قامت الدنيا ولم تقعد لأن عمر البشير رفت مدير الكهرباء مكاوي لم يفعل ذلك باعتبار أنه رئيس الجمهورية ولا الشخصية القيادية الأولي المسئولة عن الطاقة في البلاد ، وإنما فعل لأن الناس جاطت وغضبت لأسباب منطقية أولها أنه وعدهم أنه لا انقطاع للكهرباء بعد اليوم في خطاب جماهيري نقلته كافة أجهزة الاعلام ونقل عبر الشبكات العالمية كتحدي للحملة الدولية ، وأن السودان قابلها بالتنمية وينتظره السلام والازدهار ومن أول يوم انقطعت الكهرباء ولمدة طويلة ، وكان التبرير أن التوربينات لم تعمل كما هو منتظر وأنها ستستعدل بعد التجربة . يعني يتعلموا الحلاقة في رؤوس اليتامي أي نحن أبناء الشعب السوداني . قلنا كويس وانتظرنا كعادة ابن الشعب الصابر . استعدلت الكهرباء والأمور مشت تمام حتي عادت إلي سيرتها الأولي . ومع ذلك صبرنا . ولكن كما هو العادة ولا يوجد سرا في السودان خرجت أخبار أن السبب هو الخلافات بين السيد مكاوي والسيد أسامة عبد الله وكيف أنه كان علي من تقع المسئولية ومن يجب أن يتولي السلطنة ويدينا كهربة منتظمة . وأخيرا عبر الجمل الجسر وتقرر أن الخلاف لا يمكن اصلاحه لا بالجودية ولا بالاحسان ولا بالدق ... كان زمان نميري بيدق ألما بيسمع الكلام ، لكن وزارة التربية والتعليم حرمته من قاموس الأساتذة وهكذا أصبح الرئيس غير قادرا علي العقاب . وتم توديع مكاوي ومكافأته علي أنه أذاق الشعب السوداني الكهرباء بأغلي سعر لها وبقطعها علي مزاجه حتي إن تولدت من خزان مروي ولا الشريك ولا السد العالي ، مكاوي طبعا كان شبعان مع سعر الكهرباء الذي أظن أنه الأغلي في العالم كله وتحديده لاستهلاكها بالبونية رغم أننا دفعنا من حر مالنا 4 مليارات دولار من أجل سد مروي . المكافأة وش ، كانت عربية برادو جديدة لنج وقروش ما عارف قدر كيف لكن سمعنا أنها تكفي مكاوي لأولاد أولاده وخطاب رقيق عشان يمشي للمعاش الكامل وهو أكثر من معاش فريق أقصد..... وفوق كل هذا حفلة بنقارتها واجتماع المهللين والمودعين وخطب والناس يبكون . يا سلام علي الوفاء من أين جاءت أموال هذا الاغداق وهل يفعلون ذلك للجميع؟؟؟ وبعد كل هذه المراسيم الملكية للوداع خرج علينا مكاوي بأن الكهرباء لن تدخل الشبكة القومية إلا لو دخل الجمل سم الأبرة . كلمات لا تشفي وحقد لا يخرج إلا من لسان من يكره حقيقة هذا الوطن . وقد كتب الأستاذ الفاضل ضياء الدين بلال عن جمل مكاوي وإبرة أسامة .. في مسرح الظلام أن هذه الافادة المرعبة التي أطلقها المدير السابق الباشمهندس مكاوي مروي لن يدخل الكهرباء الشبكة حتى يلج الجمل سم الخياط . وما اشتملت عليه من حدة وحسم قطعي . سأل سؤال حاسم وهو هل ما قيل يستند إلى حقائق ومعلومات بذات حدة وحسم القول، أم أنها عبارات عابرة أجراها شيطان الغيظ على لسانه فعبرت عن أمانيه لا توقعاته . يا أخواننا ، قد يكون ذلك حقيقة ولكنه ليس بدون علاج ويجب أن لا يكون كل تصريح مقبول كأمر مسلم به وأنه لا يوجد علاج . صحيح ليس الجميع مهندسين ولكن المنطق يقول أن لا بد من وجود علاج . والتساؤل الأجدر هو أن مشروع سد مروي لم يقم بين يوم وليلة ولكنه استغرق سنوات وسنوات ، لماذا لم تستعد الشبكة القومية للكهرباء بالخطوط والمحولات المناسبة طوال تلك السنوات الطويلة ؟؟ هل كانت تنقصها الأموال ؟؟ قطعا لا ، لأنها زادت تكلفة توصيل الكهرباء وسعرها إلي كل ما ترغب وبنت القصور والقلاع الادارية ووضعت بها مولدات الكهرباء ودخلت الدفع المقدم واشترت السيارات الفارهة . صحيحا أن الأزمات والصراعات في السودان تختصر في رموز مجسدة لها . وقد وصفها الأستاذ ضياء بأنها صراع الكهرباء الذي يشبه ملجة الخضار وشجار أسامة ومكاوي انتهي بهزيمة الثاني بالضربة القاضية ولم يترك له من خيار سوى القذف بالتمنيات السيئة . ولكن عبارات مكاوي وجهت أقوى الضربات لمشروع السد وهي هجوم علي ما أكده رئيس الدولة . وكان من المتوقع أن يكون ذلك الحديث من الأعداء وكيد الحاسدين وليس من أغدقت عليهم الانقاذ وبنت لهم القصور وركبتهم السيارات الفارهة . ولكنه ديدن الجماعة . أستاذ الجامعة لما يصل الستين يأخذ ركلة ويطلعوه ، خلاص كمل وانتهي . وإذا تفضلت عليه الحكومة تسمح له يدرس طلابه بعض السنوات ثم تقول ليه اتفضل مع السلامة . قبل ثلاثة أشهر وفي نفس المنبر دعوت إلي البتر ، لكن لو كانت هذه الطريقة من العقاب فإنني أدعو رئيس الجمهورية أن يعاقب جميع أساتذة الجامعات الذين تم الاستغناء عنهم بالمثل ، أي يهديهم عربات برادو ومعاش كامل ومكافأة سخية . علي الأقل يستاهلوها وسيشكره آلاف الآلاف من من تلقوا العلم علي أيديهم . علي الأقل أن بهم روح من الوطنية تمنعهم من أن يصرحوا بما قاله مكاوي وما قاله غيره من قبل علي الأقل أنهم مكثوا في الوطن ولم يرحلوا عنه ولم يهربوا الأموال ولا باعوا الوطن بأبخس الأسعار الكلام ليك يا من تسمع أو تقرأ Professor Dr. Issam A.W. MOHAMED P.O. Box 12910-11111 +249912234697 Khartoum, Sudan+249912234697+249122548254