يحكى أن (فجأة) أصبح كل من يمتلك بريدا إلكترونيا أو حسابا على الفيس بوك يستقبل في اليوم الواحد أكثر من رسالة مرسلة من فتيات جميلات ورشيقات يخبرن المرسل إليه أنهن وجدن إيميله أو بروفايله بالصدفة، وأنهن يرغبن بالتعرف عليه أكثر، ويسعدهن التواصل معه، ومبدئيا هذه صورة أولى، و(تووش) "يا حبيبي انتظر ردك وصورتك".. رسائل كثيرة ومزعجة تتداعى إلى البعض بشكل يومي ولآخرين في فترات متباعدة، المهم في النهاية أنها تصل إلى الجميع، وتطلب منهم (التعرف)، وتبدي على استحياء مبادرات عشقية تحسسية إغرائية، وتطالب بقوة عين بمراسلتها على الفور لأن المرسلة (معجبة)، وتؤكد بدهاء أن من الأفضل مراسلتها على الإيميل – في حال الفيس بوك – وقد تحكي بعد ذلك قصة تقطع نياط القلب عن أبيها الذي مات وعن لجوئها بسبب الحرب وعن ثروتها (المليارية)، وكل هذا في النهاية يقود إلى نوع من التهكير الذي يرصد الحسابات البنكية وتحويلاتها ووو لكن الخطير (بالجد) حين تكون الدعوة على اسكاي بي، والأخطر منه حين تلبيها. قال الراوي: القصة التالية حدثت قبل ثلاثة إلى أربعة أيام، وبطلها شاب (مسكين) وقع ضحية لإحدى بنات الهاكرز الجميلات المنتشرات على الإنترنت. وتبدأ القصة بقبول هذا الشاب (المسكين) طلب صداقة مرسل من فتاة أجنبية من إحدى الدول العربية المشتهرة بجمال نسائها، وربما كان صاحبنا بالفعل يبحث عن حبيبة أو عشيقة حتى ولو على الإنترنت ومن خلال الصور فقط؛ متحركة كانت أو ثابتة، فقد وقع بشكل سريع في شباك الهاكرز الأنثوية وأدخل نفسه في (شربكة) حتى الآن حبالها ملتفة حول عنقه. قال الراوي: فبعد أن تم التعارف (الفيس بوكي) السريع طلبت الهاكرز (الجهنمية) من الشاب (المسكين) أن ينتقل معها إلى موقع اسكاي بي حتى تحادثه وتراه (عينك عينك) لأنها باتت لا تستطيع صبرا على شوقها لرؤيته (كل هذا في أقل من نصف يوم)، وعلى الفور انتقل (الحبيب) إلى سكاي بي وشاهد بأم عينيه (جمالها)، ثم شاهد بأم عينيه جسدها، ثم شاهد بأم عينيه ما شاهده لوحده فقط، ثم طلبت منه أن يريها (جسده الفتي) وهي تتأوه في مناداة (هكرية) مجرمة. قال الراوي: المشهد كما نقله الشاب لصديقه وقت (الضيق): إن النشوة أخذته وأنه قدم نفسه لها كم طلبت، ثم أقدم على عشق تخيلي فادح حقنه بلذة وهمية مقرونة بالصورة (الأنثوية متموجة الشعر)؛ التي تتململ أمامه، مرة وأخرى ثم ثالثة، وبعد كل مرحلة تطلب الهاكرز الجميلة المزيد، وهو فتي وشاب وطيب ومغفل؛ يعطي أكثر وأكثر إلى أن قالت له كفى، ثم طلبت منه الاستعداد للرد على التلفون، ليجد رجلا غليظ الصوت يخبره بأن كل (شيء) قد وثق وأنهم ينتظرون مبلغ (كذا ألف دولار) حتى لا يرفعون (الفيديو) في حسابه على الفيس أو ينشروه بإهمال على صفحات الإنترنت. ختم الراوي؛ قال: القصة حقيقية ولا خيال فيها والهاكرز الجميلات منتشرات كما الهم على القلب. استدرك الراوي؛ قال: أيها الجنس يا قناص القتامة. *زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي) منصور الصُويّم mansour em [[email protected]]