إسماعيل عبدالحميد شمس الدين – سوداني مقيم في قطر الدكتور / مضوي الترابي يتحدث دائما بلغة العارف بالأمور السياسية وخفاياها والمحلل الموضوعي للأحداث بوصفه معلما لعوم السياسية الاقتصاد وقد ساعدته قيادته التعليمية في جامعة الخرطوم أن يكون نبعاً متدفقاً لطلاب العلم وتثقيفاً متجدداً للاطلاع على كل مستحدث وجديد في بحور العلم والمعرفة ، بالإضافة لرحلاته لقلب دول الخليج وفي منطقة كانت ساخنة بأحداثها عبر الحدود العراقية الإيرانية وما رافقها من الاحتلال المشؤوم من العراق للكويت والمؤتمر الشعبي العربي الاسلامي الذي استضافته عاصمة السودان أبان الهجمة الأطلسية على العراق والذي كان وبالاً على شعب السودان ونقطة قاتمة في تاريخه. ابان الدكتور مضوي الترابي أن حادثة أعادة طائرة الرئيس من مطار السعودية بأنها وليدة الخلافات التي تنتهي بعنتريات فتقصم الجسد الواحد سواء أكان حزباً سياسياً او إتلافاً أو حُكاماً او حتى صراعا إقليمياً او دولياً ، وأحسن التحليل من الناحيتين الموضوعية والجوهرية .ولكن العبرة تكمن من الاستفادة من الدروس خاصةً إذا كانت آثارها على شعب بأكمله ودعونا لنطرح النقاط التالية:- 1-طائرة الرئيس وعودتها بهذه الصورة المهينة فمن الطبيعي أن الحدث كان صدمة لكل أهل السودان حتى المعارضين لأنها كانت مساساً براس الدولة ورمزها على الرغم أن الأمر ليس غريباً فاليوم عشرات السودانيين سواء كانوا يحملون تأشيرة دخول لبلد ما _ أم معفيين تُوصد أمامهم الأبواب ويعادوا ويتكبدون أمولاً طائلة لثمن الرحلات ، ،، إلا انه لا بد من النظر إليه من وجهتين الأولى من واقع التسيب من الأجهزة السودانية المُعاشة اليوم ومن جهلها بقوانين الطيران المدني ومفاهيم الدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول مما يجعل الأمر خطيراً خاصةً أن وزير الخارجية نفسه كان على متن الطائرة الحدث ،وهو أمر يعود لتولي المناصب حتى الوظائف الدنيا بالولاء بدلاً من الكفاءة. 2- إن هذا التناقض في القرارات ليس وليد المرحلة الحالية وقد يذكر الناس أن نائب الرئيس أبو القاسم محمد إبراهيم كان على خلاف مع الرئيس جعفر النميري في أمر الثورة الإيرانية وجال النائب بخطب التأييد ليأتي الرئيس في ضحى الغد ليفتح عليها حرباً لا هوادة فيها فوقع الأثنان في دوامة السودان المنسية . 3- الشواهد التي أورها الدكتور مضوي في مقاله كانت كفيلة بان يستوعب الناس الدرس ولكن ممن ؟ والى متى ؟ الغطرسة الكبر وإقصاء الآخر فماذا كان يضير الرئاسة لو وضعت على يمينها مستشارين أمثال الترابي والنخبة التي ينضح بها المجتمع السوداني وحتى بالنسبة للطائرة المُعادة ماذا كان يكلف الرئاسة لو اتصلت بالهاتف أو المحمول بموظف عادي في الطيران المدني لتزويدها بالنصح المبين بدلاً من رحلة العنتريات.؟ اللهم هذا هو حالنا الذي لا يُخفى عليك وأنت القادر على تمكين الناس بالرُشد وصلاح الأمة ولكننا وللأسف مقادون لنفس المزالق والأخطاء حتى بالنسبة لمصر الشقيقة عندما قامت ثورة 25يناير بادر حكام الإنقاذ بأنهم سبقوا الشعب المصري بهذه الثورة وعندما استيقظ الشعب المصري للانقضاض على سارقي الثورات بهبة واحدة شارك فيها ثلاثون مليون تشتت قادة الإنقاذ بمظاهرات معادية وتصريحات متأرجحة وأخيراً بمواقف على الحياد جهراً وما خُفي الكثير . أما آن الأوان للنخب السودانية أن تنفض عن كاهلها مظاهر التفرق وتتفق على كلمة سواء لنصح القائمين بأن همومنا تكفينا وقضية أهل دارفور أهم من قضية حماس وحزب الله وحكام الأتراك الذين يحلمون بالإمبراطورية العثمانية وهم يطحنون الأكراد السُنة قتلاً وتشريداً. لن يرحمنا التاريخ والاجيال القادمة إلى ما وصلنا إليه وعلى الظالمين لهم حساب الله. Ismail Shams Aldeen [[email protected]]