كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل الطرق تؤدي إلى انهيار دولة الإخوان المسلمين في السودان (2-3 ) .. بقلم: د. عبدالسلام نورالدين
نشر في سودانيل يوم 06 - 11 - 2013


[email protected]
-1-
في بيتنا : أزمة -محنة -مصيبة -فاجعة -وكارثة
في ذلك العصر الذهبي لمعلمي اللغة الانجليزية في السودان( 1946 -1956 ) بدأ هاشم ضيف الله استاذ حنتوب المفتون بكرة القدم وبالنظام وبالانجليزية التي لا يسمح ان ينطق الطلاب بغيرها في قاعات الدرس وفي كل المناشط المدرسية التي يقوم بنفسه عليها ويرفع المعرفة بنطقها وبمفراداتها كتابة وقراءة الي مقام يعلو علوم الفيزياء والرياضيات والكيمياء والاحياء.
بدأ أستاذ اللغة الانجليزية رمز للثقافة وللحضارة في الامبراطورية التي لا تكاد وقتئذ ان تغيب عنها الشمس درسه بسؤال لطلاب السنة الاولي الثانوية:
ما الفرق بين معاني الكلمات التالية وقد نطقها وكأنه يتلو مقطعا شعريا من مسرحية الملك لير
Crisis, agony, calamity catastrophe and dilemma
وايا كانت المعاني التي تقابل هذة الكلمات في العربية ( الازمة -المحنة -المصيبة -الدهاء-الفاجعة -الكارثة) فانها اذا نحتت كلها في كلمة واحدة بدلالة جامعة مانعة لوصفت ببيان بارع حال السودان بعد ان قفز وتمكن من الجلوس على مقعد قيادة عربته -الاخوان المسلمون في الثلاثين من يونيو 1989 وما فتئؤا منذئذ يثيرون بمهاميزهم الشطط والرعونة والجنو ح والتوحش في تلك الخيول الثلاث التي تتنافس في العدو ومع ذلك يمكن ترتيبها على النحو التالي:
-1- الاصولية السلفية
-2- الطغيان العسكري
-3-رأسمالية التمكين الطفيلية المتوحشة .
ليس واضحا تماما من ذا الذي انتقى الاخر- الخيول الثلاث ام العنصر البشري في الاخوان المسلمين أم هما في حقيقة الامر نفس الذات التي تتجلى في تجسدات وتموضعات تبدو متباينة ومهما يكن من امر فقد تخلقت تلك الخيول من مزرعة تنبت في أصل الجحيم لتجر عربة السودان صوب تيهاء الهاوية التي تحاول مفردات اللغة الانجليزية في درس الاستاذ هاشم ضيف اللة ان تصف مثل حال من تختاره تعاسات ملابسات الزمان "الاخواني" ان يهوى براسه في قرارها الصخري
-2-
مواصفات الخيول التي تجر عربة الازمة
تضافر ( 1 ) الغلو الاصولي السلفي الرابض في مذهب حسن البنا) -1949 ( 1906وابو الاعلى المودودي ( 1903-1979) وابوالحسن الندوي) ( 1913 -1999مع مقولات من ساروا بايديولجياتهم الى نهايتها العملية التي تكشفت في السودان ابادة جماعية وتشريدا وتهجيرا للملايين ومغالطات للوقائع الملموسة في مجرى الحياة اليومية مع (2 ) الاستبداد والغطرسة العسكرية التي تمنحها عادة منعة التدجج بالسلاح الناري والغرور بعكف السيوف ولون النجوم النحاس الصفر على اعلى الراس والاكتاف مع الحصانة في استخدام القوة المفرطة دون وازع او رادع بتعزيز مؤزر (3 ) من مضخات عائدات "التمكين" التي تدامج بين الخصخصة والنهب المنظم وابتزاز وترهيب المنافسين في تحت غطاء الاستثمار والتجنيب وسلب المنتجين في الزراعة والصناعة أموالهم بباطل المكوس والجبايات والضرائب-تضافر كل ذلك متمظهرا للعيان في الخيول العمياء الجامحة التي تنطلق بأقصى ما تستطيع سنابكها صوب تيهاء الهاوية.
