وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوادِي الكبابيش..مابين الأيْنُق القُود و الذِّئابِ الزَّهاليل ِ .. بقلم: عبيد الطيب "ودالمقدم"
نشر في سودانيل يوم 11 - 09 - 2013


لله در الشَّاعرة السعودية أشجان الهندي حين تقول:
*"في موسمِ الأمطارِ
حين يسيلُ شهدُ القطرِ....
فوقَ لهيبِ ثغرِ النارِ
قد يُمطرُ البدويُّ شوقاً،.....
أو يحنُّ
يشفُّ إنْ شفّتْ عناقيدُ النجومِ،
يخفُّ من ولهٍ إلى شفةِ الغيومِ؛
فإن همى غيمٌ على أعجاز غيمٍ.....
يطمئنُّ
- ذاك الفتى البدويُّ
مكتملُ التمامِ،
معتّقٌّ،
عذبٌ
كماءِ الوردِ
مختلطٌ بأنفاسِ الخيام
وهو الفتى المشتاقُ...
توّاقٌ....
ربابتُهُ تئنُّ
البرقُ وجهُ حروفهِ.....
والرعدُ لحنُ"
"إنتهي موَّالها"
اللّيل طويلٌ ،وأنا مُقْمِرٌ ،والبرقُ العبَّاديّ يومِضُ، و"الهمبريب والواوير" يغازلان العذاري، والجِراب مملوء بالذكريات، والقلب متكئ عليها ،والعود أحمد، إن بقي العُمر، ولم تثقبْ قوارض الإغتراب، والهجرة الجراب.
لولا الذكرياتِ لم تَكُن الأشجان، ولا تعلَّقت بسويداواتها القلوب....
(1)
أغلقتُ نوافذ جُجرتي، وأطفأتُ المصابيحَ، وأدرتُ جهاز التسجيل، ونُمت وفي فاهي، مقاطعٌ.... من شعر ذلكم ،الحنفي ود حاج الطيّب ومواويله الرائعة.....
"برّاق الصّعيدْ جَدّدْ علىَّ حِسارىْ
فَكْ سَاهيتو والزَّيف البولِعْ نارِى
والضّحوى العَوِير عَقبنُّو ليهو سَوارِى
خَلَّن حتى دودَاب المَشارِع جارى
والوادى المِجرِّّف وعِرقو بْلحيلْ ضَارِى
جابْ هَشّومْ مَكَنّتْ ماشى كَنُّّو لَوارِى
بى العربية مُحتاح لى تَمانية كبارى
قطَعوهو الضَّعَنْهُن فى الرَّحيل مِتْبارِى
وإتْشبَّح فريق عَرباً عِزاز ومَضَارى
فوق قوزاً عَضِى وسَاوى ومَقَامُو بَضَارى
ماهُن ناسْ جَررّب ناس قِفوف وضَهَارِى
حد عينك تِشوف بِتشوف خضارفي خضاري"
علي صوت طائر القُمري صحوت ، وأنا أردِّد وِردي من شيخي وسيِّدي العبّاسي.....
*"فحرّكتْ لهوي الأوطانِ أفئدةً وأحرقت نضو أحشاءٍ وأكبادِ
فربّما تَجْمَع الآلام إن نزلت ضدّين في الشّكل والأخلاق والعَادِ
لاتنكريها فحالي كلها كرمٌ ولا يريبك إتهَامِي وإنجادي"
مالي ومال هذا الطائر.........!
وما سِرُّ العلاقة والإلفة ، ما بيني وصاحبة الطَّوق......!
كلما هبَّت نسيماتي السَّحر، حطَّت علي فننِ شُجيراتي ، ومَالت قُبال، نافذة بيتي، وصفَقت جناحيها ونقرت نقرا دليبيا علي صدرها،ثم شدت وغنَّت , وغرَّدت ، لكنها كعادتها معي تُكْثِرُ من "القُوق..قوق.....
