في الايام الماضية شعر البعض بان السودانيين سيغيرون النظام عن طريق الانتفاضة السلمية "سبتمبر" وكانوا لا يعلموا أن هنالك جملة من التحديات التى ستقف عائق أمام التغيير السلمي وأهمها غياب الرؤية السياسية الموحدة للقوى السياسية (المعارضة) وهنالك لا قصد الرؤى الايدولوجيا أو الاقتصادية أو السياسية الخارجية وإنما التخطيط والتنظيم لإدارة الشارع والاتفاق على فترة ما بعد النظام فعلي سبيل المثال لا الحصر عندما ناقشنا فى تحالف القوى الاسلامية والوطنية حول كيفية إدارة البلاد والفترة الانتقالية حيث قال البعض عام واحد ، وهذا أمر لا عقلاني لان الوطن يعاني من بعض الازمات التى لا يمكن حلها أو الاتفاق حولها فى عام واحد مثل (الدستور) حيث يجب أن يكون من واجب الحكومة الانتقالية أعمار مناطق الحروب فى (دارفور + النيل الازرق + جبال النوبة) ومعالجة مشاكل الإنتاج والانتاجية والتغيير الجوهي للسياسة الخارجية حتي يتعافي الوطن من إزماته الاقتصادية بالإضافة الي اصلاح مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والشرطية بعد أن تم تحويلها الى مؤسسات حزبية للمؤتمر الوطني "سياسة التمكين" وكذلك اصلاح مؤسسات الخدمة المدنية والنقابات حتي يصبح الوطن للجميع وليست وطناً داخل حزب ، كل هذا الاصلاحات تحتاج الى اربع أعوام كحد أدني وليست عام كما تنادي القوى السياسي حتى نتفادى التجربة المصرية بعزل الرئيس من قبل الشعب لان مصر كانت تعاني الأثار السالبة لسياسات مبارك والفترة كانت غير كافية لانجاز كثير من القضايا الخلافية – إذا كانت القوى السياسية ترغب فى تكرار تجارب انتقاضة ابريل أو اكتوبر فالبعض يسمي اكتوبر ثورة أذا كانت ثورة لما كان الوضع اليوم هكذا ولما ثار الشعب فى أبريل علينا هذا المرة أنجاز ثورة حقيقية لديها أهدافها كالعدالة والمساواة والحرية والأخاء ولديها مبادئها ، الديمقراطية ، المدنية ، السودانيونية لبناء وطن للاجيال القادمة ، أما إذا كانت القوى السياسية "المعارضة" تسير فى نفس الطريق الحالى الذى يقوم على المناكفات والحورات السرية مع النظام والانفراد بالقرارات والاختراق الأمني فان الوطن سيفرق كما غرقت سفينة الانقاذ. محمد على تورشين أمين الشباب الاتحادي لحزب الحقيقة الفدرالي [email protected]