يا طائراً يعلو الغصون مغردا هلا سمعتَ بسيِّدِ الأكوانِ الخاتَمُ الأميُّ بحرٌ دافقٌ بالمكرماتِ وليِّنِ الأغصانِ هلا ذهبت إلى المدينة قاصداً قُربْ النبيِّ مُعّلمُ الإنسان معنى الإلهِ وكُنهِ ما يبغونه من هذه الدنيا ومن أوطانِ الباقياتُ إذا بقين لبرهةٍ المسرعاتُِ شؤونها كثوانِ أهدى الانامَ هنيهةً من عُمره ما بين مدرسةٍ وقلبٍ حاني خَتَمْ الرسالة أُحكِمتْ أركانها فهدى المُضِّلَ وكُلَّ قلبٍ جاني ترنو له الهاماتُ والقاماتُ والمُلكُ الذي ما رام يوما أو يَهُمُ يُداني الحانياتُ لهُ المنابرُ كُلُها الذائباتُ القلبِ والوجدانِ تحنو له الشهباءُ والحصباءُ والصيدُ المها وتَدُرُ بين أكُفِّهِ الألبان ألقُ الرسالةِ شعْشَعٌ بضيائه ثوب الحياءِِ ووصفةِ الرحمنِ الخُلقُ والتعظيم شيمة وجهه والنورُ والأضواءُِ والإيمانِ منْ بالمدينةِ زائراً ومهللاً وأنا بَعُدتُ وجُفِّفتْ أغصاني أصبحتُ بين الناسِ يكسوني الأسى وتَقَصَّفت من وحشتي وجداني **** هلا نزلت على مرابعَ مكةٍ ورأيتَ بيتاً تعتليه معاني هذي مدينتنا التي بضيائها نار الظلامُ وضوتِ الأكوان هذي مدينتنا التي من ركنها شُقّتْ عروشُ المُلكِ والأركان هذا هو البيتُ العتيقِ وهذه أركانُه شِيدَتْ بآدم ثُم ذابت ثاني فهداها إبراهيًمُ رفعَ قواعدٍ ضاعت زماناً عن بني الإنسان وأتاها أبرهةٌ يَهُدُ بنائها فتفرقت من حوله الأعوان ما بين فيلٍ لا يريدُ نزالها أو بين عبدٍ غافلٍ وأناني قذف الاله برميه عصفورة هدّت قواهُ فأستكان يُعاني هذي مجاري زمزمٍ من صخرةِ كانت جُفاءاً يتقيها حنان أمر الاله جنانها فتفجرت من ماء نهرٍ فائق الجريان كانت جُنُوبُ رِمالها عطشانةً كادت تفيضُ فتغرقُ الأكوانِ من بعد وطءٍ طاهرٍ وموفقٍ من سعيِ هاجرَ من دعاء حاني من حفرِ إسماعيلَ طفلاً مرسلاً ليكون بذرا يَكِرمُ الإنسان بمحمدٍ حبُ الإله وصفوة من رازق ومكور الأزمان الرفيع بشير الشفيع بريتوريا 2014/2