ليت لي دِعاش كردفان ، و مِداد غيم شيخنا الدّلال أيَّام الصّبا ، حين ركَّت ذات الطوق وفَصّ السوميت، علي شجرةٍ من سَمَر خورطقَّت، فبادلها التغريدَ شواردا من الدوبيت:-
"قوقي يا قِمريّة فوق فرْعَنْ تِلولِي الرَّيح
وذي ما صِحْتي من ألَمْ الفُراق بِنصيح
ذكرتينا لي مثلاً بقولو صحيح
ومن المستحيل مجروح يِداوِي جريح"
لا أملك جنان رهين المُحبسين أبا العلا...، حين نهرك وزجرك، حيث لم يعجبه هديلك، وأنّه لا يتيمَّن بسنوحِك ولا يتشائم ببروحِك فقال:-
أبَكَتْ تِلْكُم الحمامةُ أَمْ غنَّتْ علي فرع غُضها الميَّاد
وليت لي شوارد ومواويل شيخنا العبّاسي وينابيع ألحانه الشجيّة....
"ورقاء إنَّك قد اسمعتني حسناً هيَّا: أسْمَعِي فضلَ إنشائي وإنشادِي
إنَّا نَدِيمان في شرع النَّوي: فَخُذي يابِنت ذي الطَّوق لحناً من بني الضَّادِ"
ولكنني أعلم وأقرُّ أن حالتي مابين النَّواح وترنّمُ الشَّادي وتغريدها ...
كحال صاحب الإدهاش، ودعاش الجنون.. الرّاحل الدُّوش حين قال:-
"خلُّو بينكم وبين رنين الضَّحكة صرخة....
خلُّو بينكم وبين جنون الخيبة شولة........
في يوم طويل مبطُوح علي صدر الزَّمن
إتْلمَّت الحِلَّة الحنينة.........
عشان وداعك ياغروب........."
(2)
أحببتُ هذه البوادي بل "غويتها غَيْ"
ولكن مِحن السنين السَُود، كادت ان تجعله "غَيْ التمساح... للّدرع"
لذا حين تُرعِد سحابات الشّرف .......
نُصاب بالهذيان.....! فنكتُبُ....
وما عساي أن أكتب عن قومٍ........
ملأوا ماعون البادية سماحةً ونبلا...............
وقد أترعت البادية أقداحهم مروءة ً وإيثارا وجمالا..........
ستظل المدينة عندي "بَوْ" وأطلال و..........
تتخطاها روحي، وتشدُّ علي مطايا حنايايا أكوارها، وترحَلُ مع الظاعنين يوما والمقيمين يوما
أوكما هي حال الشّاعر المُجيد حقا ود الشَّلهمه وهو طريح الفراشِ بالمستشفي:
"شالُو اللَّيلة من دار الدَّمَر وانْقلُّو
حازْمَة ضعينةٌ مِنْصمَّة ما بِنفلُّو
سقَّدْ مايْقِي نومْة الغفلة ما بِتطلُّو
وقلبي مع الجِراسَة البِنْقُرن قام كُلُّو"
وسوف يتخطيّ بهرجتها قلبي، إلي القيصوم والخشين، "والخافور والدِّفرة ، ونفل نوّار السِّعات والإندراب، أو كما يُبدِعُ شاعرنا جمعة الكباشي:
"حَبَّال الضَّريسِي اللِّنشبكْ سَرُّور
وشوف الدَّنْبلابْ كيف الحرير مَشْرُور
الشَّرَا وأُمْ اصابِع غطَّن الصَّنْقُور
والغَفْ رَاكَبْ الرُّوب وإنْشَبَك طابُور
حنتُوت المَرَانِع دَوُّو مُو مَحجُور
والنَّدي في الفروع بِرْقِشْ تقول بَلُّور
المَعَرَابْ مِجَرجِجْ حارْسُو ابو الزَّنبُور
وودْيان السِّعَاتْ تَريانَة فايْحَة عطور
وهبَّاب الضِّهور فوقُو النَّعم مَتْرور
وبِتْكَاسَعْ رِتُوع بِعَزِل قَدُر ما يِدُور"
إنّ قلبي يزكَمُ، وتجفُّ شراينه، إن لم يستنشق عبس الإبل، ورائحة جديد المطر وطين الجروف،أوكما يقول المظعون الكباشي في غزلياته الشفيفة للنّوق، والتي يُضاهِي فيها الرَّاعي النميري....
