"فلاتر التجميل" في الهواتف.. أدوات قاتلة بين يديك    ما هي محظورات الحج للنساء؟    الهلال يعود للتدريبات استعدادًا لمواجهة الشمال    الفَهم البيجِي بعد السّاعة 12    المريخ يواصل عروضه القوية ويكسب انتر نواكشوط بثنائية    شاهد بالفيديو.. هدى عربي وحنان بلوبلو تشعلان حفل زواج إبنة "ترباس" بفواصل من الرقص المثير    شاهد بالفيديو.. قائد لواء البراء بن مالك يهدي الطالبة الحائزة على المركز الأول بامتحانات الشهادة السودانية هدية غالية جداً على نفسه إضافة لهاتف (آيفون 16 برو ماكس) ويعدها بسيارة موديل السنة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يحيي حفل من داخل مياه (حوض السباحة) وساخرون: (بقينا فاطين سطر والجاتنا تختانا)    شاهد بالفيديو.. هدى عربي وحنان بلوبلو تشعلان حفل زواج إبنة "ترباس" بفواصل من الرقص المثير    494822061_9663035930475726_3969005193179346163_n    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية يقدم تنويرا للبعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية حول تطورات الأوضاع    تشيلسي يضرب ليفربول بثلاثية ويتمسك بأمل الأبطال    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    السعودية تستنكر استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية في "بورتسودان وكسلا"    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    المضادات فشلت في اعتراضه… عدد من المصابين جراء سقوط صاروخ يمني في مطار بن جوريون الاسرائيلي    بورتسودان .. مسيرة واحدة أطلقت خمس دانات أم خمس مسيّرات تم اسقاطها بعد خسائر محدودة في المطار؟    الجيش يوضح بشأن حادثة بورتسودان    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طين ولبن وحاجات تانية .. بقلم: د. عبد اللطيف البوني
نشر في سودانيل يوم 31 - 08 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
ميلاد حنا غير انه كان مفكرا سياسيا الا انه من افذاذ علماء علم العمارة في العالم وله فيها نظريات ومؤلفات سارت بها الركبان , حنا في زيارة له للسودان قبل حوالى ربع قرن –ربما كانت زيارته الاخيرة للسودان - وفي مقابلة مع تلفزيون السودان قال اننا في افريقيا قد وقعنا في خدعة كبرى عندما قلدنا نمط المباني الاوربية من اجر وحجر واسمنت مسلح والذي منه لان هذا لايناسب البئية غير الاوربية واضاف ان اي بيئة في الدنيا تفترض ان تكون المباني من نفس مكوناتها واستيراد اي عناصر بناء من الخارج يكون على حساب صحة المواطن واقتصاده وقال انه سر سرورا بليغا عندما زار بادية السودان ووجد خيام البروش والشعر مازالت موجودة لانها هي التي تناسب حياة اولئك الناس
مناسبة هذة الرمية هو ما صدر من سلطات الخرطوم من انها سوف تمنع مباني الجالوص (الطين ) ولعل هذا صدر كرد فعل على ما حدث لمنازل بعض سكان الولاية من جراء الامطار والسيول ونسب لمعتمد محلية الخرطوم اللواء عمر نمر القول ان اي متضرر سوف يملك الفى بلوك وعشرة جولات اسمنت كمساهمة من الولاية . (انظر صحيفة الانتباهة 22 اغسطس الجاري ) ولكن السيد المعتمد نفى ذلك الخبر وقال ان ومواصفات البناء من اختصاص جهات اخرى غير المحلية (السوداني 23 اغسطس الجاري ) عليه فاننا نسوق الكلام لتلك الجهات . اغلب الظن ان هذ الكلام موجه لسكان اطراف المدينة مثل الكرياب والمرابيع لان سكان قلب العاصمة المثلثة لم يتضرروا كما ان الموقع الجغرافي يفرض عليهم نوع مواد البناء . اتمنى من كل قلبي ان يكون هذا الكلام رد فعل عابر للازمة وان يدرس الامر وتتم مساعدة المنكوبين بطريقة اكثر علمية واكثر موضوعية
