الوطن يتأمل يحدق في فضاءات أجوائه ويتلمس حدوده مشفقاً من تمدده المأهول وكبر أراضيه وإتساع مسافاته وفي حناياه يتكدس بنوه وينمو زرعه ويسرح ضرعه وتجري المياه في أرضه ولكنها لا تروي ظمأ شعبه,فهي لا تصل جوف بشره إلا بشق الأنفس ودوران مضخات المياه المنزلية والتي لولاها لهدمت بيوت وأندثر سكان وبارحوا المكان وهجرت الحيشان فالمياه في أزمة وإن كثرت كمياتها فأهلها لا يحسنون إدارتها ولا يوزعونها كما يجب ليستفيد منها ساكني أرضها والوطن في معظمه متأزم مياهاً فكيف نكون شعباً ينال الأساسيات وينعم بالحياة والمياه مشكلة في حياتنا والكهرباء تتأرجح بالرغم من الدفع المقدم ومن تشييد السدود وتعلية الخزانات,فأين يا تري تكمن المشكلة ومن يفك الإختناق بل قل الإرتباط ما بين وزارة وولاية وهيئة وإدارة سد وغيرها.... نستغرب لسلطات محلية في الولاية الأم تسعي لحل مشكلات مزمنة لقضايا المياه ونفسها هذه السلطات تمنح بعض الأجانب تصديقات لمصانع للطوب والبلكات وسط الأحياء وتتغذي هذه المصانع بمياه شرب أهل الحي والمنطقة جوار هذا المصنع وتذهب كل هذه المياه لتروي الطوب الأسمنتي وتسقي الأرض ويعطش البشر بل يمرضون مما يتولد من باعوض وذباب جراء تلوث بيئتهم من مثل هذه المصانع والسلطات المحلية لا يهمها بشر ولا ساكن وهمها بضعة دخول وجنيهات من مثل هذه التصاديق..... أنظروا لتلك المناظر لدواب تنقل المياه في ملحقات من عربات تصنع وتحمل براميل من حديد ملأ بالمياه وهي نسبياً تحل المشكلة ولكن بإخفاقات ومشاكل صحية وزحمة محدثة في طرق مرور البشر وآلياتهم وسياراتهم ولكنها تحل مشاكل البيوت فتروي ظمأ وتغسل أواني المنازل وملابس سكانها ومن متناقضات القدر أن مياه أمطارنا تغرقنا وتهدم مساكننا وبيوتنا ونكسر لها الشوارع الأسفلتية لكي يتم تصريفها حتي لا نغرق في شبر ماء..........المياه المياه هم ومشكلة يومية وقليل ما تجوب بقاع السودان وتجد إستقرار مائي بكفاءة معقولة لا عالية أو مميزة وقليل أن تطمئن صحياً لنقاوة وسلامة هذه المياه وبارك الله في مصانع المياه الصحية وإن كنا نخاف من بعضها....أي إدرات تلك ووزارات وهيئات تحمل أسم المياه ولا تحل مشكلة وينطلق الزعيق والتصريح وترسل الوعود بالتحسين المددي للمياه وزيادة المحطات والأبار والمحصلة صفر.....إنها أبجديات الحياة في ظل منظومة خدمية تحت إدارة دولة تحترم إنسانها وتقوم بواجبها في منحه حق الحياة الذي كفله له الله سبحانه وتعالي وأنزل له المطر وأجري له الخيران والأنهار والبحار والمحيطات والغريب والعجيب أن هيئة المياه تحصل أموالها بعد أن شددت الخناق التحصيلي المالي ولاترحم بشر في سبيل تحصيل أموالها ويتحدث مسئولها عن أنهم سيراجعون أمر إستخدام الموتورات في المنازل فأي عجب هذا وأنت شبكتك ضعيفة وضخك للمياه أضعف ولولا هذه الموتورات لمات معظم سكان البيوت من العطش ولما تحصلت من أموال تأخذ راتبك أنت منها فكما يقول المثل عينك في الفيل وتطعن في ظله....عجيب أن لا نمتلك إستراتيجية مائية سكانية تحل المشاكل المائية السكانية وغريب أن تطول هذه المشكلة وما لايمكن تخيله أن تكون هذه مشكلة في معظم أنحاء السودان...متي تحل مشكلة المياه في السودان نهائياً وهل دخلت هذه المشكلة ردهات البرلمان وكانت من هموم النواب الكرام وإلا ما هي هموم الوطن في نظرهم اليس أن من الماء جعل وخلق كل شئ حياً...و هولاء ممثلين الشعب لهم نصيب في هذه الحياة...نتمني أن لا يحس الوطن بالجفاف ولا يعاني سكانه من العطش هذا دون حديث أو طموح لصحة ونقاء المياه....فقط نريد حق الحياة والمياه أحق حقوق الحياة فإننا نملك وطن واسع في أرضه ممتداً في أنحائه غنياً في مائه فقير في إمداده وليكن من الهموم الرئيسية لمن يقوم علي أمر المواطن الماء والكهرباء والصحة والتعليم وكل أبجديات وأساسيات أن نتقدم شعباً ونقوده والله سائلنا من حقوقه وعثرته وبغلته وروحه ودمه