رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    جبريل يقود وفد السودان لاجتماعات مجموعة البنك الإسلامي بالرياض    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    السودان..البرهان يصدر قراراً    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق اميركية عن عبود (21): مظاهرات سكان حلفا .. واشنطن: محمد علي صالح
نشر في سودانيل يوم 04 - 12 - 2013

"الحلفاويون يتميزون عن غيرهم من السودانيين"
لماذا رفضوا اشتراك الشيوعيين في مظاهراتهم؟
"اتفاقية تقسيم ماء النيل ظالمة للسودانيين"
"مصر يمكن ان تبلع السودان"
لماذا عالج الامريكيون اللواء المقبول، وزوجة اللواء طلعت فريد؟
-------------------------------
واشنطن: محمد علي صالح
هذه هي الحلقة رقم 21 ، وقبل الاخيرة، في هذا الجزء من الوثائق الامريكية عن السودان. وهي كألآتي:
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956). وكانت 25 حلقة
وثائق الديمقراطية الاولى، رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958). وكانت 22 حلقة
وثائق النظام العسكري الثاني بقيادة المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها). وكانت 38 حلقة
هذه وثائق النظام العسكري الاول بقيادة الفريق ابراهيم عبود (1958-1964). وستكون 23 حلقة.
وبعدها، وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 25 حلقة تقريبا. ان شاء الله
-------------------------
بريد القراء: تعليقا على حلقة "عزل ضباط موالين لمصر"، كتب الاخ
محجوب عبد المنعم حسن معني: "ورد ضمن الضباط الذين فصلهم الرئيس عبود اسم عمي الملازم ثاني فاروق معني، والقول: "لا نعرف كثيرا عن هذا الضابط الشاب. لكننا نعرف ان عائلته هاجرت الى السودان من مصر (ويمكن ان تكون له ميول مصرية)."
عائلتنا، عائلة معني، لم تكن لها علاقة بمصر من قريب او بعيد.
في نفس هذا التوقيت، كان عمي عصمت معني، عليه رحمة الله، قمندان البوليس في جوبا. لو كان هذا الامر صحيحاً، لماذا لم يفصل عمي عصمت؟ اعتقد ان الامر وما فيه كان مكايدات بين العسكريين، وحب كثير من الضباط السودانيين لعبدالناصر في ذلك الوقت. على العموم، عمي فاروق اعيد للخدمة مرة. وكان له الشرف في رئاسة وفد السودان في اولمبياد ميونخ. كان رحمة الله من احرف لاعبي كرة السلة السودانيين، مع وليم اندريا. وكان دمث الاخلاق، حلو المعشر، ومنظم في حياته كالساعة. واعطى كل وقته للجيش وكرة السلة ... "
وكتب الاخ محمد داؤود: "اعتقد أن عدد من تم فصلهم في تلك السنة، وبذلك القرار، كان أكثر مما ذكرت ... انا اذكر منهم خالي اليوزباشي (نقيب) إبراهيم عثمان خليل، والصاغ التاج حمد سليمان، والصاغ محمد خير محمد سعيد. عليهم رحمة الله جميعا."
--------------------------------
في هذه الحلقة قبل الاخيرة من وثائق امريكية عن عبود، مظاهرات ترحيل سكان حلفا، والتي تحولت الى مظاهرات ضد نظام عبود.
لكن، حسب هذه الوثائق، رفض الحلفاويون اشتراك الشيوعيين معهم في المظاهرات، وهم الذين كانوا في قيادة معارضة نظام عبود. وربما السبب هو عدم معارضة الشيوعيين لاتفاقية تقسيم ماء النيل مع مصر. والتي ادت الى بناء السد العالي، واغراق منطقة حلفا.