في معهد ابحاث البناء بجامعة الخرطوم دراسات وتجارب قيمة ويكفي انهم طوروا مباني الطين (الجالوص) لتكون من طابقين وربما اكثر فقد ثبت لهم انها هي التي تناسب البئية الطينية وان ذلك النوع من المباني ويوفر كل مواد البناء المستوردة كما انه يوفر بعد التاسيس كهرباء التكييف واشياء اخرى كثيرة فنرجو من سلطات الولاية ان ترجع لهذة المؤسسة العلمية الرائدة وتستعين بها هذا اذا لم نقل تترك لها صناعة القرار فيما يختص بهذا الامر وتقوم الولاية بالتنفيذ فقط
بالاضافة للعلم الحديث المدافع عن (الطين) فتجاربنا في السودان تثبت ما ذهبنا اليه فقد نشانا في بيوت طين (مطلية ) بالزبالة ولم تكن بها نوافذ انما بها مايسمى ب(الطاقة) وهي فتحات في جدار المنزل في اسفله وفي اعلاه وهي عبارة عن منافذ يتجدد عبرها الهواء فلم نعاني من برد او حر اي كانت بمثابة التكييف الطبيعي وفيما بعد سكنا في المنازل المبنية (قشرة ) بكسر القاف وهذة حائطها مكون من طوبيتين الخارجية طوب احمر والداخلية طوب (اخضر) اي من الطين ومازال بعض هذة المنازل موجودا وهي في اغلب الاحيان لاتحتاج حتى لمروحة هواء وعلى حسب علمي ان الكثير من المباني التي اقامها الانجليز ومنها الان وزرات قائمة على شارع النيل مبنية قشرة. ولكننا الان وقعنا في خدعة البنيان المسلح والسقف العقد ونوافذ الالمونيوم والذي منه وهاك يامكيفات هواء ونوم في السطوح والجلوس عصرا في الشارع امام باب الحوش .مرة اخرى واخيرة ارجعوا لاهل العلم قبل الدخول في صفقات تجارية بحجة جبر الضرر
(ب )
خشمك فيه اللبن
وفي وسط هذة العتمة التي تضافرت عدة عوامل في صناعتها لندع السياسة جانبا فحديثنا فيها بقى كتير ومسيخ ونذكر الامطار التي لم تتصرف وما افرزته من كائنات فتاكة والسيول التي اجتاحت من وقف في في طريقها والغلاء المستعر والجنيه السوداني المتاكل والكلام عن رفع الدعم ورفع ايه ما عارف ثم العالم حولنا فسوريا تحترق ومصر تولع وجنوب السودان يرتج وسط هذة المدلهمات نتعثر على خبر مختلف , خبر فيه بشائر ذلكم هو الصادر من السيد ادم الفكي والي جنوب كردفان والذي دعا فيه للتفاوض مع الذين يحملون السلاح في ولايته اي قطاع الشمال
السيد الوالي بنى دعوته على واقع ملموس حيث قال بالنص (منذ مجئنا للولاية مافي حلة ضربوها ولافي صاروخ وقع ولاناس الحركة سالونا ولانحن سالنهم . الحركة قاعدة في مناطقها وانحن قاعدين في مناطقنا ) الصحافة 22 اغسطس الجاري اذن وعلى حسب مقتضى النص ان هناك هدنة غير معلنة وغير متفق عليها قد تكون ناتجة من الخريف او من ارهاق خلاق او استعداد لكوماج قادم فالمهم في الامر انه لاتوجد لعلعة سلاح وهذا يفترض ان النفوس بها شئ من الهدؤ لذلك استغل الوالي هذا المناخ الايجابي فدعا للتفاوض
مناسبة حديث الوالي انه كان وبعض رموز الولاية في جلسة مع ادارة مركز ابحاث السلام بجامعة الخرطوم الذي يقف على راسه البروفسير الطيب حاج عطية والدكتور محمد محجوب هارون واتفق الجميع على حاجة المنطقة للسلام والخروج من مربع الحرب والتسامي فوق الجراحات وتناسي المرارات فورد اقتراح بان تكون المجموعة نواة لاحلال السلام في جنوب كردفان