"عاليبة أُم سنابَنْ مايح
عَرقُوبِك نبَع مِنُّو اللَّونْدِي الفايِحْ
حشَّاوِك مَسك دَوْ الكَموق جي رَايِح
ؤسيدِك ونَّسُو الجَرقُومو كلُّو سرايِح"
************************
"بَذُّور النَّاقة جو ناطِّينْ
فوق الرُّوسْهِن أسْمَحْ من جَنا الوِزِّينْ
دقُّو وجاجُو كِرْعينْهُنْ مَلانَاتْ طِينْ
وأسْمَح مِنْ سَراوِيل البَذِر وَاحْدِينْ"
"عاليبة" إسم جمع للنّوق، وهنا يخاطبها بغزَلٍ شفيفٍ، وكأنّه يقول: أَفاطِمَةُ، ثمَ يُكْتنيها ب"أم سناباً" فايح، ويبلغ غزله فيها، مرتبة عالية،حين شبّه رائحة العَبَسْْ وهو بول الإبل، الذي يسيل علي عرقوبها،وهو خلاف العَبَل، شبّهَهُ برائحة عطر وعسَّاف العروس،"اللَّوَنْدِي" وفوح العبس ، يَدُلُّ علي أن مراعيها خصبةٌ، ثم يَلُومُها بدلَعٍ: أنّ فِصالَها"حشَّاوِكْ"، ضلَّ منكِ وفارَقك، متجولا لوحده في المُنْحَدَرِ"دَوْ"، حيثُ يرعي،ثِمَار شجرِ السَّرْح،"الكَمُوقْ"،ثم شبابِك صنعوا لك الأحواض"دقُّو" وغنُّوا الأراجيز، وأيديهم تخلط لكي الماء بالملحَ"جاجُو" حتي تَعُبِّ الماء وترتوي، ومنظرَ أرجُلَهُم وهي ممتلأةً بالطيِّنِ، أجْمَلُ من سراويل الأفندية، أو كما تقولُ مقطوعة الطَّاري ومِن غنا الجراري:
"مُو فَنْدِي بي ساعْتُو
ومُو تاجِر بي بِضَاعْتُو
سِعْنُو الحليب زاعْتُو
ؤعايَط لي رَباعْتُو"
إن بطين قلبي الأيسر، يصاب بالوقرِ، إذا لم يسمع حنين النوق، وخوار الأبقار....
وصياح البذر،....
وطنِين النَّامُوس......
ودَوِي صوت "الفندك" الفُندق حين تخنقه العبرات لضيف الهِجوع....
وسجع القِمري وشقشقة العصافير الملونة
وتغريد طائر "أُم سورج" وإيقاعها الدَّليبي
وشدْو العذاري عند دوداب الورد........
وحتي عِواء السِّيد العَمَلَّس..... ونعيق إبن بَرِيحِ أبوالمِرقال......
ليت لي أيْنُق الشّيخ "الشّوح العنانيف"،وذئبه الزّهلُول، أيَّام هبَّت علي سوحه، نسايم أهل الوداد، وفاح وضوَّع عبقهم.....
"ياهل تهُبُّ إليّ من تلقاكم ريح الرِّضا ونسايم التوفيقِ
فأروحُ أدّرع الفلاةِ يقودني شوقي الصحيحُ وفعلُ أيدي النُّوقِ"
وفي الحال أناخ بعيره ، ورشرش البعير الذّلُول، فوضع الشيخُ الكُورَ، علي ظهر، ذئبه العملَّس، وعندما إمتطي ذروة سنامه ،حنَّ ورزم لبوادي الغرب....
"الوادِي الغزير شِقْلُو وغدِيرُو مَسرَّف
ياريت : إن قبيل بيهو الزَّمان ما عرَّف
الضّيب العلي راس القَلَع بِتكرَّف
رَزَمْ وإتشابا لي لِيم الغِروب بِتشرَّف"
(3)
إنَّ بواديَ الغرب عامة ، وبوادي الكبابيش خاصة، كانوا كثيرا ما يشبِّهون، الأصائلَ من الأينُق القُودِ بالذئاب الزَّهاليلِ أو العمَلَّسِ
ولَعَمْري يوجد كثير ،من الشبه بين الذئب والجمل، أولا في الشّكل، فكلاهما شارفٌ من الأمام ،ومن مؤخرته هاكِعٌ ، أوكما يقول علي ودبلل ودكرادم النورابي الكباشي:
"هاكِع من ورا وقِدَّام طوال سيقانُو
وقطَّاع العتامير الكُبار قيزانو
الكُلّيق برا قِعاد العرب شِنْ هانو
سيدو مِحانك المِتْل البِروق سنَّانُو"
"الكُليق إسم بعيره والكليقة هي قصبة الذَُرة، مِحانك أي مقترب"
وكلاهما ذا نظرٍ ثاقب وحاسة شم حادة ،وكلاهما أفدع "الجنق"،وهومايلي الخُفّ،
وليتني كنت مُظعن السِّراجابي الكباشي، عندما أسرَج "أبوصُقَّاعة" وأرقل مُسرعا، حيث ظعائن الرُّحّل، عزفت أجراسها ،مع أطيط العيس، وحركة أعناق القُود......