------------------------------
منشورات شيوعية:
22-4-1960
مذكرة داخلية
من: ه. س. هدسون
الى: السفير
" ... في كتاب "ويرلد ماركسست ريفيو" (الدورية الماركسية العالمية)، لاحظت، في صفحة 73، اشارة الى احداث السنة الماضية في السودان. ووصفها الكتاب بانها ارهاب عم السودان ...
(تعليق: يشير هذا الى المحاولات الانقلابية، ومحاكمات شنان وزملائه، واعدامات على حامد وزملائه، ومحاكمات شيوعيين، على راسهم عبد الخالق محجوب، امين عام الحزب الشيوعي السوداني).
وذهبت الى "مكتبة الملايين" في المحطة الوسطى في الخرطوم، واشتريت نسختين من الكتاب. ووجدت ان الكتاب يباع ايضا في مكتبة "المواطن"، بالقرب من الجامع الجديد. ولاحظت ان كتبا ودوريات شيوعية توزع في المكتبتين، وفي مكتبات اخرى ...
"ويرلد ماركسست ريفيو" طبع بالانجليزية في براغ. ولابد ان النسخة الاصلية طبعت بالروسية في موسكو ...
لابد ان "اصدقاءنا" (حكومة عبود) سيقولون انهم لا يعرفون اي شئ عن كيفية وصول هذه الكتب والدوريات الشيوعية الى السودان.
لكن، يقدرون على تقديم احتجاجات الى الحكومتين الروسية والتشكيوسلوفاكية.
وكانت وزارة الاعلام طلبت من "يو اس اي اس" (المكتبة الامريكية في الخرطوم) نسخة من هذا الكتاب. لكن، افضل لو ان سعادتكم ارسل نسخة مع خطاب رسمي الى وزير الاعلام ... "
-------------------------
27-4-1960
خطاب ودي من السفير الى اللواء طلعت فريد، وزير الاعلام والعمل. ومع الخطاب نسخة من الكتاب. وفي الخطاب اشارة الى ان الكتاب يباع في مكتبة "الملايين"، ومكتبة "المواطن." ولا يوجد في الخطاب اي احتجاج، او اشارة الى احتجاجات الى روسيا وتشيكوسلوفاكيا ... "
-------------------------------
المقبول وزوجة طلعت فريد:
6-8-1960
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
" ... خلال شهري مايو ويونيو، قمنا باجراءات لارسال الاميرالاي الطاهر عبد الرحمن المقبول، الحاكم العسكري لمديريات الاستوائية وبحر الغزال واعالي النيل، الى المستشفى العسكري الامريكي في فرانكفورت للعلاج.
وايضا، زوجة اللواء طلعت فريد، عضو المجلس العسكري العالي، ووزير الاعلام والعمل.
وفي الحالتين، وصلتنا عبارات شكر كثيرة، ومكررة. وثناء على حسن العلاج في المستشفى ...
وسمع مصدرنا كلمات الثناء من الاميرالاي المقبول مباشرة بعد عودته من المستشفى ...
في وقت لاحق، اتصل المقبول بالسفارة شاكرا. واعتذر بانه لم يفعل ذلك بعد عودته مباشرة لانه سافر مباشرة الى اهله في سنجة ...
وبالنسبة لزوجة اللواء طلعت فريد، كنت زرته في مكتبه عندما كان "رئيسا بالانابة"، خلال زيارة الفريق عبود الى مصر ويوغسلافيا. وتحدثنا عن اراء معادية للولايات المتحدة في. صحف سودانية...
عندما وقفت لاودعه، طلب منى ان اجلس، لانه يريد ان يقول لى شيئا اخرا. وقضى عشرين دقيقة يتحدث عن المعاملة الحسنة التي لقيتها زوجته، وهو عندما كان معها، في المستشفى الامريكي في فرانكفورت.