-3-
مجتمع الأخوان المسلمين فوق الأمة السودانية وبديلا عنها
برزت حركة التحرير الاسلامي في السودان في نهاية عقد الاربعين من القرن العشرين التي تحورت وتبدلت كثيرا واتخذت لها ازياء واسماء شتى تحت التاثير المباشر للاخوان المسلمين بمصر الذين بعثوا المحامي المصري صلاح عبدالسيد-والطالب السوداني جمال الدين السنهوري ( 1944 ) لبث الدعوة الاخوانية في السودان ( حسن مكي ص 9 - 19 حركةالاخوان المسلمين في السودان-44-1969) الامر المثير لكثير من النظر ان رغم تعدد الاسماء والبطاقات التي حملتها وتداولتها حركة الاخوان المسلمين في السودان وفقا للامكنة والازمنة والتشكلات التي بدأت بالتحرير الاسلامي-الجماعة الاسلامية -الاتجاه الاسلامي-جبهة الميثاق الاسلامي-الجبهة الاسلامية القومية-المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي واخيرا وقد لا يكون اخرا المؤتمر الوطني الشئ الذي يوحي بمرونة فائقة في تكتيك التحولات الملائمة في كل أن وحين الا انها حافظت على كامل الايديولوجية ذات الطابع الاصولي السلفي التي ارتضاها الشيخ حسن البنا( 1928) ليشكل بها قواما لمجتمع ينوب عن الامة الاسلامية في التفكير والتنفيذ والتمكين من المصالح في حضورها أو غيابها لذلك فكر وقدر لذلك المجتمع أن يجمع بين التنظيم الحزبي والطائفة السلفية والمذهب الديني والحلقة الصوفية والمؤسسة العسكرية والشركة الاقتصادية والفريق الرياضي في بوتقة جامعة أو على حد الفاظ حسن البنا
(دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى أصوله الصافية القرآن والسنة النبوية، وهي أيضا طريقة سنية لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا حقيقة صوفية، يعتقدون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والأخوة في الله.هيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة.جماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، ويلتزمون قول النبي: "إن لبدنك عليك حقًا"، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح.رابطة علمية ثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان، والعلم. وشركة اقتصادية، فالإسلام في منظورهم يُعنَى بتدبير المال وكسبه، والنبي يقول: "نعم المال الصالح للرجل الصالح" و(من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له .كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها. أي أن فكر الأخوان مبني على شمول معنى الإسلام، الذي جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا والدين :حسن البنا ص248 -294مجموعة رسائل حسن البنا دار القلم بيروت لبنان بدون تاريخ).
ظلت هذه البوتقة الجامعة-الاخوان المسلمون التي فصل حسن البنا في مجموعة رسائله دقائق ما ينبغي ان تكون عليه مجتمعا قائما مستقلا بنفسه وفوق كل المجتمعات والامم التي تعتنق الاسلام ولا يعي الا بذاته ومصالحه -فاذا تحدث هذا المجتمع البديل عن الاسلام اومصالح الامة او العدالة او الخيارات او التمكين او الامامة أو الخلافة فهو يعني على وجة الدقة والتحديد اسلام ومصالح وخيارات وتمكين مجتمع الاخوان المسلمين وخلافتهم في الارض ويجسد فشلهم الذريع في ادارة دولاب الدولة في مصر( 2012 -2013 ) لب محنتهم الشخصية التي تتمرأى في استغراق المجتمع الاخواني في ذاته وعزلته التامة عن العالم الذي يجري حوله ثم تبدى ذلك للعيان مرة اخرى وعلى نحو مرعب بعد حراك الثلاثين من يونيو الذي طالب باجراء انتخابات مبكرة فرفض المجتمع الاخواني بفظاظة مجرد الحوار حول الخيارات المتعددة للممكن فكشف كل ذلك مأساة غوصهم الكامل الى القاع في ذاوتهم التي اضحت بديلة لكل الامة المصرية وتعد ازمة (-مصيبة -فاجعة -وكارثة ودهياء) السودان التي استمر مريرها ما يقارب ربع قرن من الزمان التجلي الفاضح للخراب الذي احدثه مجتمع الاخوان المسلمين في السودان باليات تمكينه وبالمألات العملية لمقولات ايديولوجيته حينما انتقلت من معجم علم كلامه الى وقائع التطبيق في الحياة اليومية للسودانيين.
