ذكرت في مقال سابق أن حركة يوليو 1976 بقيادة الشهيد محمد نور سعد تعتبر ( واحدة من أعظم الحركات المسلحة في العالم) حسب وجهة نظري المتواضعة ، ولم أقل هذا الحديث إعتباطا أو مكابرة لاني من شهودها ، ولكن وقائع الحدث تؤكد ما أقول . حركة يوليو 1976 بدأت من الجزيرة أبا و أحداثها المشهورة ، وكانت جزءا من أحداث ود نوباوي الشهيرة ، التي انتهت جميعا بإستشهاد الامام الهادي المهدي في الكرمك و هو في طريقه للحبشة . بعد إستشهاد الامام سري نبأ أو ( اشاعة ) بأن الامام لم يستشهد بل هاجر الي الحبشة ، وكنهج أنصاري أصيل قرر بعض الانصار اللحاق بالامام في مكان هجرته بالحبشة ، أضافة الي القيادات الاسلامية التي كانت مع الامام في الجزيرة أبا كمهدي ابراهيم و آخرون . وصل الانصار للحبشة ووفقا لظرف سياسي ملائم بدأت التدريبات العسكرية الاولية للمجموعات الانصارية ، وتغير الظرف السياسي بالحبشة ، قابله نشوء ظرف سياسي أفضل بليبيا ، ووعود قوية من العقيد القذاقي لاستضافة المعسكرات بالكفرة الليبية . كيف انتقل الانصار من الحبشة في شرق أفريقيا الي ليبيا في شمال أفريقيا ؟؟ هنا تتجلي عبقرية التنظيم !! لقد تم الانتقال من الحبشة الي ليبيا عبر السودان ، صدقوني عبر السودان !! أفراد وعشرات ، دون أن يحس النظام السوداني بحركة أحد . بدأ الانصار وما أنضم اليهم من قيادات أسلامية (حوالي 800 من الانصار وثلاثون من الاسلاميين ) تدريباتهم العسكرية تحت إشراف الشهيد البطل الشريف حسين الهندي والاخ الشهيد الدكتور عمر نور الدائم ، , واشهد الله أني قد عشت لفترة طويلة مع مجموعة من المجاهدين بسجن الابيض ، وكان أولئك من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 16 سنه فلم يحاكموا بالاعدام وانما حوكموا بالسجن المؤبد ، فرأينا منهم العجب العجاب ، انهم يحفظون كافة الاسلحة وطريقة استعمالها كما يحفظون ( الراتب) ، و بالمناسبة ، كانت المرة الاولي التي يستعمل فيها الار بي جي في السودان – حسبما علمت- كان في تلك الحركة المباركة . و أكملالمجاهدون تدريباتهم العسكرية وتم الاتفاق مع الشهيد محمد نور سعد الذي كان يعمل بأحد الاكاديميات العسكرية بالمانيا لقيادة الحركة . وبدأت رحلة العودة للسودان . كانت الاشكالية الاولي في إدخال السلاح ، وتقرر أن يدفن السلاح في أماكن معلومة في الصحراء لحين وقت العملية وتمت المسألة بنجاح مبهر ليبرهن أنها واحدة من أعظم الحركات . ثم بدأ إدخال المقاتلين ، ولمن لا يعلم ، فقد دخل المقاتلون للسودان قبل حوالي شهرين من تاريخ الحركة ، و توزعوا في أمدرمان بنظام رأس العشرة و رأس المائة ، أي عشرة و علي قيادتهم أمير ، ومائة وقيادتهم أمير ، وكان تصلهم إعاشتهم يوميا في مكان سكنهم ، دون أن يحس بهم أحدا . وبدأ عمل الجبهة الداخلية ، وهي السند الرئيسي لهذه الحركة ، فهناك المرشدون والاعلاميون والمسئولون عن الاعاشة ، و كل واحد فيهم كان مدركا لواجباته ، وكان من المفترض خروجهم جميعا مع المقاتلين للمرخيات ، ثم الدخول معهم للقيام بالواجبات الموكلة اليهم ، وفعلا تحرك الجميع عصر يوم الثاني من يوليو للتجمع ، وكانت الكارثة الكبري ، أو الخيانة الكبري ، وسأحكي مشهدا واحدا لما حدث ، تحركنا أنا ومعي ثمانية من الاخوان اجتمعنا في ميس الدكاترة بالخرطوم عند الاخ الدكتور ( س .ن) حوالي الساعة الثالثة عصرا ، وركبنا سيارتين تاكسي نحو منزل أحد الاخوة بالثورة الحارة الرابعة ، ووصلنا المنزل ، توطئة لخروجنا للمرخيات كما اسلفت ، ونزلنا ودخلنا ، و بعد حوالي دقيقتين بالتمام و الكمال تم مداهمة المنزل بواسطة عدد من رجالات الامن كانت تحمل الرشاشات ، وتم القبض علينا ، وتم أقتيادنا لقسم أمدرمان الاوسط ، وظللنا هنالك حتي الخامسة عصرا ، وكنا نعلم سلفا أن موعد الحركة في السادسة مساء ، ثم تم اصطحابنا الي مباني الامن العام بالخرطوم ، لنكتشف بأن كافة عناصر الجبهة الداخلية قد تم القبض عليها في ساعة واحدة . وحتي نلتقي غدا لكشف المزيد من المعلومات أترككم في حفظ الله و رعايته . علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني ينبع الصناعية جوال 00966551731989 Othman, Allauddin Z. [[email protected]]