وقال انه كان اتصل، اولا، بسفير المانيا الغربية في الخرطوم، الذي رحب بعلاج زوجته. وقال له: "ارسلها، ونحن سنتابع الموضوع." وراي فريد ان هذا ليس ردا كافيا. وقال ان اتصالاته معنا ادت الى ردود ايجابية، ومحددة، وسريعة. ووصله برنامج مفصل، بداية بتاريخ دخول زوجته المستشفى، والمكتب الذي يجب ان تقدم فيه نفسها ...
رأينا:
اولا: لان السودان يحكم حكما عسكريا، ويبدو ان ذلك سيستمر لفترة، نرى ان تقديم مساعدات انسانية وشخصية لكبار المسئولين في النظام، مثل العلاج الصحي، ستفيدنا اكثر من الاموال والاجراءات التي تكلفنا.
ثانيا: بالمقارنة مع وسائل اخرى لكسب الاصدقاء للولايات المتحدة، تكلف هذه الخدمات الانسانية قليلا جدا.
ثالثا: قال لنا مسئولون عسكريون سودانيون كبار انهم لا يثقون في المستشفي العسكري في الخرطوم. ويفضلون عليه المستشفيات الامريكية.
رابعا: لهذا، طلب منا عدد كبير منهم ارسالهم الى مستشفيات امريكية، للعلاج من امراض معينة، او امراض وهمية، او للتاكد من عدم وجود اى امراض ... "
---------------------------------------
"خطط" مصر:
18-8-1960
من: جميس موس، السفارة الامريكية، الخرطوم
الى: جيمس سكوايار، مدير قسم شمال افريقيا، الخارجية
" ... منذ 140 سنة، ظلت لمصر خطط نحو السودان. بدا الخطة الوالي (محمد علي باشا). وسار عليها الخديوات. والان دكتاتور (جمال عبد الناصر). ولا يمكن التقليل من قدرة المصريين على تنفيذ خططهم. وتوجد العوال الاتية:
اولا: للازهر وعلماء الدين المصريين سمعة كبيرة وسط السودانيين.
ثانيا: التجارة مع مصر عامل هام بالنسبة للسودانيين.
ثالثا: يعمل عدد كبير من السودانيين في مصر.
رابعا: يسيطر المصريون على المدارس والمساجد والاوقاف في السودان.
خامسا: تسيطر مصر، او تريد السيطرة، على جامعة الدول العربية.
سادسا: يخاف المسئولون السودانيون من اذاعة القاهرة والصحف المصرية.
سابعا: يتمتع عبد الناصر بسمعة هائلة تحقق له كثيرا من اهدافه ...
الأن، اضاف المصريون شيئين:
الاول: اتفاقية تقسيم ماء النيل، والتي يرى المسئولون السودانيون انها ضمنت للمصريين، لسنوات طويلة قادمة، السيطرة على المشاريع الزراعية في السودان ...
الثاني: علمت من مصادر كثيرة اثق فيها انه، خلال زيارة الفريق عبود للقاهرة مؤخرا، قال له عبد الناصر انه لا يريد من السودان ان ينضم الى الجمهورية العربية المتحدة (اتحاد مصر وسوريا: 1958-1961). لكن، تاكد عبود بان عبد الناصر سيتدخل في السودان في اي وقت يفعل فيه السودان ما لن يرض عبد الناصر ...
في الجانب الآخر، لا يقدر السودانيون على مواجهة مصر. كما ان الحكومة الحالية ضعيفة، ولا حتى تسيطر على سياستها الخارجية ...
وخلال مفاوضات تقسيم ماء النيل، قدم السودان تنازلا بعد تنازل. ثم اعلن ان الاتفاقية حفظت مصالح السودان. كما ان كل الزعماء السياسيين في السودان، بدون ان يعرفوا اي شئ عن الاتفاقية، ايدوها. ولهذا، الان، لن يقدروا على ادانتها بدون اعلان تناقض مواقفهم ...
