من يجبر حركات الاسلام السياسي ان تدفع ثمن تخريبها للسودان وهي التي تفضلت وتكرمت و قدمت الدعوة للحوار ومن يجرؤ ان يطالبهم بتفكيك مؤسساتهم وابعاد كوادرهم وفطمها عن الدولة ومن يطالبهم بجرائم الحق الخاص والعام ومن يحاسبهم على فصل الجنوب ومن يطالبهم بمصادرة اموالهم وابراجهم بالخارج من يحاسبهم على سياستهم الخارجية التي اساءت الى السودانيين ووصفتهم بالارهاب من تحدثه نفسه وينادي بسياسة التطهير واقتلاع الجزور من يقول لهم انتهكتم سيادة السودان بدخول القوات الدولية من يقول لهم خربتم دارفور ودمرتم النسيج الاجتماعي السوداني الاصيل لا أحد بل يجدون عبارات عفا الله عما سلف ويرحم الله الموتى والبقية في حياتكم. تسعى القوى السياسية والحركات المسلحة وقوى الشعب الحية بشوق الى مصيدة الحوار الكبيرة التي ينصبها المؤتمر الوطني كي تعطيه الشرعية عبر نظام ديمقراطي يكون فيه ندا وشريكا اساسيا بعد كل ما فعله في السودان من تخريب وتغييرات بنيويه في الاقتصاد وفي المجتمع وفي العلاقات الخارجيه. ان ما عجز المؤتمر الوطني ان يفعله عبر الانقلاب العسكري في 89 وبعد اكثر من 45 عاما من العمل الدؤوب في الاستيلاء على السلطه بالانتخابات جاءته الموافقة تسعى بدعوى الحوار الذي استجاب له الناس وكل الناس على امل ان تطوى هذه الربع قرنية بخيرها وشرها. ان المؤتمر الوطني غير مصدق الى الاستجابه الكبيرة التي لاقتها دعوته وهو يمشي بها على هدى حتى يقع الجميع في المصيدة التي سوف يسوق اليها الجميع معه وسوف يدخلها بقوه وهو اكثر استعداد لها وهو يكاد يضمن فوزه بها بحكم امتلاكه لكل الوسائل والآليات التي تمكنه من الفوز وحتى اذا جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن بفوزه الساحق فسوف يسخر الاليات والوسائل الى عوامل تخريب الديمقراطية القادمه كما فعل من قبل بصحيفه "الوان" والراية" وثورة المصاحف حتى يتمكن في المستقبل من الفوز بها وتكون له الاغلبية التي تمكنه من ان يحصل على ما يريد بدون اي يدفع اي ثمن. كل القوى السياسية وكل الناس يقولون لا يوجد عاقل يرفض دعوة الحوار التي تكرم بها المؤتمر الوطني وكلهم مع الحوار ولكن اي حوار نريد؟ ومن تحاور؟ وما هي موازين القوى التي تضعها في الطاولة كي تحاور الخصم وتحصل منه على ما تريد ؟. فيما يبدو لنا لا توجد قوى متكافئه لهذا الحوار الا في حالة ان تدرك جميع القوى السياسية ان تحاور نفسها اولا وتتحد جميعها على الدخول الى الحوار بكلمة "الاتحاد" وان تدخل الى الحوار وفي يدها كرت معلن ومتفق عليه هو النزول الى الشارع في حال لم يفض الحوار الى الحل الشامل لجميع مشاكل السودان المعلن عنها في موضوع الحوار. سوف تكون هذه ثمرة الحوار التي اطلقها المؤتمر الوطني وهي البلسم الشافي لدعوة الحوار من ان يكون وراءها خازوق وهذا ما يخشاه المؤتمر الوطني وفي غير ذلك لا يوجد اي مصدر للقوة يجبر المؤتمر الوطني ان يتجرع السم. خيار الاتحاد واعلان النزول الى الشارع في هبه اشبة بسبتمبر 2013م سوف تساعد هذه الاستراتيجيه في ايصال دعوة الحوار الى حل مقبول على الاقل يمكن ان يعمل عليه الناس وكل الناس في المستقبل حتى يتم استعدال الاسلاميين ووضعهم في كرسيهم وحجمهم الطبيعي بلا انتفاخ ووجع راس. بعد ربع قرن من الحكم الكامل وتماهي الحزب في الدولة حتى اصبح لا يمكن الفصل بينهما والحرمان التام للشعب من ان ينعم بخيرات الوطن وبعد حروب داحس والغبراء غربا وشرقا وجنوبا وشمالا وبعد خراب دارفور وتفتيت النسيج الاجتماعي وتقطيع اواصر ومكونات المجتمع وفصل الجنوب وترك مواطني حلايب وشلاتين والفشقة تضيق بهم الارض بعد ان رحبت وبعد ان توارت قيم النزاهه والشفافية والامانة والعدل وسادت مكانها قيم الفساد والمحسوبية وسيادة الصغار على الكبار. تاتي دعوة الحوار من المؤتمر الوطني تمشي على اربع مفصله ومحددة ومدروسة الى القوى السياسية وقوى الشعب الحية لكي يتم انتاج ومباركة النسخه الثانية من الاسلاميين واعطاءهم المشروعية وان تحط عنهم الاحزاب والشعب الثقل الذي ناءوا بحمله واعيتهم السنين في الوصول الى مبتغاهم بان يدوم لهم الحكم الى الابد. وبعد ان انهار المشروع الحضاري في السودان مؤقتا بعد 40 عاماً من التنظير والتخطيط له بشتى الوسائل غير النظيفة سوف تتحول هذه الامبراطوريات الاسلامية الى اعاقة اي مشروع ديمقراطي مستقبلي في السودان كي يعيدوا تسويق مشروعهم مره اخرى ديمقراطياً. ولهم في هذه الاساليب تاريخ مشهود اذ استطاعوا ابان الفترة الديمقراطية الاخيرة 1985 من تفصيل قانون الانتخابات حسب ما يريدون فانتجوا دوائر الخريجين واستطاعوا ان يحصدوا بها جميع أصوات نوابهم في البرلمان تم هذا بعلم ومباركة جميع القوى السياسية وقوى الشعب الحيه دون قراءة او معرفة لذلك المخطط المدروس بخبث. التاريخ ملئ بالعبر والدروس التي يمكن ان يستفاد منها في المنعطفات والظروف المشابهه ولما كان لنا في ذلك اكبر رصيد بما حدث لاستقلال السودان اذ كان دعاة الوحدة مع مصر يدفعون السودان دفعا لان يكون تحت التاج المصري حتى عند الاستقلال ولكن فاجئهم الزعيم الازهري و الاحزاب الاستقلالية في ان يكون الوطن هو الهدف وحقق للسودان الاستقلال الكامل غير المنقوص بجهد فريد وتفكير سليم وعمل شامل وكبير ترفع فيه الجميع عن المكاسب السياسية الفردية الى ان يكسب الوطن والشعب. المؤتمر الوطني يريد حوار من نوع خاص يبقية في الدولة ويحميه من المحاسبه داخلياً وخارجياً ولكن على الجميع ان يسعى الى الحوار الذي يريدون فيه ان يكسب السودان الوطن ولا يكسب المؤتمر الوطني وعلى الجميع ان يفاجئ المؤتمر الوطني بموقف واحد شبية بموقف الزعيم الازهري والاستقلاليين في مواجهة دعاة الاتحاد مع مصر. لكم ودي وتقديري،،، الهادي ادم حامد- جدة المملكة العربية السعودية [email protected]