدة منها لان تكون هى المهيمنىةوالقاهرة لباقى العنصريات وازداد الموقف تعقيدا بعد ان اضفت لها المنظمات الاسلامية السياسية بعدا دينيا فاقم من خطورتها والتى مهدت الطريق لنجاح التامر على وحدة السودان حتى اوشك الامر ان يبلغ بالسودان مرحلة مستحيلة بعدم قبول الاخر من غير العنصر واللون والدين. ولعلنا هنا بحاجة لاستيعاب الدرس من فترة الاستعمار فكيف حفقق لنفسه استقرارا رغم هذه التناقضات الرافضة لبعضها البعض ولعل تجربة الاستعمارفى ان يتجنب الحساسيات المفرطة ين العنصريات والجهويات فريدة يجب الوقوف عندها واستخلاص العبرة منه. فالاستعمار ادار الدولة باعترافه بحق كل منطقة ان تدير شانها وفق مقوكاتها ومكوناتها العنصرية والدينية عندما قسم السودان لتسعة مديريات تتساوى فى الحقوق ولم يميز اى عنصر بسلطة فى المركز تثير حفيظة الاخرين ولاحساس العنصريات المختلفة بانه ليس هناك عنصرية او جهوية بعينها او دين بعينه يقبض على شانها من المركز فلم يتولد اى احساس لدى الاقليات بالدونية وان العنصر العربى الاسلامى يهيمن على بقية العنصريات والجهويات والاديان مما جعلهم قانعين بالواقع مستسلمين له طالما ان المركز بيد المستعمر الاجنبى فكانت كل العنصريات سواء فى الخضوع للاجنبى لهذا يتعين علينا ان نتلقى الدرس الاول من هذا النظام الذى اختطه الاستعمار حيث ان وجود الاجنبى على المركز لم يولد اى اساس بان هناك تميز لاى عنصر او دين عليه كما هو الحال بعد ان حل العنصر العربى الاسلامى على المركز عندما تحرر السودان من الاستعمار مما دفع العنصريات والجهويات والاديان ان تحس بالتغول على حقوقها وهو مالم تكن تحس به ابان الاستعمار وهذا هو الدرس الاول الذى يجب ان نستوعبه ان وحدة واستقرار السودان لن تتحقق باحساس اى عنصريات او جهويات انهم تحت هيمنة عنصر او دين معين لهذا لابد من تحقيق المساواة بين الجميع وتاكيد قومية المركز بما يولد الاحساس ان كل العنصريات والجهويات والاديان متساوية فى الوجود على مستوى المركز وانه ليس هناك عنصر او دين يفرض اراداته على الاخرين ومالم يتحقق ذلك فان مصير السودان التمذق والعودة لعدة دويلات خاضعة للنفوذ الاجنبى الذى يخطط لتقسيم السودان مستغلا اصرار عنصر او دين بعينه ليهيمن على السودان بل المتامرين على وحدة السودان وجوا فرصتهم فى تحقيق تامرهم بتشجيع العنصريات التى تسعى للهيمنة على السودان وفى ذات الوقت تدعم من الجانب الاخر العنصريات التى ترفض هذا الواقع وتشجعها بل تدعمها وتمولها وتدفعها للعنف لانها تراهم على الخلافات بينها لتحقق تامرها لهذا تعمل بكل قوة على عدم تحقيق اى تعايش بينهما لهذا نراها حامية لنظام الحكم وفى ذات الوقت يدعمون مثيرى العنف فى مواجهته لانه الطريق الوحيد لتقسيم السودان اما التقاء كلمة الوطن وابنائه انما تفشل مخطط التقسيم ولقد تحقق لها ما ارادت طالماان كل القوى المتصارعة حاكمة ومعارضة اسلمت امرها لامريكا رغبة فى دعمها لهذا اصبحت امريكا تتحكم فى تحديد مصير السودان ولا شك انها تعمل لحساب مصالحها وليس مصلحة السودان. ليصبح التقسيم مصيره المحتوم بعد ان اسلمت القوى المتصارعة امره لامريكا تحرك كل اطراف القضية بالريموت كونترول من هنا يتاكد الخط الاول للمخرج من الازمة وهو ان تقر وتعترف العصرية العربية اوالاسلامية انها اخطأت تاريخيا فى حق السودان الوطن وانها السبب فيما أل اليه حاله ولا تزال تخطئ فى حق السودان وهى تصر على الهيمنة سواء بالقوة او عبر صناديق الاقتراع التىتحتكرها قوة سياسية تمثل عنصرا واحدا لونا ودينا وهى تعلم انه لايحق