لو كنت مكان الوالي لما دعوت للتفاوض مع قطاع الشمال بل اعلنت استعدادي للتفاوض مع اي شخص يحمل السلاح من ابناء الولاية بغض النظر عن انتماء ذلك الشخص لقطاع الشمال ولا لقطاع الطرق . فطالما انه رئيس للجنة الامنية في الولاية فمن حقه ان يبحث عن السلام حتى ولو كان بالتفاوض مع الحلو او غيره . ولو كنت مكان الحكومة لشجعته وقلت له توكل , على خيرة الله وبعدان تكمل التفاوض ترفع ما اتفقت عليه مع حاملي السلاح للحكومة الاتحادية لمعالجة الجوانب السيادية المتعلقة بالتنفيذ وبعدها يمنح ادم الفكي نجمة الانجاز من الدرجة فوق الاولى
اخشى ما اخشاه ان يكون حديث الوالي راجع للطقس الذي قيل فيه فقط فقاعة في الجامعة ليست مثل مقر المؤتمر الوطني او مبنى رئاسة الوزراء او القصر الجمهوري فالكلام هناك غالبا ما يكون من شاكلة نحن خوفناهم ونحن قذفنا في قلوبهم الرعب فلم يطلقوا ولارصاصة منذ مجئنا ولن تقوم لهم قائمة الي يوم الدين ونحن فعلنا ونحن تركنا فالناس هناك يريدون سماع هذة العنتريات وليسوا مثل الطيب حاج عطية ومحمد محجوب هارون
ومع كل الذي تقدم ن اتمنى ان يتحرك السيد الوالي ويقنع رؤوسائه في الحكومة وفي الحزب اذا كانوا (فاضيين ليهو ) باسناد امر السلام له ويعلن استعداده للتفاوض مع قطاع الشمال او الجبهة الثورية او الجن الاحمر فليس هناك ابشع من الحرب وليس هناك تعليم او تنمية او استقرار مع الحرب. ان ايقاف الحرب يستحق ان تخاض من اجله الحرب
(ج )
غيوم سياسية شايلة
طفحت كل الصحف الصادرة في الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي بخبر مفاده ان السيد رئيس الجمهورية رئيس حزب المؤتمر الوطني المشير / عمر البشير سوف يلتقي بالدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي والمعلوم ان الحزبين كانا رتقا فانفتقا قبل اكثر من عقد من الزمان واصبحا (الشحمة والنار) على الاقل من حيث الظاهر واي منهما يدعي انه الاصل والاخر انشق عنه ولم يحدثنا القيادي الاسلامي البارز السيد عباس الخضر الذي يقود محاولات راب الصدع الحادث بين شقى الحركة الاسلامية و الذي اذاع نبا اللقاء المرتقب لم يحدثنا عن اجندة هذا اللقاء وهل سيكون بداية للتقارب ام تسبقه مفاوضات على مستوى ادنى ؟ وماهي المستخرجات المتوقعة من هذا اللقاء ؟ والاهم من كل هذا هل يدرك سيد عباس الخضر المتغيرات التي حدثت لاي من الرجلين ام يظن انهما بتوع 1989 ؟
الامر المؤكد ان هناك حراكا سياسيا قويا يدور في هرم السلطة فالسيد النائب الاول لرئيس الجمهورية قال في اخريات رمضان المنصرم ان السيد رئيس الجمهورية معكتف هذة الايام لوضع مشروع يحل كل قضايا البلاد العالقة –العالقة دي من عندنا - وهذا يعني ان هناك متغيرات تحت التبلور تدور المشاورات حولها في مستوى في غاية المحدودية قد يصل مرحلة اذا كان راى الثلاثة يكفي فلاداعي لرابع وان كان راى نفرين يكفي فلاداعي لثالث وان راى زول واحد يكفي فلاداعي لثاني فالاحزاب السودانية تفويض الرئيس فيها ليس بدعة انما عادة قديمة وراسخة
في الاخبار كذلك ان السيد رئيس الجمهورية قد اجتمع مطولا مع الدكتور غازي صلاح الدين وغازي كما هو معلوم من دعاة التغيير الداخلي استطاع المقاومين للتغيير ابعاده عن منصب امين الحركة الاسلامية ومن رئاسة كتلة الحزب البرلمانية وفي الاخبار كذلك ان السيد رئيس الجمهورية اجتمع مطولا بالفريق صلاح قوش الذي كان معتقلا لفترة طويلة بتهمة العمل على الاطاحة بالنظام القائمة هذا ما اصطلح عليه بالمحاولة الانقلابية وفي الاخبار كذلك مجموعة سائحون التي اظهرت تمردا داخل الحزب الحاكم سوف يكون لها قسطا في المتغييرات القادمة
