أربع وعشرون عاما انقضت من عمر (الانقاذ) ، حفلت بالأحداث العظام ، وسجلت رقما قياسيا بين كل الانظمة التي حكمت السودان ، فعبود استمر لستة سنوات ، والنميري استمر لستة عشر سنة ، و (الانقاذ ) استمرت لأربع وعشرين سنه ، وقد قال اهلها منذ البداية سنسلمها لعيسي ؟؟!! ما كان احد يعتقد انها ستستمر كل هذا الزمان ، ولكنها ظلت عصية علي كل محاولات الازالة ، اختلف معها الجميع ، وكونت الجيوش لقلعها ، ثم عاد الجميع للتعاون معها بشكل او بآخر ، واذكر هنا جون قرنق بجيشه الشعبي ، وحزب الامه بجيش الامه والاتحادي الديمقراطي بجيش الفتح ، وقوات التحالف ، وقوات البجا ، فجميع هذه القوات اصبحت جزء من النظام ما عدا قوات التحالف ، لهذا رأيت من المناسب أن نجرد حسابات الانقاذ ونقرر ما لها وما عليها ، بحساب الانجاز والاخفاق ، ولنبدأ بالانجازات الواضحة التي لا خلاف عليها . - العمل بجديه علي اكتشاف البترول واستثماره . - توقيع إتفاقية السلام الدائم وإيقاف الحرب في جنوب السودان . - حل مشكلة الاتصالات ( الهاتف والجوال والانترنت ) بشكل متقدم . - النهضة العمرانية الواضحة خاصة في عاصمة البلاد . - إنشاء سد مروي والذي يعتبر إنجازا متقدما في مجال الكهرباء . - توفير السلع الاستهلاكية بالرغم من غلاء الاسعار . - إنشاء طرق قومية جديدة ( شريان الشمال ، طريق الانقاذ الغربي ، طريق هيا –عطبره ) . - إنشاء الجسور المائية ( كبري الانقاذ ، كبري المنشية ، كوبري المك نمر ، كبري الحلفايه ، كبري توتي ) . - إنارة شوارع العاصمة ، وسفلتة بعضها . - إنشاء والتصديق بإنشاء قنوات تلفزيونيه تجاوزت العشرة قنوات . - تنفيذ ما عرف ب (الثورة ) التعليمية ، بالرغم من التحفظات الكثيرة عليها . - إنشاء عدد من مصانع السكر . أما الاخفاقات فنجملها في التالي : - استخدام أهل الثقة محل أهل الكفاءة مما أدي لانهيار الخدمة المدنية . - التحرير الاقتصادي غير المدروس و رفع الدعم عن كل الخدمات ( الصحية و التعليمية والسلع الضرورية ) . - فتح الحدود السودانية في مرحلة ما لكافة المنظمات المتطرفة مما أدي لوضع السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب . - إتخاذ سياسات خاطئة بعد توقيع اتفاقية السلام ، مما جعل خيار الانفصال خيارا جاذبا لدي الجنوبيين ، ومثال ذلك ، اصرار المؤتمر الوطني علي تقلد وزارتي المالية والبترول ، بالرغم من الاتفاق الواضح علي تقاسم كل الوزارات السيادية ، وكانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير . - إتخاذ سياسات قهرية مشينة في بدايات الانقاذ ( بيوت الاشباح ) ، أدت الي تشوية التجربة ووصمها بالدكتاتورية . - الفساد المالي الواضح ، وعدم اتخاذ اجراءات جنائية لبتره ، بحجة عدم توفر الدليل المادي ، بالرغم من ان كل البينات الظرفية تؤكد هذا الفساد . - إذابة الدولة في الحزب وتسخير كل الامكانيات المادية للدولة لخدمة الحزب ، لتصبح الدولة دولة الحزب . - كسر ظهر الشعب بالضرائب والرسوم والجبايات . - الاستهانة بمشكلة دارفور في بداياتها وتصويرها كنهب مسلح ، حتي غدت خنجرا في خاصرة الوطن . - إتخاذ سياسات فرق تسد ، وهي السياسة التي أدت لتشظي حزب الامه لستة أحزاب ، والاتحادي الديمقراطي لاربع احزاب ، وكان من الواجب المحافظة علي وحدة تلك الاحزاب ، ففي وحدتها قوة للوطن الواحد . هذا ، وقد حاولت بقدر الامكان أن لا اتعرض للمسائل المشكوك فيها ، حتي لا تؤثر في صدقية التناول ، الذي ما قصدت من ورائه إلا المساعدة في تناول الشأن الانقاذي بنوع من الواقعيه والمنطق ، اللذين افتقدتهما كثيرا في التناولاتالاثيريه للشأن السوداني ، سواء مؤيدا او معارضا ، وقد أكون نسيت كثيرا من الوقائع السالبة والموجبة ، ولكني قصدت أن انير الطريق . علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني ينبع الصناعية السعودية Othman, Allauddin Z. [[email protected]]