لها ان تفكر فى الهيمنة على غيرها من العناصر والاديان حتى عبر صناديق الاقتراع الوهمية واحزاب نفسها ليست قومية ولاتقوم على بنية ديمقراطية فتفرض عليهم الدونية وتصادر حقهم فى ان يكونوا سواسية فى المواطنة وبغير هذا لا حل او مخرج لازمة السودان. وهذه المساواة ليست شعارات زائفة ترفع رايتها القوى السياسية عندما تكون خارج الحكم وتستاثر بالحكم لحسابها عندما تجلس على كرسى السلطة 2- ثانى المحطات الستة ليس هناك من امل او مخرج للسودان من الازمة مالم تنشا قوى وطنية محررة من قبضة الغرب بقيادة امريكا والتى عرفت كيف تستغل رغبة هذه القوى الحاكمة لرغبتها فى البقاء فى الحكم باى ثمن حتى لو كان تمذق الوطن او المعارضة لرغبتها فى العودة للسلطة على انقاض السودان طالما ان كلاهما رهنا السودان للمصالح الامريكية لرغبتهم فى دعمها لهم لهذا فالسودان بحاجة لقوى وطنية لا تحركها الرغبة فى السلطة باى ثمن فلا تمانع فى ان تسلم امرها واخضع لامريكا لتكنها من السلطة عبر بوابة امريكا رغم ماتقدمه من ثمن غالى وهذا يتطلب فى ذات الوقت ان تتحرر كافة الحركات من العنصريات المختلفة وبصفة خاصة التى تحمل السلاح من النفوذ الامريكى وان طريقها لنيل حقوقها لن يكون عبر البوابة الامريكية وان وفرت لها الدعم المادة وبالسلاح وانما عبر الحوار السلمى ونبذ استخدام القوى من كافة الجبهات وبصفة خاصة من جانب الحكومة التى تصر على فرض ذاتها بالقوة على الاخرين حتى لا تكون اداة لتنفيذ المخطط الامريكى لتقسيم السودان بالطبع فان هذا يضاعف اهمية ان تنشا قوى وطنية جديدة قادرة على تحرير نفسها من التبعية لاى من القوى السياسية الحالية التى ظلت تتصارع من اجل السلطة منذ عرفنا الحكم الوطنى وستبقى كذلك لطبيعة تكوينها الذى لا يقبل الاخرخاصة وانها هى التى اسلمت مصير البلد للقوى المتامرة على وحدته وهذا يقودنا تلقائيا للمحطة الثالثة من الشروط الستة . لانه من المستحيل ان تحل ازمة السودان مالم تتولى امر السودان قوة تغيير مستقلة تنشا على انقاض القوى السياسية الحالية من احزاب طائفية وعقائدية بجماعاتها واتشقاقاتها المختلفة بلا اى مضمون ايا كانت مسمياتها وان تكون هذه القوى قادرة على فرض ارادتها لحظر الاحزاب الطائفية والعقائدية السياسية والدينية بمختلف مسمياتها وانقساماتها فظريق السودان لحل ازمته لن يتحقق تحت التكوين الحالى للقوى السياسية بفروعها سواء الحاكمة او الطامعة فى العودة للسلطة او المشاركة فيها باقتسام اى نصيب فى السلطة او البقية الطامعة فى نصيب منها يؤكد هذا ان هذه الاحزاب تشهد سنويا انقسامات ليس بسبب خلافات وطنية حول الهم العام وانما بسبب المطامع فى السلطة خاصة وانه بمقدوراى جهات طامعة فى السلطة ان تسجل حزبا لا يتكلف اكثر من المسمى وحشد توقيعات من الاهل والاحباب ووالماجورين لزوم الرخصة حتى قاربت هذه الاحزاب المائة حزب لا يفرق بينهما برامج ورؤى سياسية من اجل الوطن فالسودان بحاجة لقوى ليس لها من هم غير الوطن ولكم هو امر مؤسف ان تفتقد كل القوى السياسية الحالية هذا الهم فجميعها بلا استثناء لا يعرف لها غير الرغبة فى السلطة لهذا فهى فى صراع دائم لاقتسامها تجتمع وتنفض وتتحالف وتختلف من اجلها لا احد يعلم لماذا التقوا او افترقوا فان توافقت او اختلفت انما فى القسمة لهذا ليس مستغربا ان تختزل هم الوطن فى تكوين الحكومة ونصيب كل منها فى الحكم. هذه الظاهرة ليست جديدة فلقد عرفتها الاحزاب السياسية منذ الحكم الوطنى حيث انه ما ان الت السلطة للقوى السياسية الا وبدات كافة الاحزب فى الانقسام لمجموعة