في الاخبار كذلك ان مفاوضات مارثونية تدور بين الحزب الحاكم وحزبي الامة ووصلت قمتها بلقاء البشير / المهدي وفي الطريق لقاء البشير والميرغني وفي تصريح للسيد قطبي المهدي ان التغيير القادم سيطال كل وزراء حزب المؤتمر الوطني بينما في اخبار اخرى ان الامر لن يتوقف عند الوزراء انما سيطول كل ما دون الرئيس
بعيدا عن الماسونية التي تدار بها شئون البلاد وبعيدا عن تغييب قواعد الاحزاب لابل كوادرها الوسيطة وحصر الامر في القمة فقط ناهييك عن تغييب عامة الشعب فان الظروف التي تمر بها البلاد تثبت ان الازمة وصلت التقنت والتقنت كما يعرفه اهل الزراعة هو الترس –بفتح التاء- الاخير في الحواشة فاذا انكسر سوف تتشت الماء وتتحرك بغير هدى وسوف تموص وتجرف كل الذي تستطيعه
كل وادي النيل يموج بالمتغييرات السياسية ففي شمال الوادي استطاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي وبمساعدة قوى معتبرة ان يطيح بحكومة (الجماعة ) وبتكلفة عالية وفي جنوب الوادي استطاع الفريق سلفاكير ان يغير كل طاقمه بما ذلك نائبه الاول وبدون اي تكلفة لذلك يكون من الطبيعي ان يتوقع الناس من المشير عمر الذي يتوسطهما خطوة في ذات الاتجاه ومختلفة في المقدار
(د )
حتى لايشتعل كل السودان
ما جري في مصر وقبلها ما يجري في سوريا وقبلهما ما جرى في كثير من البلدان من اندلاع للنيران الداخلية فيما اصطلح عليه بالحروب الاهلية لها اسباب مختلفة فان كانت النتيجة واحدة وهي القتل والدمار ولكن الوسائل مختلفة الامر الذي يدعونا للتفكير في مصير بلادنا فنحن لايمكن ان ننكر ان الحرب الاهلية قد حدثت في ارجاء واسعة في بلادنا لابل نحن في السودان اصبحنا معلمين في الحروبات الاهلية فقبل الانفصال شهدنا اطول حرب اهلية في المنطقة (1955 – 2007 ) ثم حرب دافور (2003 - ....) ثم حرب جبال النوبة وجنوب النيل الازرق (2011 - ....) ولكن لم تصل الحرب الاهلية عاصمتنا الخرطوم ليسيل الدم حتى الركب ويتمزق السودان شذرا مذرا فاتساع مساحة السودان وسلامة شوارع العاصمة هو الذي عصم السودان من الحرب الاهلية الشاملة التي حدثت في بلدان اخرى
ومع كل الذي تقدم فان العاصمة ليست في مامن من الحرب الاهلية ولكن السؤال كيف يمكن ان تصل النيران العاصمة –لاسمح الله – في تقديري ان ذلك لن يكون ناتجا من صراع السلطة المباشر بين الحزب الحاكم والاحزاب المعارضة وذلك لعوامل كثيرة منها عدم توازن القوة بين الطرفين ثم عقلانية الزعامة المعارضة والتداخل الاجتماعي وفي نفس الوقت لايمكن ان تشتعل الخرطوم بواسطة الجبهة الثورية فهذة لن تخرج من مناطقها التقليدية لابل الجبهة الثورية اعطت حكومة الخرطوم بطاقة تستعملها كفزاعة للاستمرار في الحكم بدليل ما حدث في ام روابة وابوكرشولا مؤخرا
في تقديري ان الخطر القادم سوف ينطلق من كنانة القبلية فالصراعات القبلية التي استعرت في دارفور مؤخرا بين القبائل التي تدعي ذات النسب اي ابناء العمومة هذة الحروبات التي يقدر قتلاها بالالاف بالاضافة للاضرار الاخرى والاسوا ما خلفته من احقاد واحن وثارات وهذة اسوا واخطر انواع الحواضن لجنيات الحروب في كل مكان في الدنيا بالاضافة لحروبات قبائل دار فور هناك نذر حروبات اخرى في كردفان وفي شرق السودان والنيل الابيض ومناطق اخرى كثيرة فدارفور ليست فردا في الولايات السودانية .
