تعقيب على مقالة حامد حجر في سودانايل وحقائق عن الراحل المقيم بدرالدين مدثر. بقلم: إسماعيل عبد الحميد شمس الدين إسماعيل عبد الحميد شمس الدين – مقيم في قطر سنوات من عمر الزمان شهدتها الساحة السودانية النضالية أبان اول حكم عسكري 1958 – 1964 كان الطلاب لهيبها المشتعل وعقلها النابض وكانت النقابات العمالية والمهنية تؤجج الحركة الوطنية مع فئات الشعب الأخرى من منظمات حزبية واتحادات المزارعين لتصل لمرحلة النصر الكبرى في 21 اكتوبر 1964 بانهيار الحكم العسكري وانتصار إرادة الشعب ، هي مرحلة قد كُتبت من نور أضاء الطريق بحصيلة نضالية من الشعب السوداني كل الشعب السوداني زاق فيها الناس الويلات قادة وجماهير عريضة ، أما عن الراحل المقيم بدر الدين مدثر المحامي فقد نال شهادة القانون من مؤسستين المؤسسة الأكاديمية وسجن كوبر لفترات متقطعة من سنوات الدراسة الجامعية ، لقد كان لنا شرف العمل النضالي والبطولي معه وتحت قيادته الواعية وكان همه الأول السوادان الذي يدخر عطاءاً للأمة العربية وايمانه المطلق بوحدة الأمة العربية ولعل الذكريات التالية تلقي الضوء على بعض اشراقاته في المعترك النضالي الوطني:- 1-لم يكن بدرالدين مدثر يعرف اليأس وكان يومه هو يوم النضال الذي يبدأ في الصباح وينتهي منتصف الليل وعلى الرغم من ملاحقة الأجهزة الأمنية له ، إلا أنه كان يتوخى الحيطة والحذر فقد كانت الاجتماعات المطولة التي يزبنها بفكره الثاقب هي زمانياً ليلاً بعد التاسعة ومكانياً مشوراً دون كلل يبدأ من قلب الخرطوم الى كبري الخرطوم بحري ( النيل الأزرق) ثم إلى كبري شمبات الى أمدرمان فإلى كبري النيل الأبيض والعودة لنقطة البدء مشوار على الأقدام . 2- لقد ورد في المقالات بأنه قام بتوحيد الصف في الثمانيات بتوحيد الاتحادي الديمقراطي وحزب الشعب الديمقراطي ولكن هذا الجهد على الرغم من أهميته فقد قام به في الستينيات بعد نجاح ثورة أكتوبر 1964 بحركة أمينة تغلغلت داخل الحزبين الكبيرين وساعدت على توحيد الصفوف وامتد عطاؤه بتوحيد الحركة التقدمية وحتى الحركة الوحدوية من البعثيين والناصريين . 3- ليس منظراً خيالياً وأراه اليوم بالعين المجردةً بعد مذبحة القصر الشهيرة في28/أكتوبر 1964 بدقائق عاد من جديد ليشارك في انقاذ الضحايا من الشهداء ولملمة جراح المصابين وكنا نركب في سيارة المناضل الجسور شوقي ملاسي وأصر على المضي للساحة المواجه للقصر مرة أخرى فتصدت مجموعة عسكرية شاهره سلاحها على العربة لتجبرها على العودة للوراء وتركنا السيارة جانباً وارتجلنا ، كان بدرالدين مدثر يبحث عن الضحايا وسط تهديد العسكر الشاهرين للسلاح في شجاعة متناهية فوجدنا أحد زملاء النضال المرحوم الدبلوماسي عبدالله عبدالرحمن Invisible ومصاب برصاصة في رئته وهو يهتف الشعب الشعب عاش الشعب ومع كل نبرة هتاف تتطاير نقاط الدم في الهواء من صدره العامر بالإيمان لينقل الى المستشفى ويجول بدرالدين ماداً يده لإنقاذ جريح أو نقل شهيد. 4- شعب أرتيريا الشقيق الذي ينعم بالحرية والاستقلال اليوم بعد حركة نضالية طويلة هل يعلم الناس أن السلاح للمناضلين كان يمر من الدول العربية عبر السودان للثوار وبأشرف المناضل بدرالدين مدثر وبقيادة طيب الذكر أبو القاسم حاج حمد وكانت ملحمة للتخزين والنقل وسلامة الأمانة للثوار في أرتيريا . 5- أنقولا الدولة الأفريقية التي ناضلت الاستعمار سنوات كان قادة الثوار ضيوفاً على السودان وضيوفاً على بدر الدين مدثر في ندوة يومية خلال بقائهم في وطنهم الثاني تعريفاً بالقضية وتبنيها. 6- كان الفراق معه وأنا في مدينة عطبرة لاحتفال نقابة السكة الحديد باليوبيل الفضي فيوصينا بالثقافة العمالية ومؤازرة النقابات لأنها الأمل لسودان الغد . 7-عندا غادر لقيادة الحركة النضالية من الخارج وقد صدرت أحكام الاعدام عليه وآخرين كان -المصب لتوحيد القوى الوطنية السودانية المعارضة في الخارج بالإضافة لفتح المجال للطلاب السودانيين للدراسة المجانية في سوريا والعراق . 8- إن ايمانه بوحدة الأمة العربية لم يثنيه يوما عن متطلبات السودان وشعب السودان قد يطول الحديث من الذاكرة عن نضالية بدر الدين مدثر ولا نملك إلا أن نطلب له الرحمة ليتغمده الله مع الصدقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. [email protected]