اضف الى هذا ان طائفة الانصار هي الوحيدة التي تلتزم التزاما قويا باستقلال السودان. ولا توجد دولة ثالثة تقدر على تاييد السودان اذا تحدى المصريين. لهذا، يظل السودان معرضا للضغوط المصرية. ولا يمكن نفى احتمال ان تبتلع مصر السودان ... "
----------------------
سكان حلفا:
20-9-1960
مذكرة داخلية
الخارجية الامريكية
من: اي جي فريدمان
الموضوع: راي سكان حلفا في ترحيلهم
" ... خلال زيارتي مؤخرا الى حلفا، تابعت اراء الناس هناك في ترحيلهم. وطبعا، هذا هو موضوع الحديث الرئيسي خلال هذه الفترة ...
عارض كثير منهم الذهاب الى خشم القربة. وفضل بعضهم "جنوب الخرطوم"، وفضل اخرون وادي الخوى (الشمالية). لكن يبدو ان "جنوب الخرطوم" هو المكان المفضل.
وقال على احمد على، مدير مدرسة وادي حلفا المتوسطة، واخ د. محمد احمد علي، وزير الصحة، وعضو في اللجنة التي كونها سكان حلفا، والتي اختارت "جنوب الخرطوم"، ان هذا خيار الذين يتوقعون تعويضات كثيرة، ويريدون استثمارها في الاراضي هناك. وقال ان عددا كبيرا من هؤلاء يريدون "السكن والعمل في الخرطوم، ثم قضاء عطلة نهاية الاسبوع في ضواحيهم الراقية ... "
وقال ان هؤلاء يفضلون مصالحهم الخاصة لان اغلبية سكان حلفا لا يتوقعون تعويضات كبيرة. واضاف: "يخدعون الشعب"...
وفضل هو وادي الخوى للاسباب الأتية:
اولا: يشبه حلفا في المناخ.
ثانيا: منطقة زراعة النخيل والقمح.
ثالثا: منطقة نوبية وتراث نوبي.
لكنه انتقد بعده عن الاسواق، ووعورة الطرق اليه ومنه ...
رأيي:
لانى لا اعرف كثيرا في الموضوع، فضلت عدم الدخول في تفاصيل. وايضا، عدم ابداء راي اميركي رسمي، وهو كان سالني عن ذلك ... "
-----------------------------
مظاهرات:
3-11-1960
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... بعد هدوء شهور، هبت مظاهرات في مدن سودانية رئيسية بعد اعلان نظام الفريق عبود بان سكان حلفا، الذين ستغرق مناطقهم بعد بناء السد العالي، سوف يرحلون الى خشم القربة...
بدات المظاهرات يوم 22-10، عندما زار وفد وزاري حلفا، واعلن ان اربعين الف شخص تقريبا يجب ان يرحلوا قبل يونيو عام 1963، وذلك حسب اتفاقية تقسيم ماء النيل مع مصر. لكن، جاء القرار مفاجأ لاهالي حلفا لان الفريق عبود كان اعلن انهم سيختارون المكان الذي سيرحلون اليه. وجرح في المظاهرات اربعين شخصا تقريبا، واعتقل ثلاثون شخصا تقريبا ...
ثم انتقلت المظاهرات الى مدن اخرى، ومعها اعتقالات واصابات. وفي الخرطوم، تظاهر سكان حلفا، ومؤيدوهم، وذهبوا الى منزل الفريق عبود، ومنازل وزراء. وارتدت نسوة ملابس الحداد السوداء، وانشدن اناشيد حزن، وكان احباء لهن ماتوا.
في البداية، كان هدف المظاهرات هو اعطاء سكان حلفا حق اختيار المكان الذي سيرحلون اليه. ثم تحول الهدف الى معارضة اتفاقية تقسيم ماء النيل مع مصر. ثم الى ادانة نظام عبود لتوقيعه عليها ...
