[email protected] قبل ما يقارب العام تفاجئت قوات الأمن بالمطار بتدافع الألوف جراء سماعهم بوفاة الفنان الشاب ..جموع المتظاهرين اقتحمت المطار عصرا ..تم أحتلال كامل المدرجات ..أجبرت الطائرات القادمة للخرطوم علي تغيير وجهتها ..تم تحطيم زجاج بعض منها ..وذات الجماهير الغاضبة والحزينة ..تستقبل جثمان بالبكاء والعويل الحار ..عند التشييع ودفن الجثمان .أستلقي بعض المعجبين علي القبر المخصص ..طالبين الدفن مع الجثمان .رافضين أي وساطات ..تلك الاشارات ساعتها أفرزت مجموعة من الأستفهامات العديدة عن علاقة الفنان بمعجبيه وأن أعتبرها كثيرون دخيلة ومن باب الهوس الفني الذي يجعل المعجبين يأتون بكل غريب في الأفعال والسلوك .. وغير بعيد لذلك .فقد حفلت أمسيات الخرطوم بأساليب دخيلة في عالم الفن .فقد أفرز ذلك التعصب هوسا ملحوظا جعلنا نسمع كل يوم جديدا في العادات ونشازا في التقليعات .فقد تجاوزنا إغماءات المعجبين والتدافع لتقبيل الفنانين وأحتضانهم الي سلوك دخيل بمعني الكلمة ينبغي مجابهته بكل حزم ولو أدي ذلك لأعتزال الفنان بعينه والبحث له عن رزق جديد يبعده عن الشبهة ويتجاوز به حد الحرمة فقد أوشك الهوس ان يحيل الفن الي بواعث الحرمة ومزالق التجريم فقد سجد (صراحة) أحد المعجبين لفنانه المفضل تحت قدميه ..وأصحاب البصيرة من الجمهور . يبادرون لضربه وتعنيفه . والحفل المقام يتحول لساحة من الهرج والمرج لذلك السلوك الدخيل . والفنان (المعبود) من الجمهور يدين ذلك المسلك ويعتبر نفسه في حل من تلك التصرفات التي بحسب زعمه تكررت كثيرا .. وإسباغ الرضا عليها في وجود الجمهور (المتعصب) كفيل بتكرارها .واعتبارها أعتيادية في عالم الهوس الفني الدخيل علينا .. أن يصل الهوس الفني لذلك الحد فهذا أمر لا ينبغي السكوت عليه ..وكما قلت فقد سكتنا باختيارنا علي أساليب دخيلة ..تجاوزها الناس فأضحت في باب (المباحات) .فغابت عنها الدهشة والاستغراب في مجتمع محافظ .. كانت تنشد به الدولة مشروعا حضاريا .فأضحي ذلك المشروع أثرا بعد عين ..فعاجلته المنية وأضحي في الغابرين .وطغت كل مثالب (العالم) واقعا قبيحا في مجتمعنا ..وأفرز ذلك سجودا تحت قدمي الفنان كناية في الإعجاب والعبادة المطلقة .. تلك الواقعة والوقائع المذكورة دخيلة علي واقعنا (البسيط).. فقد امتدت مسيرة الفن لعقود طويلة كان القاسم المشترك فيها بين الفنان ومعجبيه الأعجاب والاحترام المتبادل .لم نري تعصبا وعصبية بغيضة ..لم تقع أعيننا فيه علي قبيح في المظهر أو السلوك أو الأعجاب ..فتجاوز فننا واقعنا الي المحيط الخارجي أعجابا وتغني وسفارة ..ولكن ختام المسيرة أضحي مستنكرا من بعضنا ومهاجما من كثيرا وسهام النقد موجهة اليه من البعض الآخر ..كل ذلك غفلت عنه الدولة وأصمت أذنها عنه أحتراما للفن ودوره ومكانته في تهذيب الذوق وتقريب المسافات بالمفردات النبيلة .ولكن تلك التصرفات الدخيلة تعيد الفن لواجهة الأحداث نقدا وتجريما وتحريما .. سلوك دخيل بات يعتري المؤسسة الفنية علي تعدد منسوبيها من طائفة المعجبين .الذي بات كل تقليد دخيل ينال رضا القائمين عليه من باب الحب والأعجاب المبين ..وطوفان التقليد يجلب لنا كل دخيل في السلوك والتصرفات ولعل سجود المعجب صراحة لذلك الفنان يجعلنا ندق ناقوس الخطر فما عاد للسكوت سبيل ....فقد أحتل المعجبين القبر تزاحما للجثمان في رقدته . وسجد ذلك المهووس تحت أقدام فنانه .. والساحة حبلي بكل دخيل ان لم تتدارك الأمور . ويحسم ذلك التفلت .. فقد أوشك ذلك الأعجاب (الدخيل) ان يحيل الفن الي مراقي العبادة. نسأل الله السلامة ..