[email protected] بقلم:-أ/ محمد محجوب محي الدين تظل الإجابة علي سؤال الراهن بشكله المتكلس في جميع مظاهره السياسية والإجتماعية والثقافية والفكرية والإقتصادية في السودان حبيس لحظة إستيقاظ قوي التغيير ونقد ذاتها وقرع ابواب جديدة لطرق مسارها وبناء نغسها وإعادة قراءة بيئتها الداخلية والخارجية وعوامل التأثير والتأثر وعوامل النجاح والفشل والتبصر في ظروفها الراهنه والمحيطه بها ولوازم خطهها التكتيكية والإستراتيجية. أحد هذه القضايا المهمه التي يجب عليها ان تدركها وقد تناولته في إحدي المقالات السابقة هو ضرورة إقامة حلف إستراتيجي للقوي الديمفراطية والإنخراط في عملية التغيير الإجتماعي عبر مشروع تنويري وإقامة جبهة ثقافية ليتكامل النضال بشقيه الأفقي والرأسي لتحقيق هذه الأهداف. إن تشريح عملية التغيير تكشف عن عمق سبر اغوار الإحاطه بكافة الجوانب للإجابة علي هذه الأسئلة عبر ذات القوي التي علي عاتقها إنجاز هذا المشروع - فربع قرن من الإستبداد والفساد والكهنوت يكشف عن إستطالة أمد ضعف قوي التغيير بسبب حقيقه يجب إدراكها وهي الطبيعه الإقتصادية الإجتماعية للنظام والمجتمع المتمثل في الريع كوظيفه وسلوك إجتماعي جعل من المواطنون يرتبطون بالنظام والدوله كمصدر للعماله والتوظيف والثروة. ذلك الريع الذي يفتقد للنظرة الإنتاجية والدور الإنتاجي وتستفيد عناصره من دون ان تكون مساهمه في الإنتاج بل تحتكر فئات محدده من المجتمع الفائده الكلية من الريع وهي بالطبع تلك الفئات التي ترتبط بالدولة وهي بلاشك عناصر المشروع الإسلاموي العروبي التي ظلت تهيمن تاريخيا علي الدولة في السودان وهي التي بإختلاف نخبها ظلت تعيق مشروع التغيير وتقطع انتصاراتها بالمساومات والإنكسارات لإنقاذ مصالحها وتحالفاتها التاريخية. إن هذا السلوك الإقتصادي الإجتماعي له جذوره الإجتماعية الداعمه لمنظوماتها السياسيه والفكرية التي تمثله نخبها الفاعلة سياسيا وعليه له تقاطعاته الإجتماعية والسياسيه مع قوي الإنتاج التي ظلت مبعده تاريخيا ومستغله وقد وصفناها من قبل في احدي مقالاتنا بأنها قوي المهمشين والفقراء والكادحين والنساء الرازحات تحت القهر والشباب والطلاب والمنتجين بأذهانهم وايديهم. تلك هي القوي الجديده التي تصوغ الكتلة التاريخية لقوي التغيير. إن الإطار الطبقي كأحد عوامل الصراع من عوامل اخري كثيرة يجب ان تدركه قوي التغيير بنشر الوعي الطبقي ليس بشكله إطارا تحليليا جامدا بصورته الأيدولوجية وإنما بما تتيحه من إصطفاف لقوي الإنتاج وتفكيك تحالفات الهيمنة المركزية التي صاغها النظام لإستدامة سلطته السياسيه والإجتماعية علي أساس ريعي. *أورد أ.د/عطا البطحاني في كتابه أزمة الحكم في السودان أزمة هيمنة ام هيمنة أزمة ( إنعكس دور الدولة الريعية بإعتبارها موزعا للمزايا والخدمات والغنائم في علاقاتها بالمجموعات الإثنية المتنافسة فأصبحت المجموعات المهيمنة تسيطر علي الدولة بإعتبارها - والخطورةفي علاقاتها الإثنية المتنافسه فهي تخلق نوعا من شرائح ريعية وإجتماعية ترتبط بالدولة وتأخذ بعض الأحيان شكل الإقطاعيات)ص66 وبهذا الفهم يتم تفكيك المحاصصات القبلية والإثنية التي اقامها النظام من جنجويد وغيره وإرتهان القوي القوي الطائفية عبر مشاركتها في السلطه او موقفها الموارب منها وكثير من جماعات المركز التي يقعدها من النضال تكسبات المنفعه والمصالح الريعية من النظام. إن تفكيك هذا النمط والسلوك الإجتماعي الإقتصادي السياسي هو محور عملية التغيير فإدراك ذلك كأحد مرتكزات الصراع نفهم من خلاله رؤيتنا الإستراتيجية لأهمية تحالفاتنا التاريخية للبناء الوطني الديمقراطي.