حسب معلومات مصادرنا، تحول قادة المظاهرات الى ادانة الاتفاقية لمعرفتهم بان كثيرا من المراقبين المحايدين يرون الاتفاقية غير عادلة بالنسبة للسودان. ويقولون ان الوفد السوداني لمفاوضات تقسيم ماء النيل في القاهرة (بقيادة اللواء طلعت فريد، وزير الاعلام والعمل) تعرض لضغوط من المصريين، ووافق بسبب جهله، وبسبب الرشوة ...
(تعليق: لا توجد تفاصيل في هذه الوثيقة عن موضوع "الرشوة"، رغم انه يثار كثيرا عند الحديث عن اسباب توقيع المفاوضين السودانيين على الاتفاقية. وايضا، تثار مواضيع عن اغراءات اخرى للمفاوضين).
حسب معلوماتنا، تعاون قادة في حزبي الامة والوطني الاتحادي مع قادة المظاهرات. وصار واضحا ان هناك اتفاقا على ان الهدف النهائي هو اسقاط نظام عبود. غير ان الشيوعيين لم يشتركوا في هذه المظاهرات. ونعتقد ان طلبهم بالاشتراك رفض ...
(تعليق: هل سبب ذلك ان الشيوعيين ايدوا اتفاقية تقسيم ماء النيل؟)
حسب معلومات مصادرنا، زاد الشيوعيين منشوراتهم ضد نظام عبود. وحاولوا الانضمام الى مظاهرات سكان حلفا. لكن، قالت مصادرنا داخل كل من المجموعات الثلاثة ان هذه المجموعات قالت انها لا تريد الاشتراك مع الشيوعيين ...
نقطة اخرى: لا تعرف هذه المجموعات الثلاثة ماذا ستفعل نحو الزيارة المتوقعة للرئيس المصري جمال عبد الناصر، لحضور احتفالات الذكرى الثانية لثورة عبود. قال قادة فيها انهم سيضغطون لمنع الزيارة. وقال أخرون انهم سيتظاهرون ضد عبد الناصر، ويحملونه مسئولية الاتفاقية "غير العادلة ... "
وسننتظر لنرى ماذا سيحدث ...
ويوم 31-10، اطلق نظام عبود سراح كثير من الذين كانوا اعتقلوا في المظاهرات. وقدم 45 لمحاكمات سرية. من بين هؤلاء: محمد توفيق، مدير سابق لمصلحة العمل، وكان فصل بسبب قيادته واحدة من المظاهرات. ومحمود ابراهيم احمد، ابن وزير المالية السابق. ومحامي مشهور، ومغنى مشهور.
(تعليق: لم تشر الوثيقة الى اسم المحامي، والمغنى هو محمد وردي، كما في القائمة ادناه)
راينا (راي السفارة):
اولا: صار واضحا ان معارضي نظام عبود يستغلون موضوع حلفا لاسقاط النظام. وبعد هدوء سنة تقريبا، يبدو ان السودان سيشهد تحركات علنية هامة ضد النظام.
ثانيا: قرار عبود بترحيل سكان حلفا الى خشم القربة، بعد ان كان وعدهم بان يختاروا المكان الذين يريدون ان يرحلوا اليه، هو نقض واضح لوعد من نظام عبود. ولهذا، يمكن اعتباره اساءة للشعب السوداني.
ثالثا: لا يشارك سكان حلفا بقية السودانيين الشماليين في صفات عرقية وثقافية. انهم اعلى تعليما، ويكثر عددهم في المناصب الحكومية الهامة. ولهذا، يقدرون على خلق عدم استقرار، رغم قلة عددهم.
رابعا: مهما حدث لهذه المظاهرات في المستقبل، صارت نقطة تحول لانها مواجهة رئيسية للنظام العسكري المنعزل عن اراء المدنيين، والذي يعامل المدنيين وكانهم عسكريين.