-4-
مقولات ايديولوجية الاخوان المسلمين
قد عزز من الاصولية السلفية للمجتمع -الحزب-الجهاز العسكري- الاخوان المسلمين مقولة الشيخ حسن البنا -الاسلام دين ودولة حيث اضاف الدولة الى اركان الاسلام الخمس ومن جهة أخرى لم يدخر الشيخ وسعا في تومأ ة مجتمع الاخوان منذ وقت باكر لحزب مصر الفتاة لمؤسسها (1933 ) أحمد حسين الذي واشج بدورة بين الاسلام والنازية التي حقنت الجسمين ( مصر الفتاة والاخوان ) بسم ناقع ثم اضاف ابوالحسن الندوي من شبة القارة الهندية في كتابه الذي فسر به انحراف وتدهور وانحطاط الدولة الاسلامية منذ بدايات الحكم الاموي-"ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"-الذي وصف سيد قطب ( 1906 -1966 ) في مقدمته ص17 ط10 1977 "هذا الكتاب من خير ما قرات في القديم والحديث على السواء" اضاف الندوي اربع مقولات بالغة التأثير والنفوذ في الفكرالاخواني-1 الوصاية 2- الاستعلاء -3 الجاهلية -4 الحاكمية التي قد اقتلعت سيد قطب من ذيول الرمانسية الادبية الى التطرف الدموي الذي اودى بعنقه ( 1965 ) واشعلت النيران في مخازن بارود التطرف التي سعرها حسن البنا في بواطن مجتمع الاخوان المسلمين التي لا تزال السنة لهيبها تتشظى في مصر .
قد توفر ابو الأعلى المودودي (الجماعة الاسلامية) الأصولي المشارك لمحمد علي جناح( -1876 1948 )لاعتزال مسلمي الهند في دولة دينية خاصة بهم (باكستان) على رفد مقولات الندوي -الوصاية والاستعلاء والجاهلية والحاكمية بعلم كلام تكفيري جهادي جسر به الفجوات الناتئة بين الاصوليات الثلاث: الوهابية-الاخوان المسلمين -فقة الاقلية الدينية المضطهدة لدى متطرفي مدرسة حيدر اباد التي تخرج منها الندوي والمودودي نفسة ولم يك مثيرا للحيرة ان تنبثق في وقت لاحق "قاعدة" اسامة بن لادن وايمن الظواهري كتنطيم يستهين ويسترخص معنى وقيمة الحياة الانسانية ولا يعرف غير القتل والقتال نهجا للحوار مع الاخر من شقوق ذلك التقارب بين الاصوليات انفة الذكر وليس من المستغرب في شئ ان تكون مدينة بشاور من العتبات النادرة التي يقدسها الطالبانيون وتذكر ايضا بغير قليل من التوقير لدى الاخوان المسلمين .
تلقفت واحتضنت حركة الاخوان المسلمين في السودان عبر مسارها الطويل من-جمال الدين السنهوري-علي طالب اللة -صادق عبداللة عبدالماجد -الرشيد الطاهر-حسن الترابي-علي عثمان محمد طة -عبدالرحيم علي-الزبير محمد الحسن- وحتى عمر البشير ايديولوجية الاخوان المسلمين العامة بمقولاتها ومنها التالية التي تتناسل وتتناسخ ارواحا اكثر اغترابا وعزلة ونرجسية واستغراقا وغوصا في اوحال الذات كلما خاضت تجارب التطبيق العملي التي تكشف الثقوب الفاغرة وتلك غير القابلة للتنفيذ في بناء نظامها الايديولوجي :
-1-مجتمع الاخوان فوق الامة الاسلامية وبديلا لها.
-2- الاسلام دين ودولة
3-التمكين
- 4- الدين وطن
-5- الجهاد (الفريضة الغائية)
6- الاستعلاء
7 -الوصاية على كل العالم -
يشرح سيد قطب المقولتين المفتاحين - قائلا "الاسلام عقيدة استعلاء, وانها تشعر المسلمين بالتبعة الانسانية الملقاة على عواتقهم , تبعة الوصاية على هذه البشرية في مشارق الارض ومغاربها ,وتبعة القيادة في هذه الارض للقطعان الضالة,واخراجها من الظلمات الى النور"ص17 مقدمة كتاب الندوي-مذا خسر العالم بانحطاط المسلمين-الطبعة العاشرة 1977 (لا ناشر)
8 -الجاهلية