"أبو صُقَّاعة شارِف عُنقو
قصير الدَّارجَة أبتر ساقو أفْدَع جَنْقُو
خفيف الطُّرق وخطَّام لي القبايل اللَّنقو
بحاسب نَفَسُو طوطَاح لي الرَّسن ما يِخنْقُو"
الصُّقاعة وسم البعير، والدَّارجة، بدالٍ مفتوحةٍ ومشدّدة، وراء ساكنة وجيم مفتوحة ،تعني ذند البعير، وبعيره من سرعة زفيفه، و حركة الرَّسن ،مع حركة الإيدي ومدُّ العُنق، يخاف من الخبير، وهو الزَّبد الذي يخْرُجُ من فيهه"يخنقُو"
وليت لي "خِميجَان"الشَّاعر الرائع عبد الوهاب الرَّبيقي الكباشي..
" أُمّكْ نَزْرِى لى العتَّامِى ما بِتتْحَالَبْ
وسِيْدَكْ غَانِى فى الحَرْدَلُّو ما بتْغَالَبْ
خِميجَانْ: وكْتْ إِجِيك بى الدَّيرْ يِجُرْ يِتعَالَبْ
رَدَعِي الزَّنَّقْ المِنُّو البَرَدْ بِتَّالبْ"
وكلاهما سريعا في مِرقاله أو خَبَبه، لكننا نقول: خبب البعير و"نقَّت" الذئبِ..وهما الحيوانين الوحيدين من سائر الحيوان اللّذان يستطيعان العدو لمدة طويلة
" رقَل الكوعو شارِدْ مو قريب لي الجانِبْ
ضيب وإتعنَّد الحركات وسِمْع الطَّانِبْ
شيكة المَرَّك الجزر الكَتِيرو كَوانِبْ
غفرك لي الحَمَار بي أم سيبة بِصْبح تانِب"
"الطَّانب هو الصوت المتقطِّع ليلا، وإتعنَّد أي توجّه، والحركات يقصد بها سائر البهائم، والجزر هي الإبل الممتلأة شحما، والكوانب هي سنام البعير، ومرَّك من الماركة، حيث نجد لكلِّ تاجرٍ، من تجارِ الإبل، ماركة معينة،و"الغفر" اي الخفر والحرّاس، والحَمَار هو شفق الصباح او المغرب، وهنا يقصد شفق الصباح، وأم سيبة هي البندقية ،والسيبة هي العَصي التي توضع عليها، وتانِب اي متأهب"
وثانيا تحمُّل السّفرَ، من مسافات بعيدةٍ ،ولله در الهَوَّارِي صاحب أبو ضُلْف"حين يقول:-
" ألسُّحب الدّفر بقى مِزنى والهوا لافُّو
إيدَك يا ابْضٌلٌف بتسوّى لِمّيع رافُّو
على الرَّمّى الكُجَر من المِطلَّق نافُّو
أبقَى عليها ضِيب قَنْصَه وخبيبَك خافٌّو"
عندما أخبرني ،الشّاعر حنفي، بهذه الشاردة، ونحن في لحظة أُنسٍ، وصفاء، نُمت وصحوت، وفي اُذني صفيرا ونفيفا، من صوت قافية هذه المربوعة.......
