من حيث التصنيفات الخاصة بالجامعات العربية يظهر جلياَ ان وضع الجامعات السودانية (دون ذلك) حيث ان الجامعات السعودية احتلت مواقع متقدمة(جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز،جامعة الملك فهد للبترول والمعادن)،بينما احتلت جامعات مصر مواقع متميزة في التصنيف الخاص بافضل 100( مائة) جامعة عربية، وقد جاءت جامعات دول عربية اخرى في مواقع افضل دون العشرين (لبنان،الامارات العربية المتحدة،فلسطين،سلطنة عمان،الكويت،الاردن) وقد خلت جامعات السودان من اي موقع متميز في تلك القائمة فكانت مواقعها متآخرة ( 33 جامعة الخرطوم، 60 جامعة افريقيا العالمية ، 65 جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ) مع العلم ان جامعات السودان(وبخاصة جامعة الخرطوم) كانت لها صولات وجولات عالمية ابان الزمن الجميل، فقد كانت تضاهي بل تتفوق على جامعات بريطانيا وبخاصة في كليات العلوم الصحية وتشهد على ذلك جامعات ادنبرة ببريطانيا والجامعات الاميريكية. ثورة التعليم العالي في السودان لم تضف اي جديد في عوالم التعليم العالي بالسودان غير زيادة اعداد الجامعات الحكومية والاهلية في السودان مما جعل التعليم العالي في السودان يتأخر (الاهتمام بالكم دون النوع) وهذا برأي آفه من آفات هذه الثورة والتي خرجت العديد من الخريجين البطالة الذين يسيحون في ارض الله الواسعة دون اي عمل،فاليوم لدينا العديد من حملة الشهادات العليا بالسودان(ماجستير، ودكتوراه) دون اي عمل، مع العلم ان تلك الكفاءات السابقة كانت تتوج حياتها بالعديد من المناصب العليا داخل وخارج السودان، ولكن الان تغير الحال واصبحوا سائحون في ارض الواسعة. ان الجرعة العلمية والعملية في السابق بالجامعات السودانية كانت فيها الكثير من الاتقان والاهتمام من قبل الدولة والجامعة نفسها وانا اتذكر عندما كنت في المرحلة المتوسطة كانت هناك قوافل تابعة لجامعة الخرطوم من الخريجين الجدد يجوبون ولايات السودان المختلفة في رحلات علمية وكان المواطنين يتعاطون ويتجاوبون معها لان ما يمتلكونه كان اكبر، حتى نجد هؤلاء الخريجين يبرزون مهاراتهم ورغبتهم الاكيدة في التخصص كل حسب رغبته، فكانت هناك المحاضرات التثقيفية الصباحية والمسائية في مدرسة البحر الاحمر الثانوية انذاك،اما الان فالجامعات السودانية تجردت من كل ما تمتلكه من قوة وسمعة طيبة بمجرد الاهتمام بالكم كما هو الحال بمصر. قف ايها القاريء الكريم برهه من اجل التمعن في حال جامعاتنا السودانية الحالية وماوصلت اليه والطاقم العامل بها من هيئة التدريس والشهادات التي منحت لهم ابان ثورة الانقاذ،كيف لا نصل الى تلك المراتب الدنيا في التصنيف العربي ناهيك عن التصنيف العالمي،فمسوتيات خريجي الجامعات دونية للغاية وكانهم لم يدرسوا اي جامعة ولم يتلقوا اي تعليم،او كان الجامعة لديهم محطة من المحطات القسرية في الحياة من اجل الوصول الى الوظيفة فقط لا غير، يجب ان نتوقف عن البكاء عن مآضي آفل وايام خوالي لن تعاد مرة اخرى وعلينا فقط تصحيح الخطأ حتى لا نصل الى نتائج لا تحمد عقباها ، والله الموفق..