إسماعيل شمس الدين - مقيم في قطر الاعلامي المتميز الطاهر حسن التوم يتحف المشاهدون لقناة النقل الأزرق من خلال برنامجه الهادف (حتى تكتمل الصورة) تتجلى فيه مقدرته المهنية على استنباط الحقائق والخروج بحصيلة جامعة عن موضوع البرنامج في كل حلقة. البرنامج الأخير الذي استضاف فيه المستشار القانوني سليمان محمد أحمد سليمان على الهواء ومشاركة الفريق صلاح قوش أثرى الحلقة بمعلومات جمة وتوثيقية حول قضايا مياه النيل وسد النهضة الأثيوبي وقضية حلايب ووادي حلفا والعلاقة مع مصر ،ولسنا في نيتنا عرض تفاصيل الحوار فالبرنامج تحدث عن فحواه ولكن نود عرض نقاط هامة من اشراقات هذه الحلقة . 1-لقد ذكر السيد/ المستشار القانوني عن قضية هامة عن قضية حلايب يمكن أن تكون كمرجعية تاريخية وتوثيقية وهي ( أنه بعد موافقة السودان على بناء السد العالي في أسوان الذي ترتب عليه إغراق مدية حلفا ناقش السودان مع مصر موضوع حلايب حيث كان بين الرئيس الراحل المقيم عبدالله خليل وابو الدبلوماسية السودانية محمد أحمد محجوب من جانب والزعيم جمال عبدالناصر من جانب مصر ،واستقر النقاش على قبول عبدالناصر بسودانية حلايب وحسب رواية المستشار بأن هذا الاجتماع لم يوثق كتابةً ، وهو أمر جدير بالبحث حيث من المؤكد من وجود شهود عليه ربما يكونوا أحياء ولماذا لا يبادر السيد المستشار بالسعي العلمي والقانوني لإثبات هذه الواقعة التاريخية وانتشال القضية من الحساسيات المفرطة للوقائع العلمية والحقيقية ؟ 2- المداخلات المتكررة لسعادة / الفريق صلاح قوش أتسمت بالعمق التحليلي بالإضافة الى إثباتها بالحجج والبراهين بعد أن كان أساس محور مداخلاته تنصب بصورة أساسية على أن المصلحة الأولى في الخلافات بين الدول المتصارعة هي مصلحة السودان أولاً . ولعل ما لفت النظر أيضاً التحليل الذي جمع بين السياسية والدبلوماسية بدرجة عالية برؤية الرجل العارف بالأمور والمتتبع لأهم القضايا المصيرية السابقة والحالية والمستقبلية . الأمر الذي يقودنا لمناشدته ولغيره من أهل المعرفة بطرح بخفايا مسار الحركة الوطنية ليتحدث ويكتب. وقد يختلف الناس في درجات القبول لشخصية عامة لارتباطاتها التاريخية بقضايا تهم شعب السودان والفريق في موقعه على رأس جهاز الأمن والمخابرات كان يمثل نظاماً وُلزما بالطاعة العسكرية لهذا النظام وخلال 24 عاما تغير هذا النظام وتبدل كالحرباء والذين بدأوا بالتطرف أصبحوا اليوم حمائم وشهدت السنوات الأخيرة ميلاد مجموعة الصقور المتساقطة فماذا كان المطلوب من أجهزة الأمن التابعة للنظام ؟ أتنقلب عليه فبالشبه فقط أقيلت واستبعدت ، لقد أصبحنا نعيش اليوم في عالم المجهول الذي قال عنه الرئيس الأسبق إبراهيم عبود الى هاوية سحيقة لا يعلم مداها إلا الله . لذا فقد آن ا لأوان سعادة الفريق لتتحدث الأن من خلال مذكرات أو لقاءات متفرقة وحتى ندوات ومحاضرات لتحكي فيها عن سنوات الضياع من عمر هذا الشعب لمراحل مهما اختلفت مسمياتها ( إنقاذ (1)) أو إنقاذ (2) ) أو توجه حضاري أوهي لله وجهاد وغيرها من المسميات التي كانت وبالاً على شعبنا ، تحدث سعادة الفريق لأبناء شعبك عن كيف تقسمت البلاد وانفصل الجنوب ؟ تحدث ولا تبالي وهو فرض عليك من شعب السودان ليعرف الآن وليس غداً من الجاني ومن الذي أضاعه الى هذا الدرك الأسفل وقل ما عند الآن قبل أن يكون حديثك في الفترة القادمة كهشيم تذروه الرياح ، لأن وقتها سوف تكون محسوباً على الماضي ، تحدث فقد تشتت شعب السودان وانقسم الناس حتى داخل الحزب الحاكم وحتى على كلمة سواء من خلال الاسلام السياسي وامتد الداء ليشمل كبرى الأحزاب السياسية ، وربما تكون روايتكم للتاريخ بلسماً شافياً لشعبنا ونبراساً يفتح له الرؤى لمعرفة مستقبل مسارنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي على مبدأ مصلحتنا السودانية كما ذكرت وليست مطالبة بكشف أسرار فالأمر متروك لكم لتقييم ما تتحدثون عنه وربما تكون هذه فاتحة لأبناء شعبنا للتعرف على الدور الوطني لأجهزة الأمن بعد أن شابها الكثير من التشويه خاصة من السياسيين الذين يتولون أجهزة عسكرية وأمنية ،وبالله التوفيق. [email protected]