احزاب حيث انقسم الحزب الوطنى الاتحادى الذى انفرد باول جكومة وطنية عنما انشطر لحزبين الوطنى الاتحادى والشعب الديمقراطى لخلاف حول الهيمنى على السلطة بين الزعامة الطائفية والسياسية وتبعه انقسام حزب الامة لحزبين بين العم وابن اخيه من اجل السلطة ثم بين بنى العم وهكذا توالت الانقسامات حتى اصبح لكل من حزبى الامة والاتحادى عشرات الفروع حتى اصبح من الصعب حصر مسماياتها فكم منها انشقاقات عن حزب الامة وكم من الحركة الاتحادية ولم تسلم من هذا الواقع حتى الاحزاب العقائدية الاسلامية والشيوعية والبعثية وطوال هذا الانقسامات والعودة للوحدة والتحالفات لاحد يعلم لماذا انقسموا ولماذا توحدوا ثم اختلفوا ولاتفسير لهذا المسلك الا المطامع فى السلطة والاختلاف فى القسمة ومن المفارقات التى تؤكد ان هذا المسلك ليس له من دافع غير السلطة لننظر كم من هذه الاحزاب شريكا فى السلطة حتى لو من باب المظهر دون ان يكون له وجود سياسى فاعل بل وكيف هم من فى المعارضة اليوم انفسهم شركاء فى مؤسسات السلطة او شاركو وانفصلوا لمطالبتهم بالمزيد منها حيث اخذوا نصيبهم قبل ان يعودوا للمعارضة وكيف ان ما يجرى من حوار كله يصب فى ما يسمى بتكوين الحكومة القومية التى يتصارعون حولها كل يسعى للنصيب الاكبر مع ان القضايا الاساسية والجوهرية مهملة لا تجد الاعتبار الا من باب المزايدة لحين بلوغ السلطة حتى لم يعد متاحا لاكبر خبراء التحليل السياسى ان يجد تفسيرا لسلوكهم فىهذا الكم المتناقض لا تفسير له غيرالرغبة فى السلطة كهدف فهاهم عندما يتحاورون من اجل الاتفاق فان حوارهم لا يخرج عن نصيب كل طرف فى السلطة . واقع مؤسف ومكابر من يغالطه لهذا لابد لحل ازمة السودان من قوى تغيير خارج هذا الاطار السياسى والا بقى السودان فى حلقته الشيطانية عسكرية او مدنية. ولكن كيف ومن اين تاتى هذه القوى الجديدة برؤى وطنية مبراة من المطامع فى السلطة همها الاول هو الوطن الموحد؟ هنا نقفز للشرطين الرابع والخامس/ كيف يمكن التخلص من القوى السياسية وكيف ومن اين تاتى قوى التغيير الجديدة القادرة على بسط كلمتها؟. سؤلان صعبان بكل المقاييس ولكن لابد من الحوار فيها لانه لابد من اجابة ان كان لازمة الوطن ان تحل؟ اما الشق الاول الخاص بكيفية التخلص من التكوين الحالى للقوى السياسية فانه يتمثل فى: 1-يقظة ضمير قيادات هذه القوى واعترافهم بانهم عاجزين عن حل قضية الوطن وحل كياناتهم باردتهم اعتراف بمسئوليتهم التاريخية وهذا امر صعب وغير وارد لانهم فى تكوينهم يفتقدون المؤسسية الديمقراطية وانما يقعون تحت قبضة الاسر الطائفية او لان طبيعتهم غير ديمقراطية 2- لقد سبق ان اشرت الى ان مفتاح الحل بيد الشباب دون الخمسة واربعين من العمر والذى يتعين عليه ان يدرك: أ- انه اولا هو صاحب المصلحة فى مستقبل البلد لهذا يتعين عليه ان يدرك انه بانتمائه للقوى السياسية الحالية انما يكرس الواقع السئ للسودان ويشتت شملهم وهو بحاجة للتوحد فى الرؤى فهم الذين يدفعون ثمن فشل هذه القوى والمصير المظلم الذى يقودون السودان اليه ب- ان يتحرر قطاع الطلاب من الانتماء للقوى السياسية الفاشلة فيصطرعون فينمما لا جدوى منه وان ينبذوا تصنيفاتهم الحالية كمنظمات موالية للقوى السياسية حتى يقودوا مبادرة تجميع الشباب من مختلف مكوناته حول هم الوطن وليس من يحكم من القوى السياسية فيتوحدوا من اجله فى وحدة نضم بصفة خاصة طلاب المناطق المهمشة حتى لا يكونوا جزرا معزولة عنهم بحكم ان كيان الطلاب من الشباب المنظم حاليا دون اوساط الشباب الاخرى والاكثر تاهيلا لفتح حوارجاد حول قضايا الوطن