كان في الماضي لدى جميع الأسر السودانية وبخاصة في مجتمع الريف السوداني(شاي الصباح) طقس من الطقوس السودانية التي اتفق عليها جميع الشعب السوداني فهي عبارة عن اجتماع يومي يجمع جميع افراد الاسرة الواحدة في الصباح الباكر لمناقشة جدول الحياة اليومية التي كانت زاهية ومراجعة جدول الامس ويحضر هذا الاجتماع جميع افراد الاسرة بدون فرز وفي مقدمتهم رئيس مجلس الادارة (الوالد)ونائب رئيس مجلس الادارة (الوالده) وبحضور الاعضاء الاخرين ( الابناء)،ودائما يكون مع شاي الصباح القرقوش كما الحال في الريف الشمال او العيش أو الجاتو(بتاع الجماعة ديل) وكان هذا التجمع اليومي المصغر له العديد من الفوائد في تماسك وقوة الاسرة حيث يناقش جميع قضايا الاسرة بما فيها الدراسية والمالية والاخرى وتتخذ من هذا التجمع العديد من القرارات الهامة في الاسرة ، وتحل العديد من المشاكل الداخلية لهذه الاسرة البسيطة ، مع طرح العديد من الافكار والاراء لمناقشتها. مع اعتذاري الشديد للمغتربين والمهاجرين الذين يفتقدون هذا التجمع المصغر الهام والكبير للاسرة فهو غير موجود لديهم اطلاقاً والسبب في ذلك تغير العديد من العادات والتقاليد لديهم ومواكبتهم للحياة الحالية في تلك البلدان التي يعيشون فيها،لذا نجدهم في(عشم) كبير الى هذا الاجتماع والذكرى اكبر من ذلك ان تعاد تلك الايام الحلوة وان يعلموها لابنائهم الذين لايعرفون تلك العادة الجميلة التي كان تمارس من قبل الوالدين ابان كانوا ضمن الاسرة الكبيرة في السودان. ولكن مع تعثر الحياة وصعوبتها نجد ان هذه العادة تلاشت وتم استبدالها بكاس ليمون صباحي او كركدي او (موية زير) او بدون كل ذلك في اغلبها،لانها اصبحت ضمن اطر التكليف والتكاليف اليومية للاسرة السودانية التي اصبحت لاتستطع توفير(قفة الخضار) في ابجدياتها. برأي ان(شاي الصباح) هام وضروري جداَ كمنبر اجتماعي للاسر السودانية سواء في الداخل او الخارج من اجل اعادة خصلة التجمع والاجتماع المفقودين لدى الاسر السودانية،التي اصبحت لا تجتمع حتى في يوم الجمعة والعطلات الاخرى نسبة للظروف الصعبة التي تعيشها تلك الاسر في سبيل الحياة والعفة والتعفف،والسؤال الذي يطرح للقاريء الكريم متى آخر مرة شربت شاي الصباح في تجمع اسري مصغر جمع شمل جميع افراد اسرتك الكبيرة او الصغيرة ؟ في انتظار اجابتك اخي القاريء الكريم.