لم يكن المسؤولون عن تنفيذ سياسات وقرارات نقل الخدمات الصحية والطبية من وسط الخرطوم إلى أطراف الخرطوم وتطويرها، لتكون بالقرب من المواطنين في أحيائهم ومساكنهم، يتوقعون أن يستغل الأخ الرئيس عمر البشير سانحة افتتاحه مدينة الصفوة السكنية غرب أم درمان لتأكيد دعمه الكامل لسياسات نقل الخدمات الصحية والطبية من وسط الخرطوم وتطويرها إلى الأطراف، مؤكداً هذا الدعم المستمر بالقول الصريح، وأمام هذا الجمع الغفير أن نقل المشافي من وسط الخرطوم ليس صنماً يُعبد، في إشارةٍ رئاسيةٍ ذكيةٍ إلى أن الانتقادات السافرة غير المنطقية والهجوم الظالم الكثيف عبر الوسائط الصحافية والإعلامية، فيه أقدار بينة وملاحيظ واضحة، من الحسد والحقد والغيرة، إضافةً إلى جهل وضلال وتضليل لهؤلاء الناقدين وأولئك المهاجمين، ظناً منهم – وإن بعض الظنِّ إثمٌ- بحجية أن سياسات وقرارات نقل وتطوير بعض المستشفيات والمراكز الصحية في وسط الخرطوم إلى أطراف ولاية الخرطوم، وصلت إلى أراك صالح في الخرطوم وأقاصي مناطق الخرطوم بحري، وما بعد منطقة الصالحة بأم درمان، هي اجتهادات الأخ البروفسور مأمون محمد علي حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، لرغبةٍ في تجفيفٍ مزعومٍ لمستشفى الخرطوم، ليخلو لمستشفى الزيتونة التخصصي الذي يملكه الأخ الوزير، فيأتي المرضى زُمراً وفُرادى إليه بعد أن تم تجفيف مستشفى الخرطوم المزعوم، ولم يدر هؤلاء الناقدون، حسداً وغيرةً، أن بجوار مستشفى الخرطوم أكثر من خمسة مستشفيات خاصة غير مستشفى الزيتونة التخصصي، أضف إلى ذلك أن مرضى الزيتونة غير مرضى مستشفى الخرطوم، وأن المرضى الذين يأتون أفواجاً من أقاصي العاصمة المثلثة وأدانيها، أصبحت الخدمات الطبية والصحية أقرب إليهم من حبل الوريد، وبقليل جهدٍ وبسيط مالٍ يجدون أنفسهم يتلقون علاجهم وطبابتهم بالقرب من منازلهم في تلك المستشفيات والمراكز الصحية التي تم تطويرها لتواكب التقدم الملحوظ للخدمات بصفة عامة في الأطراف. وأحسب أن هؤلاء الناقدين وأولئك المهاجمين يدفعهم إلى نقدهم أو هجومهم دفعاً الحسد والغيرة أكثر مما يتحاججون به من مراعاة المصلحة العامة، أو ابتغاء صالح المواطن ومصلحة الوطن. ولكن نقول لهم ما قاله الشاعر العربي عمر ابن أبي ربيعة: حسداً حملنه من حسنها وقديما كان في الناس الحسد أخلص إلى أن ما جاء في خطاب الرئيس عمر البشير لدى افتتاحه مدينة الصفوة السكنية غرب أم درمان أول من أمس (الأحد)، أحسب أنه إنصاف رئاسي مستمر للذين يجاهدون في سبيل إنفاذ سياسات وقرارات تنزل برداً وسلاماً على المواطنين في أماكن سكنهم، خاصة تلكم التي تتعلق بخدمات أساسية، كالصحة والتعليم. وأكبر الظن عندي، أن هذا الإنصاف الرئاسي سيكون دعماً معنوياً لهؤلاء الذين ينفذون سياسات موضوعة وقرارات مدروسة بوعيٍّ ورؤيةٍ. ولا يمكن أن يغفل أحدٌ أن الأخ البروفسور مأمون حميدة وأركان حربه في وزارة الصحة بولاية الخرطوم يعملون وفقاً لرؤيةٍ ثاقبة، ويجاهدون جهاداً عظيماً، ويتحملون كل تلك الانتقادات الجائرة والاتهامات الظالمة. وعلى هؤلاء الذين وجدوا دعماً قوياً من الخطاب الرئاسي في الصفوة، ليخفف عليهم كثيراً مما يجدونه من ظلم وتجريح من الذين يقولون فيهم في غير صدق ولا فعل، أي أنهم يقولون ما لا يفعلون. ولنستذكر في هذا الخصوص، قول الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ"، وقول أبي الطيب أحمد ابن الحسين والمعروف بالمتنبئ: و إذا كانت النُّفوسُ كِباراً تَعِبَت في مُرادِها الأجسامُ