يا لبهاء... وروعة السُّحب...! عندما يأتي من الجنوب البعيد، ويصير مُزنا، حيث تحمله الرَّياح "الهوا لافُّو" وكأنّ أيْدِي بعيره "أبو ضُلف" تُحاكي البرق الذي يلمع ويومِض وسط هذه السَّواري المُدجنة ، وحين يتوجَّه نحو فرقان المحبوية "الرَّمي الكُجَر" اي أحكم رِبِاط طاق الدمورية ، وشِمال الشَعر ، حول بيته وخيمته ، ومدَّ طنائبها ،بسبب هبوب الرياح "نافُّو" من النفيف ، وهنا يُحاكي بعيره ذئب "ضيب" القنص، ليتني وليت الأيَّام البيض تجمعني بهذا الشَّاعر الرائع والجُهبذ الفحل ،
وكلاهما يُحَبِّب الإدلاج ليلا ، البعير نحو فرقان المحبوبة ،وذاك نحو النِّعم والبهائم، وصاحب البعير ،ينتظر الهذيع الأخير من اللّيل ، حتي ينام الناس، او الخفر،والذئب أيضا ينقضّ علي فريسته، في الثلث الأخير من اللّيلِ ،عندما يهجَع اصحاب النِّعم
إنظروا لهذا الشَّاعر الكباشي، وأظنه صاحب، دُرع البياحات وذئب العتامير، الخبير الخرّيت ود قدَال ،
" الخلاك تضٍب مثل الكديس تتهَمَّسْ
فَجيت فغفغ الفدَغى الوضيبو إتعمَّس
كّدى خِف لينا أضرَع بى الضراع ومخمَّس
ترا المسا جاكا يا ضيب الخلا الليل دمَّس"
والسبب الذي جعلك تنذوي وراء الأشجار، وسدفة اللّيل البهيم،حتي صرت كالقط"الكديس" لا يُسمَع لك وقع قََدِمٍ ، تلك: الهركولة والمرجرجة ،ذات الشَّعر"الوضيب" المُسدل علي ظهرها وجوانبها ، ثم خاطبه أن يذرع بالذِّراع ثم "بالمخمّس "والمخمّس نواع من مقاييس أهل الزراعة، وهذا يُشْبِهُ قول الشَّاعر المغاربي إبن الونَّان في قوله:
" ولم تزل ترمي بها يد النَّوي بكلِّ فجٍّ وفلاةٍ سمْلَقِ
وما ائتلت تذْرعُ كلّ فدفد أذرعها وكلّ قاعٍ قرقِ"
ثم يتجلَّي ود قدَّال وهو يصف بعيره ،وفي قافلة مع بعض أصدقاءه:-
"بي الصَّي والعتامير قامَن مَعاك قَزاعِر
وبي الهيش والتِّبوس ليهِن تكِسْر الوَاعِر
عَلي المَتْبُولة مدَّاحنْ مِقَاصْر الشَّاعِر
ؤ ضِيبَنْ قاصَر الحاروك ؤسِمْع الجاعِر"
إستهلال ومدح موفّق، حيث تحركت مع بعيره قافلة من الجِمال ،النيب والغلاد"كزاعِر"، لكن بعيره من سرعته ، صار قوَّادا أو سلقا، وهو قائد الذئاب وهنا بعيره يفتح لهُنّ الطريق، "تكسر الواعِر" حيث توجد الأعشاب الكثيفة، "الهيش" ولكن بعيره عندما يتوجه صوب فرقان ست الرّيدة ، الخُرعبةُ العيطبول الخَوْدُ "المتبولة" يُحاكي المادِح الذي يشايل الشّاعر، وهذا دليل مُتعة ،وعندما يقترب من فرقانها، يصير كالذئب "ضيب" الذي اقترب من النَعِم "الحاروك" ،ووقف وصنف، لأنه سمع صوتاً متقطعا " طانِب" وهنا دليل للحذر عن الإقتراب.
