عصارة المفكرين السودانيين وسط الضياع في بحور النسيان وأطروحات الاصلاح ،، والكرة في ملعب الرئيس إسماعيل عبدالحميد شمس الدين يتفوق المفكرون السودانيون في الخارج عن غيرهم من أبناء الوطن في مجال إلاعلام الحر ، والكل يجد ضالته من خلال الاعلام المقروء والمرئي وخاصة الإلكتروني ليسطر رسوما بالكلمات عما تجيش به النفس من تفاعل مع معاناة شعبنا. وقد تصل أحيانا لرؤى واضحة لمستقبل السودان وتتنافس الأقلام عبر الصحافة الإلكترونية والأصوات عبر مراكز الدراسات والمنتديات وكلٌ يبادر بالقلم في أطروحاته ، فأصبح المشهد يعكس إشراقات فكرية وسياسية واقتصادية في مضامينها ولكنها متناثرة وقد تحظى بالاطلاع بمجموعة من القراء أو المشاهدين ولكنها في النهاية تتناثر عبر الرياح وتصبح كهشيم تذروه الرياح ولا تجد من ينقذها من الغرق في بحور النسيان. لقد طرحنا بجهد متواضع في سودا نايل ، وطرح غيرُنا مدخلاً للعمل الجماعي وعلى أقل تقدير للمنادين بإنهاء النظام من أساسه حيث لم نتحدث عن البديل وإنما عن الأهم وهو التصور للوضع الجديد إذا انهار النظام ، وفق خطة استراتيجية تنتشل البلاد من سنوات الظلام إلى أفاق رحبة للحياة الكريمة والعدالة والاستقرار ،، بأن يتبادل المتخصصون في كل مجال إحدى القضايا الجوهرية كالدستور والوطن والمواطنة وكافة العلاقات المجتمعية وأن تكون المداولات حكراً على المتخصصين فقط ممن شربوا من نبع الوطنية حتى يمكننا انتشال السودان من الفوضى التي لازمته بعد نهاية كل عهد عبر تاريخه الطويل ، ويخرجوا لنا بدراسات معمقة تكون نبراساً للعهد الجديد المنتظر ، وهي دعوة وجدت طريقها عبر الرياح العاتية لتستقر في عالم النسيان أيضاً ، فالكل يجنح إلى الانفراد بالرأي بعد أن تفرقت بنا السبل وبعد أن أصبحت الفرقة بفعل سنوات الانقاذ هي السمة الأساسية لأبناء شعبنا حتى لا تجد أثنين يوافقان على قضية واحدة. وقد يستمر الحال على ما هو عليه والجميع يبحث عن البديل وكلٌ بطريقته ويعتلى صوت الانتفاضة وآخرون عن طريق الكفاح المسلح وآخرون تراجعوا عنه ومجموعة ترى الجمع بين فرقاء المعارضة وحتى داخل النظام تبدو على السطح الصراعات المحمومة والتي كانت جلية عند مرض الرئيس وتكالب عليه الأقربون لتقسيم الورثة الخالية من الشرعية ،ومناداة البعض بالإصلاح والاصلاح يعني الصيانة الشاملة وهم يعلمون أن القربة مخرومة ولا تلتئم بلحام الأكسيجين. وما أن تظهر قضية على السطح حتى تتساقط عليها الكلمات واللكمات دون دراية أو وعي وتصريحات ربما تدعو إلى الحيرة والألم للدرك الذي يصل إليه بعض الناس في أمور قد تجمع الناس، قضية محاكمة الرئيس بواسطة الجنائية من المؤيد ومن المعارض في استحياء مع غياب خبراء القانون الدولي ؟ قضية القوى الثورية ؟ قضية ضرب المؤسسات الحيوية بواسطة إسرائيل في غياب تصريحات أصحاب الوجيعة في القوات المسلحة وتصريحات الملكية ( المدنيين ؟ ثم قضية أبيي وقضية حلايب وسد النهضة الأثيوبي وغيرها من القضايا الساخنة ولكن أم القضايا تكمن في قضية الشعب السوداني الأولى وهي الانعتاق من الحكم الشمولي الذي أوصل البلاد إلى هذا الوضع المتردي فماذا يكون اختيارنا غير هذه القضية ؟ ولكن لنبدأ بالطرح الذي وجد تدولاً في الفترة الأخيرة وهي قضية الاصلاح التي يتبناها الدكتور غازي صلاح الدين أهي محاولة للإصلاح الوضع أم إنقاذه ؟ وهل من يرفع شعار الاصلاح في خضم من الكتل المتصارعة يستطيع أن ينفذ في داخلها وقد تتناسى صراعاتها وتنقلب علية؟ واما الذي يضمن تكرار التجارب السابقة بالاستفادة من كل طرح لإطالة عمر الانقاذ ؟ وكما ذكرنا أن الأطروحات متشتتة وقد تتفق في طرح الدكتور من الناحية النظرية ولكنها تراها مستحيلاً من الناحية العملية عليه نتقدم بهذا الطرح المتواضع عله يكون مدخلاً لمناقشة قضايا الوطن بصورة جماعية :- 1-استطلاع الأحزاب عن امكانية الاصلاح من داخل النظام وكذلك اصلاحها برؤى من خارج النظام؟ 2- استطلاع نخبة من الصحفيين عن رؤاهم في طرح الدكتور وجدواه، 3- استطلاع النقابات المهنية بوضعها الحالي عن امكانية الاصلاح بما يراه الدكتور. 4- ينبري نخبة من الكتاب والمفكرين بطرح رؤياهم عن جدوى أطروحات الدكتور. إن الغرض من تجيع نتائج هذه الاستطلاعات هو الاتفاق على رؤية محددة عن أحد مواضيع الساحة كتجربة متفردة على صفحات سودا نايل وربما تؤدي لرفضها ،، وربما تلحقها تجارب أخرى مهما اختلفت الآراء حولها وتعود بنا الذاكرة لأطروحات الراحل المقيم عبدالخالق محجوب رائد الاشتراكية السودانية بنظرية المعادلة الصعبة بأن(الانتفاضة الشعبية لا بد أن يلازمها سند عسكري ) فهل يملك الدكتور مقومات هذه النظرية. بقراءتنا المتواضعة لتسلسل الأحداث فسوف نصل لدرجة اليقين بأن أي تحرك مهما كان نوعه حتى لوكان عن طريق اتفاقية سلام توقف الحرب ، فإن الهدف منه إطالة عمر الانقاذ وهم أدرى بشعابها . وأن الحل يكمن في الاصلاح الذي يبادر به الرئيس عمر البشير نفسه وقد طرحنا مراراً بأن شعب السوداني لن ينسى له إذا بادر إلى جمع الناس على كلمة سواء اختصاراً للانتفاضة والشعبية أو الحروب الدامية وحقناً لدماء البشر رافعاً راية اسلام العدالة والحياة الحرة الكريمة وكارها للصورة القميئة التي أوصلت البلاد إلى ما هو علية باسم الدين الحنيف وبالله التوفيق. Ismail Shams Aldeen [[email protected]]