قال زعيم حزب "الأمة" القومي المعارض بالسودان، الصادق المهدي إن ما تشهده بلاده مؤخرا من احتجاجات شعبية "ليس ثورة، لكن الظروف الموضوعية لاندلاع ثورة متوفرة". وأضاف المهدي في مقابلة مع مراسل الأناضول أن "انحسار الاحتجاجات - التي اندلعت ضد النظام في 24 من الشهر الماضي إثر رفع الدعم عن الوقود - في الأسبوع الثاني لا يعني أنها انتهت، لأن الإجراءات الاقتصادية التي تسببت فيها لم تظهر آثارها المعيشية بعد، وعندما تظهر ستكون النتائج وخيمة". وأقر المهدي بأن "أحزاب المعارضة غير متفقة ولم تلعب دورا في تنظيم وقيادة الاحتجاجات، الأمر الذي ترتب عليه انحسارها"، لكنه نبه إلى أن "الحالة الثورية لا تحتاج لاستعداد من الأحزاب كما حدث في السودان مرتين وفي مصر وتونس". ووصف شعار الربيع العربي (الشعب يريد إسقاط النظام) بأنه "شعار ناقص، والأفضل شعار (الشعب يريد نظام جديد)، حتى يكون التركيز مع ما نريده وليس ما لا نريده"، على حد قوله. وقال المهدي وهو آخر رئيس وزراء منتخب، انقلب عليه الرئيس عمر البشير مدعوما من الإسلاميين في العام 1989، إنه "لا يمانع في التنسيق مع التيار الإصلاحي بالحزب الحاكم (حزب المؤتمر الوطني)"، واصفا قادته بأنهم "مؤثرون جدا وناضجون ولديهم إحساس بالوطنية". واستنكر اتجاه الحزب الحاكم لمحاسبة عدد من القيادات الإصلاحية به إثر تقدمهم بمذكرة للرئيس البشير نددوا فيها ب"قمع" الاحتجاجات، وطالبوا ب"تشكيل آلية وفاق وطني"، حيث شكل حزب "المؤتمر الوطني"، الجمعة الماضية، لجنة للتحقيق مع أعضاءه الموقعين على مذكرة تطالب البشير بإصلاحات. وعن اتهام صحف موالية للنظام الحاكم بالسوادن للرياض ب"الوقوف وراء الاحتجاجات"، قال المهدي إن "سوء العلاقة مع الخليج هو صدى لتطورات الأوضاع في مصر وما تشهده من استقطاب تدعمه دول معادية للأخوان مثل السعودية والإمارات"، على حد قوله. //////////