انفجر الصراع الخفي بين التيارين العسكري الذى يقود سلفا كير ومجموعته وتيار السياسيين حيث ان هذا الصراع تاريخى منذ عام 2004 عندما ظهر تيارين احدهما بزعامه الزعيم د.جون قرنق والاخر مع القائد سلفا كير وانعكاس ذلك على مسيرة الحركة الشعبية خلال الفترة الانتقالية وصراع مجموعة تيلاردنيق ولام اكول واليواجانق مع مجموعة باقان اموم ودنيق الو وعبدالعزير الحلو وياسر عرمان ونيال دنيق او كان يسميه التيار المناؤى (باولاد قرنق) الاان الظروف الحاسمه فى ذلك الوقت حالة دون انفجار الصراع الحزبى بصورة قوية وتراجعت حده الصراع بين التيارين بعد انشقاق لام اكول وتكوين الحركة الشعبية التغيير وبعد انجلاء الظروف الاستثنائية المتمثلة فى انقضاء الفترة الانتقالية وتحقيق الانفصال ,برز الصراع بين التيارين العسكري والسياسى النخبوى الايدلوجيا حيث اراد سلفا ابعاد خصومه بالقوة بعد ظهور اصوات تنادى بالاصلاح وبناء المؤسسات بعيدا عن الولاءات الحزبية والشخصية الاان هذا المطالب اصبحت ترعب كير الامر الذى جعله يكون اكثر قربا وودا لنظام الخرطوم فى تقديرى هذا المحاولة التى قام به كير تشبه قرارات رمضان (مفاصله الاسلاميين ) التى ابعدت التيار الايدلوجيا السياسى وتمكين التيار العسكرى على مقاليد السلطة فكير كان يرغب فى صنع انقلاب ناعم بابعاد خصومه .اعتقد ان الصراع صراعا سياسيا نشب تزامنا مع انعقاد مجلس التحرير فمن الصعب ان نقول صراع قبلى بين الدنيكا والنوير لان تعبان دينق وجميس هوت رئيس هيئة الاركان المشتركة من اشد المقربين لسلفا فكيف يقف هؤلاء ضد اهلهم ,اما المعتقلين دنيق الو و فيرسواتق وبيكا قرنق فهم من الدنيكا فكيف يعتقل اهله ان كان الصراع قبلى .الصراعات سواء كانت سياسية او عرقية او قبلية تمثل الطريق الصحيح نحو المصالحة الوطنية والتسوية الشاملة بعد الموت وحدوث المجاز يصل اطراف الصراع الى قناعه راسخه بانه لافائده من الحرب والصراع وهنالك الكثير من الشواهد حيث استمرت الحرب بين الهوتو الاغلبية المضطهد والتوتسى الاقلية المهيمنة وبعد ثلاث اعوام توصل الطرفان الى تسوية شاملة عاشت روندا فى سلام واستقرار ,كذلك الصراع بين الزنوج ونظام الايارتيد استمر الصراع عشرات الاعوام لذا الان نرى اين هى جنوب افريقيا كثرة الموت والتشرد تولد رغبة التعايش السلمى والمساواة بين افراد المجتمعات اعتقد ان جنوب السودان فى الطريق الصحيح لان مايحدث حرب شاملة وليست فى الاطراف كما هوالحال عندنا فى السودان فاذا ارادنا ان نبدء عملية المصالحة والتسوية الشامله يجب ان تعم الحرب كل الوطن وادارة الصراع يمثل سلاح ذوى حدين ام ان تكون دولة الجنوب فى المستقبل دولة متطوره ومتقدمه بعد المصالحه الشاملة وام ان يفشل ابناء الجنوب فى ادارة الصراع فيتحول الجنوب الى صومال اخر فى القرن الافريقى . محمد على تورشين باحث وكاتب [email protected]