ربما سيلجا عبود لمزيد من الكبت، لكن تبقى هذه المظاهرات تحديا، ونقطة تحول ... "
-------------------
قائمة:
المعتقلون في مظاهرات الخرطوم:
محمد توفيق، مدير مصلحة العمل. صالح محمود اسماعيل، محاسب. عبد المنعم مختار، وزارة المالية. خليل محمد احمد، تلفونات القصر. احمد صادق خليل، وزارة التعليم. سيد شريف، رجل اعمال. محمد دهب كبارة، ضابط صحة. احمد خليل محمد، وكيل بريد اروما. محمد كباره، رجل اعمال. محمد عثمان وردي، مغنى مشهور. عبدو دهب، رجل اعمال. احمد عبدو علوب، رجل اعمال. انور توفيق، مترجم في السفارة البريطانية. محمود ابراهيم احمد، مكتب المعونة الاميركية بوزارة المالية. محمد ابراهيم طاهر، صحفي ...
ومن طلاب الجامعات: عبد الله احمد موسى، عبد الله حسن عبد الرحمن، فاروق محمد كدودة ...
وعدد من طلاب الثانويات ... "
-----------------------
زيارة عبد الناصر:
18-11-1960
من: السفير الامريكي، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
نسخ الى السفراء في: القاهرة، لندن، اديس ابابا
" ... في خطابه في العشاء الرسمي على شرف الرئيس المصري جمال عبد الناصر، اشاد الفريق عبود بالعلاقات بين البلدين. وتحدث عن "روابط الاخوة بين شعبي وادي النيل. ولن ينسى السوانيون ابدا الدور الهام الذي قدمتهما الثورة المصرية، بقيادتكم الحكيمة، في نضالهم من اجل الاستقلال." ودعا عبود الى تحرير بقية الدول الافريقية التي لا تزال تحت الاستعمار الغربي. وانتقد محاولات الدول الامبريالية للعودة الى الدول الافريقية التي نالت استقلالها. وقال ان هذه المحاولات مباشرة، مثل في الكونغو، وغير مباشرة ...
(تعليق: في نفس ذلك الوقت، كان عبود تحالف مع الاميركيين لدعم الحكومة المؤيدة للغرب في الكونغو. ولمواجهة معارضة انصار باتريس لوممبا، اول رئيس لوزرء الكونغو. والذي قتل في ظروف غامضة، اتهمت فيها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي اى ايه".
وفي نفس ذلك الوقت، توترت العلاقة بين عبود وعبد الناصر الذي كان يريد ارسال اسلحة الى انصار لوممبا عبر السودان. لكن، بالتعاون مع امريكا، عرقل عبود ذلك.
هذه المعلومات مفصلة في الحلقات السابقة عن سياسة عبود في جنوب السودان).
بعد خطاب عبود، رد الرئيس عبد الناصر، وايضا تحدث عن العلاقات القوية بين الشعبين. ومما قال: "المعارك من اجل الحرية، في بلدكم، وفي بلاد اخرى، تهم شعوب كل البلاد. لم يكن الاعتداء الامبريالي على قناة السويس اعتداءا على مصر فقط. والان، ليس الاعتداء الامبريالي على شعب الكونغو يهم الكونغو فقط ...
(تعليق: يلاحظ هنا نقد عبد الناصر لتحالف عبود مع الامريكيين)
وفي خطاب عبود الى الشعب السوداني في العرض العسكري يوم احتفالات ذكرى ثورته، لم يعلن شيئا هاما. غير اعلانه تشكيل لجنة برئاسة رئيس القضاء ابو رنات لتنظيم الحكم المحلي. وقال عبود: "ستكون للمجالس المحلية سلطات كاملة لادارة شئونها، ولمجالس المديريات سلطات التنسيق وتطوير البرامج التنموية على مستوى المديرية... "
--------------------------
حلقات قادمة:
22. "ديمقراطية عبود": المجلس المركزي.
23. عبود بين امريكا وروسيا.
-------------
1.وثائق ثورة اكتوبر (1964).
----------------------------------
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.