حذر، تجمع لمنظمات المجتمع المدني السودانيه، من ان هناك اكثر من 165 الف طفل في مناطق جنوب كردفان والنيل الازرق معرضون لتهديد امراض شلل الاطفال والحمي الصفراء وسوء التغذية، ودعا لقيام حملة شعبيه لتقديم حزمة متكاملة من المساعدات الانسانية لسكان هذه المناطق، بعيدا عن اطراف الصراع السياسي والعسكري، الجاري هناك. وطالب، رئيس كونفدرالية المجتمع المدني، الدكتور الباقر العفيف، في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمرصد السوداني لحقوق الإنسان، الثلاثاء، والمتزامن مع ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنته الأممالمتحدة في العاشر من ديسمبر 1948 ، طالب كل المؤسسات والمنظمات الإنسانية والحقوقية للانضمام والمشاركة في الحملة الشعبية لتطعيم الأطفال بجنوب كردفان والنيل الأزرق، لاسيما بعد فشل منظمات الأممالمتحدة في "الوصول لتقديم المساعدات لهؤلاء الأطفال". واوضح العفيف، مدير مركز الخاتم عدلان الذي تم اغلاقه آواخر العام الماضي بواسطة السلطات، بأن خطر إنتشار الفيروس الوبائي لشلل الأطفال الذي يواجهه الأطفال في مناطق النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق يعتبر "إنتهاك لحقوق الإنسان كافة" ، ودعا للتصدي له بالصوت العالي، والتظاهر للضغط على أطراف النزاع من أجل "السماح بوصول الأمصال إلى المنطقتين". فيما ابدي، المحامي والخبير القانوني، نبيل اديب، رفضه لاستخدام الخدمات الطبية والغذائية كسلاح في الحرب، وقال أن الواجب الأساسي ليس هو الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان في ذكرى اليوم العالمي لحقوقه، وإنما لفت الإنتباه لقضايا أكثر خطورة في المجتمع، وأبرزها على الإطلاق "حق الإنسان في الحياة الكريمة". ووصف، نقيب أطباء السودان، الدكتور احمد الشيخ، عدم وصول الأمصال للأطفال "بالشروع في عملية الابادة الجماعيه"، حسب وصفه، وابدي استعدادهم للمشاركة في الحمله عبر كوادرهم الطبيه، كاشفاً عن أن تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال مرتبط لحد كبير بعمر الطفل، ممايعرض الكثيرين للإصابة حالة عدم تطعيمهم في الزمان المحدد، وأضاف تهديد حياة الناس "بالأمراض الوبائية أخطر من تهديدهم بالرصاص وقنابل الطائرات العنقودية". وأعلن مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية، فى سبتمبر الماضى، عن موافقة الحركة الشعبية على قيام حملة التطعيم ضد شلل الاطفال من الاراضي السودانية وعن دعوتها لتنظيمها في اسرع وقت ممكن. ووافقت الحكومة، مؤخراً، على حملة التطعيم بعد ان كانت تضع جملة من الاشتراطات لتنفيذها في مقدمتها ان تشرف هي على شحن وتسليم الاغراض الخاصة بالتطعيم، وان تتم العملية من داخل السودان، لا من خارجه الامر الذى رفضته الحركة الشعبية. وكانت الحركة ترفض في الماضي انطلاق الحملة من داخل الاراضي السودانية، وتطالب بأن تتم عبر الحدود من إثیوبیا أو كینیا. كما كانت ترفض نقل اللقاح من المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني وتقول ان من "يقصف الامهات والاطفال غير مؤتمن على صحتهم". لكن منظمة الاممالمتحدة لرعاية الامومة والطفولة "يونسيف" اعلنت نهاية نوفمبر الماضى عجزها عن تحصين نحو (600) الف طفل في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ضد مرض الحصبة القاتل بسبب تردي الاوضاع الامنية ، ودعت المنظمة الأممية الحكومة والحركات المسلحة إلى تمكين فرق التحصين من الوصول الى الاطفال المستهدفين ، وتدعم اليونسيف الحمله بمبلغ (10.6) مليون دولار تمثل (80%) من تكلفة الحملة . وكان منتظرا ان يمهد القيام بحملة التطعيم، الطريق لاتفاق حول وصول المساعدات الانسانية للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة والتي ترفض الخرطوم السماح بها دون الاشراف عليها والتأكد من عدم استفادة مقاتلي الجيش الشعبي منها. وتشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق مواجهات بين الجيش السوداني، وقوات الجبهة الثورية السودانيه، منذ اكثر من عامين، في اعقاب استقلال جنوب السودان الذي كان يتحالف مع الحركة الشعبية، اكبر فصائل الجبهة الثورية.