الدكتور حسن عبدالله الترابى عراب انقلاب الأنقاذ والمخطط الأول له، وما معلوم بأنه كان يدبر للأنقلاب حتى حينما حصل حزب الجبهة القوميه الأسلاميه الذى اسسه على المركز الثالث فى آخر حكومه ديمقراطيه، ولا أنسى ذات يوم حينما اعلن السيد/ يس عمر الأمام من داخل قبة البرلمان الذى وصل اليه عن طريق الديمقراطيه عبارته التى قال فيها:- (اذا تعارضت الديمقرطيه مع قوانين الشريعه فنحن مع الشريعة وضد الديمقراطيه) !! واليوم يتباكى الأسلاميون على وأد الديمقراطيه فى الجزائر ويدعون بأن الديمقراطيه لا تطيق وصول الأحزاب الأسلاميه للسلطه !! وقتها قلت لأحد القادة الأتحاديين تعقيبا على تصريح السيد/ يس عمر الأمام :- (من المفترض ان تحظروا هذا الحزب وتمنعوا نشاطه باسم المحافظه على النظام الديمقراطى مثلما يحدث فى تركيا). للأسف ذلك لم يحدث رغم أن الجبهة القوميه الأسلاميه كانت الحزب الوحيد الذى لم يوقع على ميثاق الحفاظ على الديمقراطيه. وهاهم الآن يتباكون على ضياع تلك الديمقراطيه أكثر من غيرهم، بعد أن أستاثر المؤتمر الوطنى بكل شئ فى السودان (المال والجاه والسلطه والتجاره والرياضة والثقافة والفنون)! لكن ما هو لافت للنظر أن يدخل الدكتور الترابى الى جوبا لا مجاهدا أو غازيا لديار (الكفر) وأنما متحدثا عن السلام وعن الوحده ومحذرا من مخاطر الأنفصال، وهو الذى كان يحفز الشباب وصغار السن ويضللهم بالحور العين التى تنتظرهم فى جنات الفردوس حتى يقدموا انفسهم للجهاد ومقاتلة الكفره والخوارج فى جنوب السودان مدعومين بالقوات المسلحه والمليشيات الشعبيه. مشكلة السياسة السودانيه وقادتها انهم لا يعرفون شئ اسمه الأعتراف بالخطأ ولا يعرفون ثقافة الأعتذار. والأعتراف بالخطأ يستوجب (عمل)، والعمل المتوقع فى مثل هذه الظروف وحينما يكتشف السياسى بأنه اخطأ خطأ شنيعا أدى الى قتل 2 مليون وخمسمائة الف شخص وضياع موارد البلاد وساهم فى اتساع شقة الخلاف وازدياد الكراهية بين ابناء الوطن الواحد، حتى اصبح الأنفصال هو الخيار (الأول)، فاقل قرار يجب ان يتخذه ذلك السياسى هو الأعتراف بالفشل والأستقاله واعتزال العمل السياسى الى غير رجعه. للأسف ذهب الترابى فى طريقه حتى حدث الأختلاف العميق بين الشيخ وتلاميذه، وها هم التلاميذ لا يعون الدرس ولا يستفيدون من تجربة المعلم حتى لا يعيدونها مرة أخرى ويندموا فى المستقبل على تكرار تلك التجربة وأن كانت على صورة مختلفه. وهاهو الوطن فى طريقه للأنشطار الى جزئين كما تؤكد جميع التوقعات والدلائل وهاهو سلفاكير يقول فى جوبا (فات الآون) لتحقيق الوحده. ولا أملك الا ان اقول للمتسببين فيما حدث سودانيين وغير سودانيين كان همهم الأول مصلحتهم الشخصيه (شكرا لكم .. فقد اضعتم وطنا عزيزا وغاليا له اسهاماته فى الحضارة الأنسانيه منذ قديم الزمان حكمه قبل لميلاد حاكم اسمه (بعانخى) عرف باحترام خصومه بل عرف باحترام الحيوان مثل احترامه للأنسان. وها نحن فى القرن الواحد والعشرين يهان الأنسان السودانى فى وطنه ويذل حتى تصل الأهانه للنساء اللواتى ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم. والتحية والأجلال لشهداء رمضان الأبرار الذين أدركوا ما سوف يؤول اليه مستقبل البلاد قبل زمن بعيد ولذلك حملوا ارواحهم فى أكفهم حتى يوقفوا ما هو حادث اليوم !! آخر كلام:- أبيات من قصيدة (بقليس) للشاعر الراحل / نزار قبانى. بلقيس : أيتها الأميرة ها أنت تحترقين .. في حرب العشيرة والعشيرة ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟ إن الكلام فضيحتي هانحن نبحث بين أكوام الضحايا عن نجمة سقطت وعن جسد تناثر كالمرايا هانحن نسأل يا حبيبة إن كان هذا القبر قبرك أنت أم قبر العروبة ويقول فى مقطع آخر:- شكراً لكم شكراً لكم فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة تاج السر حسين – منبر الوحدة والسلام بالقاهرة