بعيداعن الرؤية الذاتية والضيقة للقوى السياسية ج- حث منظمات الشباب المختلفة التى افرزتها المعاناة من عطالة وضحايا الصالح العام من مختلف قطاعات العمل ومختلف انواع المعاناة من قضايا المواطنين من معاناة المرض والتعليم ومهضومى الحقوق ومظاليم الاراضى وكافة قطاعات المعاناة من مختلف فئات الشباب حثها لتوحيد كلمة الشباب وتنظيمهم ليشكلوااقوى التغيير الجديدة د- تكوين قناة تنسيق بين مختلف هذه المكونات الشبابية تمهيدا لاستدعاء روح مؤتمر الخريجين الذى تبناه قطاع المتعلمين فى نهاية الثلاثينات لبحث قضية التخرر من الاستعمار توظئة لعقد مؤتمر قوامه الشباب عبر منظماته المختلفة المذكورة بعيدا عن الصفوية وليكن هم هذا المؤتمر توحيد كلمة الشباب حول كافة القضايا الوطنية الجوهرية بمايحقق التوافق بين الشباب (سيد الوجعة) ولرسم خارطة طريق لتحقيق وحدة السودان العادلة التى تساوى بين كل اهله دون اى تميز عنصرى او جهوى ودينى وان يضع الاساس بناء مؤسسات حزبية ديمقراطية بديلة للقوى السياسية الحالية وان يتوافق الشباب على الية تغيير نظام الحكم موضوعا وليس شكلا وان يتفق على فترة النتقالية قوامها حكومة من الشباب لوضع توصيات المؤتمر موضع التنفيذ لحين صياغة مؤسسية ديمقراطية مبراة من الطائفية والعقائدية بما يحقق التحرر من قبضة امريكا على مفاتيح الحل وبما يحقق قيام دولة المواطنة دولة قوامها السودانية وليس اى عنصر او جهوية او ديني. وتصبح هناك النقطة الاخيرة او المحطة الاخيرة وهى ان هذه الثورة الشبابية السلمية لن تفلح فى تحقيق المخرج للوطن مالم يتبع ذلك ضمان قومية القوات المسلحة وذلك بتحررها من اى انتماءات سياسية ولا اظن هذا الامر سيصبح مستعصيا متى نجح الشيباب فى تخليص البلد من القوى السيلسية التى تتخذ من القولت المسلحة طريقا للسلطة فالقوات المسلحة السودانتية لم يحدث ان اقدمت على اى انقلاب لم تقف وراءه قوى سياسية من الاحزاب الحالية سواء الطائفية او العقائدية شيوعية او اسلامية لهذا فان كتابة النهاية لهذه القوى هو بلاشك ميلاد جديد للقوات المسلحة لتعود لدورها الطبيعى. وليس لى ما اختم به هذه الحلقات غير الامنيات بان يتحقق هذاالمخرج المستحيل الا ان الشباب متى توحد وتحرر هو وحده القادر على انقاذ الوطن من مصيره المحتوم فى كل الاحوال تحت الواقع الحالى حكما ومعارضة وبغير ذلك لن يبقى السودان والتاريخ سيشهد على ذلك.. ويبقى السؤال الكبير: هل القوى السياسية الحالية سواء من فى الحكم او المعارضة والذين يزايدون ويكثرون من الحديث عن الحوار الشامل هل يدركون ان القضية ليست فى ابرام اى اتفاقات يقتسمون فيها كعكة الحكم فيما يسمى بحكومة قومية فالسودان بحاجة لحكومة وطنية تعنى بالهم الوطنى لحل ازمة الوطن والحل فى نهاية الامر لن يتحقق الا برفع القوى السياسية التقليدية الحالية يدها عن السودان سواء القابضة على الحكم او الطامعة فى العودة اليه اذاكنا نريد سودانا موحدا تتوافق فيه كل الاقليات على قدم المساوة دون اى تميز طائفى او عقائدى دينى او يسارى فهل هم مستعدون للرحيل وتسليم الامر للشباب بعد ان يتحرر من التبعية لهم وهل الشباب نفسه قادر على اقصائهم ان رفضوا ليطوى السودان صفحة سوداء امتدت ثلاثة ارباع قرن وليبدا صفحة جديد مبراة من حب السلطة كهدف يميز طبقة من الحكام عن سائر طبقات المقهورين. انها خطوة شجاعة تحتاج لصحوة ضمير من كل الاطراف فهل يقدم السودان درسا فى نكران الذات للعالم. ادعو الله لذلك فى هذا الشهر المبارك واخرى ايامه الطيبات ولكن لمن تقرع الاجراس وليس هناك من يسمع