--------------------- شمس وجهك الوقورحاصرت قبائل التتر تسلقت جدار سجنهم! توزعت على الزنازين.. وفوق قمم الجبال والسهوب وردة من اللهيب! يؤذّن الصباح والقبيلة التي تأهبت لحفلة العرس.. ومهرجان الموت أكملت مراسم الزفافْ وعلّقت على النخيل جثث المغامرين طرّزت بورد عمرك الضفاف ! وشمس وجهك الوقور .. حاصرت قبائل التتر تدفق الضياء عبر نافذات السجن شلالاً من الحليب والمطرْ لموكب العصر الجديد تشرئبُّ روحنا ! وأجمل البلاد فارقت مواسم الحدادْ جوهانسبيرج..أنتِ أجمل البلادْ ! دماء أشجع الرجال من جوهانسبيرجْ دموع أشرف النساء من جوهانسبيرج هدير ثورة الجياعِ من جوهانسبيرج ! وأنت شمسها التي تسلقت حوائط السجونْ وحاصرت قبائل التترْ !! توزعت على الزنازينِ وفوق قمم الجبال شلالاً من الضياءِ والمطرْ! يسقط هذا الحاجزُ الوهميُّ بين لونِ القطنِ ناصعِ البياض..زاهياً وبين لون الفحمْ ! نستبدل اليوم كراسينا ندس وردة الحبِّ النبيل في خلايا اللحمْ نستبدلُ الألوانَ بالرّقصِ الجميل.. بهدير الطبلْ! ونحرق التابوت ، نحتفي بالفرح الطالع .. مثلَ وردةٍ من نهرِ دمْ! من ذلك الدمِ المسفوحِ من أطفالنا في زردِ الحديدِ في "سويتو" ! ورقصة الغابِ استباح طبلُها الوهادْ جوهانسبيرج ..أنتِ أجملُ البلادْ ! نرسم حدّاً فاصلاً ما بين نعرةِ القبيلِ .. وامتيازِ اللّون ْ نفلّ بالنضال والحبِ النبيل زردَ الحديدْ تكلّمْ أيها الجرحُ المضيءُ كيف ذرُّوا في شفاهك الملحَ وكيف قيدوك.. ثم صرْتَ للجلاّدِ قيدْ ؟ شموخُك العجيبُ حيّر السجانَ..دوّخ الحديدْ ! وأيَ صبرٍ يا أيوبَ عصرنا لبسته .. حتى جفاك الصبر ؟ تكلم أيها الجرح المضيء كيف حاصروا الشمسَ وصادروا شعاعَها إذْ حاصروكْ؟ وهل تذكّر المغامرون الآن ترهات العدل ثم أطلقوك؟! ** *** ** ها نحن ننتهي إلى بوابةِ العصرِ الجديد أفريقيا تنهض ..تستحم .. تنفض السباتَ من جفونِها لمجدها نوزّع العطورَ والورودْ جئناك أيها العصر الجديد جئناك لا نهابُ فافتح الكُوى لعاشقيك إفتح الكوى لعاشقيكْ !! الخرطوم ، مارس 1990م ------------------------- كتبت هذه القصيدة عقب إطلاق سراح المناضل العظيم [email protected]