"ساسَكْ غَلَّقُو القَشْ المِغِيِّس عِرقُو
ؤقَنَّبْ مِنُّو قِرَّاوِي السُّواقَة بَدِرْقُو
ليلَك بوبَا يا السَّلَقْ السِّمُوعَك بِرقُو
ؤسيدَك عِنْدُو فورِيكْة النَّمِيمْ ما بسرْقُو"
تركه يرعي ، أعشاب مراعي الجزو، الضاربة بجذورها، في باطن الأرض، "مغيِّس عِرقو" فإمتلأ شحما، حتي صرتُ أخبِّأُ منه السّوط"القرَّاوي"، ولقد ألْيل ليلُك، يا قائد "سلق" الذئاب، التي تجري خلفك، بحثا عن الطرائد "بِرقو"،
(4)
إنَّ روحي تتعلَّق بأذيال البروقِ، ودوائب الرِّياحِ وصفيرها
وإنّ قدمي تفترُ،إذا لم أعبر بها عُمق وضِفاف، أضاةِ أم سنطة وأم حطب وخور أبو بسمة،وجميعها مملوءة ،كأنها أسيافٌ مسلولة من اغمادها، وأشجار السِّعات والقضيم والإندراب،ملء أحضانها، ونوَّار أشجار الكِتر، يضاحكها ويحصل علي قبلة مجانية ،من جروفها مع ابتسامة طفولية، وتصدراحيانا اصواتا مزمارية ،حين تُداعب، أغصانها نسيمات السَّحر، المضمخة برائحة جديد المطر، والكبابيش يَطلِقون عليه(واقْع البَّارح الطَّير ما بيَّنُو) وهناك جدول صغير علي كتفه شالٌ و ملفحة درويش خضراء نسجتها الطبيعة من نبات (الدفرة) وفي عُمقه طائر الوزين (ابوكدوس) يسبح كأنه علي موعدٍ مع اولمبياد لندن ، اوكما يصف المشهد الصديق الطبيب البيطري والشّاعر الرائع جمعة البري الكباشي،وهو واردٌ مع أهل النِّعم في منهل الفخّة الشّهير
"دوب يا الفَخة دوب وين القماري الفرَّنْ
ووين شدرك خبار نيران سَمايْمِك إضَرَّنْ
هدَّاكي المَحَل عندِك برك وإتْجَرَّنْ
وعودِك باسَرَر فوقِك تِعُول ما كَرَّنْ
باكر بعد مايجيكي هطَّال البِروق الفرَّنْ
بِقُومَنْلِك شواقِيرنْ زمان ما ورَّنْ
الزَّرقَن صباح شال أُم رويق وإتْقرَّنْ
ؤبادَرْلِك خريف قَلَبْ اللَيالي الحرَّن
سايق ضُهري عام سالَن جِروف ؤخورَّنْ
والسَّاري الحَلُوب مطراتُو فاقَن ؤدرَّنْ
أصبَح رابِط الضَّحوي البِصُبْ وإتْحَرَّن
ؤسقَّايك كَسَر غادِي وجَواسْرِك شرَّن
بعِطْنَنْ فوق جَواديلِك تِلُوب ؤحَوَرَّن
وأبو الجَاعورة بِدُّقُّو الكتيرها تَورَّن
والبَرقة أُم جَرَسْ رقَّتْ فِحُول ؤعَبَرَّنْ
ولي شَدَر العِديد ناس أُم قِرين يِتطّرَّنْ
عَجَبي السَّرحة والْقَشْ البعَقْرُو بذرَّنْ
وبِرْعَنُّو أم قريطِعْ من جفاف ما انْصَرَّنْ
سماح نِيلِك دَفَر شايِل قَعويْ ؤطَوَرَّنْ
ؤيا بخت البِشوف حَزَمك خضار ؤغدرَّنْ"
بعطنن من المعطن، وهي مفردة عربية فصحي، والعطن، هو مبرك الإبل حول الماء، والجمع أعطان،ونقول تنخنخ البعير، أي برك، ووضع ثفنانِه علي الأرض، والكبابيش من فصاحتهم يقولون تفنة البعير،تقلب الثاء تاء وقلب الحروف متداول عند العرب او كما يقولون "أنجبتني كشكشة ربيعة وعنعنة تميم وأسد" والكبابيش يقولون أترم لأثرم ويسمون الثُّماد، التّمد ، يقول أبا العلا المعريّ:
"وكيف يُرجي للثّمادِ بقاءها إذا نَضَبت عنَّا البِحور القلامِس"
الثِّماد بكسر الثاء، واحدها ثمد، وهو الماء القليل، الذي ينبع، من باطن رمال الوادي، او الجروف ،ويجفُّ سريعا ،ومن فصاحة الكبابيش، يقولون تمد، يقلبون الثاء تاء، أو كما تقول إحدي العذاري، ومن الشَّجن الشفيف،
"القلب بي الرَّيد إنْكَمدْ
والعين جافتْلي الغَمَدْ
سمح الشّال فوق حمد
برقرق كيف مِي التَّمد"
ويرقرق أي يلمع ويومِضُ بعيدا، مع سطوع الشّمس والرّقراق... نوصف به ،ضوء الشّمس، الذي يدخل في فتحات الأبواب أو النوافذ أو سقوف البيوت، وحتي بين أوراق الشجيرات الظليلة، حيث يرسم دوائر علي أوراقها، وابلغ من وصف ذلك الشاعر ابا الطيب المتني:
"وألْقي الشَّرقُ منها في ثيابِي دنانيرا تفرّ ُ من البنانِ"
والتي تعطن، علي حافة الخور، أو الأضاه ،هي الإبل، "تلوب وحورّن" التّلب هو الجمل الناب ،والحِوار هو فصيل الإبل،والتي "تدق "ابو الجاعورة" هي البقر، وهنا كناية لخوارها ،وإذا إشتم البقر رائحة الدّم، او جفل من مكروهٍ ،يخُور مجتمعا، ويسمي في البادية"،أبو الجاعورة"،والبرقة أم جرس هي الضأن ،ورعاة الضأن يشبلُون، علي عنق النعجة الصبية، والسريعة الخُطي، جرس او علبة،فإذا ضلَت الغنم، حتما سيسمع صاحبها ،صوت الجرس ،ويهتدي إليها،وأم قرين هي الماعز والشاعر وصفها بأنها تتذكر "بتطرَّن" شجر وادي العديد لأنها ترعي الشجر
ومن هذا المنوال، يعجبني قول الشّاعر الكبير محمود درويش وهويصف محبوبته.....