هذة الحروبات القبلية لن تقف عند حدود الولايات والحواكير التي انتجتها سوف تمتد السنتها لتصل العاصمة وساعتها سوف تستجير الاطراف المتحاربة بالاحزاب التي نراها ضعيفة الان وسوف تجد الجبهة الثورية فرصتها في تغذيتها اما الخارج المتربص فسوف يكون جاهزا سوف ترفع الاطراف المتحاربة شعار التعاون مع الشيطان من اجل كسب معركتها وساعتها سوف يختلط نابل القبيلة بحابل الحزب بحامل التمرد وسوف يشتعل كل السودان ولن تنام العاصمة على مخدات الطرب والخدر اللذيذ كما هو حادث الان , عليه على كل من قلبه على هذة البلاد حاكما كان ام محكوما ان يولي هذة الحروبات القبلية الاهتمام المستحق
وللحديث بقية انشاء الله
(ه)
حتى لايشتعل كل السودان (2 )
بالامس قلنا حرب السودان الاهلية الطويلة ظلت ناشبة في اطرافه القديمة والجديدة (الجنوب القديم والجديد ثم دارفور) ولكنها لم تصل شوارع العاصمة ولكننا قلنا ان العاصمة ليست في مامن من الحرب واذا اشتعلت شوارع العاصمة –لاسمح الله- فعلى السودان السلام فبقاء السودان كدولة رغم الحرب الطويلة يرجع لاتساع مساحته وامن عاصمته وقلنا الحروبات القبلية المندلعة الان هي التي يمكن ان تنهي امن العاصمة لان السنها سوف تصل العاصمة وتنشا تحالفات قبلية حزبية جديدة ولن نستبعد ان تستعين القبائل المتحاربة بحركات التمرد والخارج لانها سوف ترفع شعار الاستعانة بالشيطان لكسب حروباتها المحلية
لتفادي هذا الخطرالقادم على لحكومة ان تغير سياستها الحالية فالحكومة هي التي سلحت هذة القبائل المتحاربة الان لمواجهة التمرد على الدولة وهي التي نفخت الروح في الادارة الاهلية وبالصورة التي تريد ثم اتبعت نظام المحاصصة القبلية في توزيع المناصب الدستورية والاسوا انها حولت الحكم المحلي الي حكم قبلي فانشات محليات على اسس قبلية هذا اذا لم نقل ولايات فعلى لحكومة مراجعة كل هذة السياسات وباعجل ماتيسر وقد تكون المعالجة غالية لكن لابد منها
الادارة الاهلية لايمكن لاحد ان ينكر وجودها ولكن منذ ان حلها النميري لم تعد كما كانت كما ان شباب التمرد اليوم ليس متمردا على الدولة فحسب بل هو متمرد على هذة الزعامات والاهم ان الاقتصاد الحديث ضعضع القبلية وارخى قبضة الزعماء القبليين بدليل مؤتمرات الصلح الكثيرة والفاشلة فالحكومة اليوم تصرف الكثير من المال والجهد في مؤتمرات الصلح ولكن ما ان ينفض مؤتمر الا وتندلع الحرب قبل ان يجف حبر الاتفاقيات الموقعة بين الاطراف المتحاربة / المتصالحة على الحكومة اعمال تشريعات وقوانين الدولة وعن طريق الجهاز التنفيذي وليكن دعم الادارة الاهلية مرهون بالوظيفة الاجتماعية التي يمكن ان تؤديها فالدولة دولة والمجتمع مجتمع والحكومة حكومة
حتى لاتحدث التحالفات الحربية بين القبائل والاحزاب السياسية على الحكومة التفاهم مع هذة الاحزاب واشراكها في السلطة والاهم السماح لها بالاتصال بقواعدها بين تلك القبائل لابل ان لاتحول بينها وبين كسب قواعد جديدة في تلك المناطق القبلية ان استطاعت الي ذلك سبيلا ان الانتماء للحزب خطوة متقدمة جدا على الانتماء للقبلية فضعف او بالاحرى الاضعاف المتعمد لتلك الاحزاب هو ازاح عن تلك القبائل الغطاء شبه القومي وزاد من عصبية القبيلة . حتى لاتتحالف هذة القبائل مع حاملي السلاح على الحكومة التفاهم مع حاملي السلاح اليوم قبل الغد والوصول معها الي حلول سياسية باعجل ما تيسر وقد اشدنا هنا بالامس قبل الاول بدعوة والي جنوب كردفان الجديد ادم الفكي للحوار مع قطاع الشمال في ولايته
ركزنا على الحكومة لوقف زحف الخطر القادم لان الحكومة هي المسؤلة عن انشاء ذلك الخطر فالاقتتال القبلي قديم قدم تلك القبائل ولكنه كان محصورا في النطاق المحلي لايهدد الامن القومي وكانت يد الدولة طائلة لكل تفلت يتجاوز النطاق المحلي ولكن اليوم اصبحت الية الدولة جزء من تلك الحروبات القبلية فغابت تشريعاتها وقوانيها وعنفها القانوني وهذة هي المشكلة . اللهم احفظ السودان واهل السودان وقبائل السودان
عبد اللطيف البوني [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.