إلى الخانقين مما كتبه الأستاذ طاهر ساتي عن النوبة والنوبية أقول لهم :- مهلا إخوتي لا تنزعجوا بما كتبه (طاهر ساتي) في عموده فالرجل تناول تعريفا واضحا للغة وللقوم من مصدر واحد ولا نشك ولا نختلف مع ذاك التعريف الذي نقله .. بل نعُض عليه بالنواجذ لأنه مطابق لحالنا ووصفنا المجتمعي . ربما لنا أن نختلف معه في تناوله للأطروحة بمفهومه الذي عجز عن إدراك معاني الانتماء ومركز انطلاقته . فلا وطن لمن لا أصل وجود له ، ولا مرجعية ثابتة . ففي سبيل المثال ....عندما توجه الأستاذ طاهر ساتي أو إي أحد من مواطني دولة السودان إلى مكاتب الدولة القائمة وقتها لاستصدار شهادة (الجنسية) وجد فيها من المسؤولين من يسأله عن موطنة وعن أهله وعشيرته .. وأنا اعلم جيدا بان الأستاذ طاهر ساتي(نوبي ) من دنقلا فان لم يكن طاهر ساتي منتميا إلى (النوبية) لما اعُتمد منحه شهادة الجنسية السودانية التي هو (وغيره من أمثال حسين خوجلي) يدعون بموجبها (الوطنية أو العروبية ) والتي من الممكن ان يدعيها الكثيرون ممن لا أصل لهم . فإذا تمعن الأستاذ الطاهر ساتي (وظني انه فاعل لا محالة ) سيكتشف أن ما كتبه عن اللغة النوبية فيه إجحاف وتنكر مرفوض . وسيعود إلى رشده ويقر بان ذلك كان مجرد هراء الغرض منه إظهار خصومة سياسية أو فكرية مع من ورد أسماؤهم في ذاك المقال . التاريخ و الجغرافيا و الرياضيات وكل علوم الدنيا تقر وتعترف بأن نقطة المركز . هي الأصل. فمنها تكون البداية، والانطلاقة، والاستقامة.. منها تستطيع أن ترسم دوائر كثيرة ومتداخلة ، الأقرب منها إلى المركز هي أصل الانتماء .. وبعدها كل (دوائر الرغبات والأوليات ) لها أن تكون متبدلة. مثلا. الجنسية وكذلك الديانات وغيرها. لها أن تتبدل!.. و لا يستطيع كائن ما كان أن يبدل أصل انتماءه ... فعلى الأستاذ طاهر ساتي وكل جموع النوبيين أن يرددوا معي تلك هي نوبيتي وأصلي و ذاتي و كياني. لا تبديل لها، ولا تنازل عنها، و لا بقاء بدونها. محمد سليمان أحمد – ولياب [email protected] الرياض 26 ديسمبر 2003 * حاشية : ليس (ولياب و ساتي وخوجلي ) بمفردات عربية