"رأيتُ جبينك الفضّيِّ في الشّفق.......
وشَعْرُك ماعزٌ يرعي حشيش الغيم في الأُفقٍ......"
(5)
لقدعافت صفاحي، النوم والمُضّجع فوق اللِّحاف، والدمقس، وتاقت لنوم الهِدب و"المفارع "ووسائد ريش النِّعام.....وللّه درّك يا مُظعن الكباشي حين تقول:-
"أبو رقبة الفَرَش هِدَبُو وعملُّو مطارح
نازِل كَرْكَر اللَّيد الدِّروبُو مَقارح
علي سقديبو واليت النقيق لي البّارِح
ؤخازين النِّجوس عرفوكَ بيهُن سارِح"
إن الأربعين التي أحبو إليها هي في حساب "التّاية" ورمل المسيد وتحت الطنائب الممدودة، ،وتحت شجيرات "الأبار و"العِد"، وفي حظائر الابقار والمَعِيز
"سمحات المعيزه الدَرّهِن مَحلوب
وسمحات الحمير لى الرَّاويي والأقروب
وسمحة ام بُوح خريف لى إطخِّن الزَرُوب
وسمحات البَهاله الكَبْشَهِن مَجْلُوب
بنات سَعَدَان سَمَاحْهِن فى الدَّلج والطَُوب
وفى الحيصَة ام عَجاج سيد الحصان مَهَيُوب
وعَضْم المال حقيقة الهَبْرَبْ ام عَرقُوب
هبَّارة الزِّرار كُل ليلة كاسْرَة حدِوب
وقلاَّجة بِلال عند الِسيَالة ام رُوب
كان حىْ فى الدَّهر سُلطانها ابو ياقوب
(5)
هل حالنا في إلإغتراب والمهجر، اصبحت كحال اهلنا في المهدية ؟أو الجهدية كما يُؤرِّخ لها أهلنا أيام نكبة ، ود تورشين للكبابيش ، عندما جرَّدهم حتّي "من الدّاغي والرّاغي" وبعد إن كان رَزِمي وحنين نوقهم مثل همهمات المُصلّين......
"هَبَروها الدُّغشْ حِسْ الحورَّن جَضَّا
فاقرن حاشَتْ الآذان بعد ما إتوضّا
أُم القمَّد ْ الحِيل وإنهمروإنهضّ
رقَّ حِزامُو أصْبَح كيف سِوارالفضّة "
وعندما كانت أجراس هوادجهم ،بعد أن توضع علي ظهور العِيس والأينق القُود، تعزف لحنا ، شجيَّا طرُوبا ....
أو كما يصفها محمد ود علي ود الكسير، بعد أن جرده وأهله ،علي ود حِلو، ويعقوب ود تورشين، وأصبح يسكن بيتا من العشب لم تمتد له طُنبا....
