بدعوة كريمة من الأخ الفريق أول (أمن) محمد عطا المولى المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني ورئيس مجلس أمناء الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية، حضرتُ حفل تخريج حاملي درجة الماجستير وزمالة الأمن الوطني رقم (7) ودورة الدبلوم رقم (5)، وبتشريف الأخ الرئيس عمر البشير لهذا الحفل. وكان لافتاً أنْ الحضور الكثيف، ترقَّب أنْ تتضمن كلمة الأخ الرئيس عمر البشير بعضاً عن مرئياته تجاه التغييرات الأخيرة، والحديث عن البرامج والسياسات المصاحبة لإكمال التغيير الوزاري الذي حدث يوم الأحد 8 ديسمبر الحالي، باعتبار أنَّ هذا الحفل يعدُّ أولَ مناسبة يتحدث فيها الرئيس البشير بعد اجتماع المكتب القيادي أول من أمس حول ضرورة إكمال التصورات والدراسات الخاصة بالبرامج والسياسات التي سيعمل الوزراء الجُّدد على إنفاذها في الفترة المقبلة، ومن ثمَّ الإعداد للانتخابات المقبلة، إكمالاً للبرامج والسياسات التي ستُطرح في القريب العاجل. لكن الأخ الرئيس عمر البشير نأى بنفسه عن هذا الأمر، وركَّز حديثه على المناسبة، حيث ثمَّن جهود الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية في تأهيل القادة، وإعداد الخبراء في المجالات كافة، لتحقيق النهضة الشاملة للبلاد، مؤكداً أنَّ التأهيل الأكاديمي سيكون ضمن المعايير التي ستضعها الدولة كشرط أساسي للترقي في الخدمة المدنية، كما هو الحال في الخدمة العسكرية. وعقب الانتهاء من مراسم الحفل، دُعي الضيوف لتناول طعام الإفطار في معية الأخ الرئيس عمر البشير، ومن جميل المصادفات أنني وجدت نفسي في مائدة بالقرب من مائدة الأخ الرئيس، وعلى يمينه الأخ الصديق العقيد عبدالرحمن الصادق الصديق المهدي مساعد رئيس الجمهورية، فبادر تلطفاً بالحديث عن صحيفة "التغيير"، مشيداً بأدائها المهني، ومؤكداً حرصه على قراءتها، وإذا بالأخ الرئيس البشير يتحدث مشيداً أيضاً بمهنية صحيفة "التغيير"، ومحذراً في الوقت نفسه إياي مِن اتباع رُسلائي الصحافيين في عدم الانضباط المهني، بغرض الإثارة، مما يعني غياب هذا التميز والتفرد، والخروج عن المهنية والمصداقية، ففي رأيه أنَّ بعض الصحافيين مهنيون والبعض الآخر غير مهنيين. وأيده في هذا الرأي الأخ الصديق كمال عبيد وزير الإعلام الأسبق ومدير جامعة أفريقيا العالمية، مؤكداً أهمية الالتزام بالمهنية، ومراعاة المصداقية في العمل الصحافي والإعلامي. وأحسب أنه من الضروري أن يستغل الصحافي، مثل هذه المساحة الحميمية، في التجرؤ على طلب إجراء حوار صحافي مع السيد رئيس الجمهورية حول التغييرات التي أجراها مؤخراً بإعلان التشكيل الوزاري الجديد صباح يوم الأحد قبل الماضي. عليه، قلت للأخ الرئيس، هلا سمحت لي بإجراء حوار، فقال لي "يجب أن تنتظر حتى نعلن القرارات المتعلقة بالبرامج والسياسات التي ينبغي أن يعمل القدامى والجدد في مستويات المسؤولية المختلفة على إنفاذها. فقلت له شاكراً، جميلاً أن تعدني بهذا الحوار بعد الإفصاح عن البرامج والسياسات للحكومة الجديدة. وسارعت بسؤال عفوي آخر، الأخ الرئيس، كنت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي تعقد لقاءً دورياً أسبوعياً، كل أربعاء، مع رؤساء التحرير ومديري الأجهزة الإعلامية الرسمية، وفجأة توقفت هذه اللقاءات، فعاجلني بالرد الحاسم "السبب يا إمام أصحابك، نحدثهم عن شيء فيكتبون أشياء أخرى، بغرض الإثارة، فرأينا وقف هذه اللقاءات، ولكنه واصل حديثه قائلاً: سننظم لقاءً شهرياً مع رؤساء التحرير ومديري الأجهزة الإعلامية، وسنعلن عن تفاصيل ذلكم قريباً. فهكذا ظفرت في تلكم الجلسة الطيبة، والإفطار الشهي على تصريح رئاسي يتيح لي ولرسلائي رؤساء التحرير، الحصول على المعلومات الصحيحة من رأس الدولة للاضطلاع بمهامنا الصحافية على الوجه الأكمل في تمليك المعلومة لشرائح مجتمعية مختلفة، والقيام بدورنا في التأثير الإيجابي على مكونات الرأي العام وموجهاته. وفي الساعة الثانية من ظهر أمس (الأحد)، كان لنا لقاء آخر مع الأخ الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية، مع نفر من رسلائي رؤساء التحرير ومديري الأجهزة الإعلامية وبعض الكتاب، في القصر الجمهوري، حيث تحدث الأخ الصديق ياسر يوسف وزير الدولة في وزارة الإعلام، عن أهمية مثل هذه اللقاءات بين أهل الصحافة والإعلام والمسؤولين في الدولة، من أجل تمليك المعلومات والحقائق المتعلقة بأعمال الدولة على الأصعدة المختلفة. أما الأخ بكري حسن صالح، فقد أكد الدور الطليعي الذي يلعبه الإعلام تجاه القضايا الوطنية، معرباً عن أمله أن تسهم الوسائط الصحافية والإعلامية في توعية وقيادة الرأي العام من خلال تمليكه الحقائق، في ما يتعلق بالأحداث خلال الفترة المقبلة. أخلص إلى أن يوم أمس (الأحد) بالنسبة لبعض الصحافيين، وأنا من بينهم، يوم حافل بالنشاط والوعد الصادق، بأن الجميع سيعمل من أجل إرساء معالم في الطريق لتحقيق السلام ومن ثم الاستقرار، والدفع بأسباب التنمية المستدامة والازدهار لهذا الوطن الحبيب. ===== ////////////