-كتب محمد قطب ص8-9-10 جاهلية القرن العشرين-القاهرة دار الشروق 1983 "الجاهلية حالة نفسية ترفض الاهتداء بهدى الله, ووضع تنظيمي يرفض الحكم بما انزل اللة ثم تصيبها النتائج الحتمية لهذا الانحراف . نتائج تختلف باختلاف صورة الانحراف ومداه ...ولكنها تتفق في انها اضطراب في حياة البشر وشقاء, وقلقة وتدمير وعذاب. لقد كانت الجاهلية العربية جاهلية ساذجة قريبة الغور تعبد اوثانا محسوسة فجة ساذجة . أما الجاهلية الحديثة فشانها اوعر, واخبث , واعنف.. انها جاهلية العلم .. جاهلية البحث والدراسة والنظريات.. جاهلية النظم المستقرة المتعمقة في التربة! جاهلية التقدم المادي المفتون بقوته المزهو بما وصل اليه من افاق! جاهلية لا مثيل لها في التاريخ"انتهى.ا
أذا وجهنا سؤالا مباشرا لابي الحسن الندوي الذي استقى منه ابوالاعلى المودودي وسيد قطب ومحمد قطب مقولة الجاهلية بالمعني الذي استفاضوا فيه : متى بدأت الجاهلية التي كانت العلة الكبرى في انحطاط المسلمين كما قد ابان والف . يجيب ابوالحسن الندوي ص 143 في فصل-الانحطاط في الحياة الاسلامية- قائلا" قال أحد الادباء(( امران لا يحدد لهما وقت بدقة, النوم في حياة الفرد والانحطاط في حياة الامة, فلا يشعر بهما الا اذا غلبا واستوليا)) أنه لحق في قضية اكثر الامم , ولكن بدأ التدلي والانحطاط في حياة الامة الاسلامية اوضح منه في حياة الامم الاخرى, ولو اردنا ان نضع اصبعنا على الحد الفاصل بين الكمال والزوال لوضعناه على ذلك الخط التاريخي الذي يفصل بين الخلافة الراشدة والملوكية العربية أو ملوكية المسلمين"
المثير للحيرة من هذه الاجابة ان كل الزمان الاسلامي الذي لا يقع في طين اوحال الانحطاط لا يزيد عن ثلاثين عاما التي شهدت حكم الخلفاء الراشدين ابوبكر وعمر وعثمان وعلي بن ابي طالب بعد وفاة الرسول وهذا يعني ان كل انجازات الحضارة الاسلامية في العلوم الطبيعية وعلم الكلام والفلسفة وعلوم القران واللغة والاداب والفنون والفتوحات التي تمت المدينة يثرب بعد زمان الخلفاء الراشدين بأستثناء عامي عمر بن عبدالعزيز الاموي تقع ايضا في دوائر جغرافيا الجاهلية وتاريخ الانحطاط الاسلامي.
9-الحاكمية
ثم اضافت الحركة السودانية مساهمتها الخاصة التي تتمثل في التالي:
10- تتديين كل نشاط يقوم به مجتمع الاخوان المسلمين ( وفقا لمسمياته) في كل اوجة الحياة لتتقرب به زلفى الى الذات الالهية حيث يضحي التمكين واكل اموال الناس بالباطل ومقاتل السودانيين وفصل الجنول من ضروب العبادة .
11- فقة الضرورة
ويبدو ان تلك المساهمات التي شاركت بها الحركة السودانية قد حفزت التنطيم الدولي للاخوان المسلمين في عشية نهاية الحرب الباردة بانهيار المنظومة الاشتراكية ان تختار السودان ليكون التجربة الاولى لتطبيق نظريات الاخوان المسلمين ومقولاتهم من حسن البنا الى حسن الترابي فكان انقلاب الانقاذ في الثلاثين من يونيو 1989 الذي دامج بين الاصولية السلفية ومقولاتها والانقلاب العسكري وطغيانه. فماذا كانت النتائج العملية في الحياة السودانية؟
**الفرض القسري لواحدية الدين الاسلامي والهوية العروبية - في وطن متعدد الاديان والثقافات والاثنيات والقوميات والهويات التي تشخصت في وقائع الحياة اليومية استعلاء عرقيا ووصاية وتحيزا اقليميا وتحقيرا للمتحدثين بغير العربية واذا كان ثمة دولة واحدة في هذا الكوكب تشن حروبا لم تتوقف ابدا على كل سكان الرقعة الجغرافية التي تحكمها فهي ما ظلت تقوم به دولة الاخوان المسلمين في السودان منذ اللحظات الاولى لانقلابها وحتى كتابة هذه السطور.
** الاستبداد العسكري( في وطن هبت فيه ثورتان شعبيتان قضت فيهما على نظامين عسكريين 1958 -1964 -1969 -1985 ) الذي يستولي فيه الجيش وقائده الاعلى 70 % من الميزانية العامة فاضحى الثمن الذي ينبغي على السودانيين تسديده ان لا يبقون على قيد الحياة كي يظل الاستبداد العسكرى قائما يجوب ارضهم التي اضحت خرابا.
نواصل
عبدالسلام نورالدين
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.