*"لا ضُقت الشَّقاوة ولا مشيت أقروبْ
وكم شدَّيت معفَّي وكم علي الهايْلُوبْ
وكم فرَّشت تويلي فوق جنا المَرقُوبْ
ؤشولْنَا قلَّعُو ؤخنَّق طوال الرُّوبْ
ؤبي سوقو ؤرحيلو بطَّل الشَّبشُوبْ
ؤسَلَفنا إتعنَّد الهَبجِي ؤكسرْلُو حُدوبْ
بَدُونا يومَة تِجيكْ كيف الدَّلُو المَكْرُوبْ
ؤنعِيمْنَا جرَّدو ناس ود حِلُو وياقوبْ
وطال الشُّوق علي الدَّامري اُم بنايا طُوب"
*"المعفَّي" هو البعير المعْفِي أي الذي لم يمتطيه صاحبه مدّة من الزّمن،والهايلوب هوالبعير السريع والنشط،والتويلي هي الفرا الفاخرة،والشّول من شوايل وهي الإبل اللُّقح، وطوال الرُّوب هي الهوادج،والشبشوب هو البعير القوي، وأيضا نُطلق علي الشَّاب القوي الشبشوب،والسَّلف هو القافلة من الجمال،والحدوب هي العتامير،
اي بعد أيَّامنا البيض، التي كنّا نمتطي فيها الأصائل من النجائب، ونضع علي أكوارها الفرا الفاخرة ، وبعد ان كانت هوادجنا، وهي علي ظهور العيس،تُحاكي مراكب البحار وشراعها،حتي أنّ قوافل رحلينا، وهي مجتمعة كدلوِ البئر، عندما ينحدر من الرِّشا ، نحو العُمق ، لكن كل هذا النَّعيم ، أخده ظُلْما ، علي ودحُلُو ، ويعقوب أخ الخليفة، حتي اصبحن نسْكُن، في بيوت العٌشب والطّوب وطال مكوثنا فيها.
لَعَمْرِي هي توأمة،لحالنا نحن قبيلة المغتربين ،من أبناء البادية، حتّي صرنا كالعضّاريط، أي مغتربين "جَر "عجين فقط
أنظر لهذه البدوية، وسخريتها من حالنا وهي تصوِّر المشهد ومن غنا الجراري:-
"المغتربين إنْدَعُو
لا حَجُّو ولا سَعُو
عجَبِي العَاطْ لي الرَّعُو
شَرابُو فواق مُو بَقُو"
"اي أنهم لم يحجوا بيت الله، ولا اشتروا لهم بهائم ،"سعوا" من سعيّة وهي البهائم وليس من سعا اي السّعي بين الصفا والمروة"
وحالنا لَعَمْرِي صورها هذا البدوي الكباشي السّاخر.....
"السَّاري البِتُك رعدو وطَلَق واريبتُو
مُشْهاد بَرقُو فوق خور الجَواد ؤعِنيبتُو
عانْس البي صباح ناس تيقَة طالَتْ غيبْتُو
رشَّشُو أهلها والحارس الخليج وا سيبتُو"
(6)
سيبْذغ قمرنا مصروعا ، ما ظللتنا سحابات موانئ المُدن النفطية ، وستظلُّ حنايانا تشهق ، في كلّ فجرٍ جديد،ما طلعت وأشرقت الكافرة من الصباح الرّباح...
الحَمَانِي الهجعة ماغطَّن رموشي المايقْْ
فاطْرَن فرُّو كيف برق اُم رويق السَّايقْ
الشِّعر النَّضمتو لقيتو دُون مُو لايقْ
وممْحُوق قولِي في نََفََل أُم عروض مُو حايِقْ
************************
تِقِنْ في مَشِيكْ تِتَاتِي وحتّي بالَك رايِقْ
وفي تِنْيَة نَدايدَكْ مِحتَ تضْحَك فايقْ
غرُوز قلبك خَلِي ريدة وأنين مو ضَايقْ
وقلبي مَعَالْقُو جَزّيتْها ورسَمْتُو بَنَايِقْ
المراجع
*مقطفات من شعر العباسي
*قصيدة يتورَّط البدويُّ عشقا اشعار أشجان الهندي
*مقطوعة "محمد ودالكسير" من كتاب فرسان كنجرت للدكتور عبدالله علي إبراهيم
*مفردة الفنْدُق: بعض العلماء قالوا: مفردة فصيحة وتعني جذع الشجر، الذي يُرحَك، بداخلة البذور،
عبيد الطيب "ود المقدم" بوادي الكبابيش
10-9-2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.