الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..
إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح
الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….
لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل
المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر
شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)
شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)
لماذا نزحوا إلى شمال السودان
جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة
شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر
جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة
المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية
أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان
مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة
وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول
أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان
اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا
وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير
شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)
بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)
إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة
السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء
الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي
«حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟
محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار
وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"
أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟
مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة
برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند
شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")
"واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"
بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب
بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات
ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟
غبَاء (الذكاء الاصطناعي)
مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم
رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"
صفعة البرهان
حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان
دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة
عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية
السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم
5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب
حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)
حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!
الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء
السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة
عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة
وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة
الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات
تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب
(مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)
المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية
حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة
دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان
والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة
شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر
السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أينَ الصِحَّةُ مِنَ الصِحَّةِ؟!.. أشجَانُ المَريض وَالطبيب .. بقلم: محمد حسن مصطفى
سودانيل
نشر في
سودانيل
يوم 23 - 04 - 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)--[حُقُوقٌ مِنَ الصِحَّة!]
وَ يَعتَصِمُ الأطبَاءُ أيًّ مَن كَانُوا يُضربُونَ أينمَا كَانُوا وَ يُتَنَاقَلُ الخَبَرُ وَ قد يُطبَخُ عَنهُم أو بهمُ وَ لهُمُ يُمسَخ! حُقُوقٌ لهُمُ مَشرُوعة مَغصُوبَة يُطالبُونَ بها؛ وَ (سَدَنَةٌ للحُكم) أنجَاسٌ عنهُمُ يَحجُبونها! في بَلد عَمَّهَا (الظُلمُ) وَ القَهرُ أعمَى بَصَائرَ وَ ضَمائِر سَلاطينِهَا حُكَّامَا وَ حَاشيَة! وَ تَدُورُ بالجَميع تِلكَ السَاقِيَةُ؛ وَ اللهُ وَحدَهُ العَالِمُ الشَاهِدُ عَلينا وَ (عَليهمُ).
جَاهِلٌ هُوَ مَن ظَنَّ أنَّ كُلَّ مَا يُسمَعُ أو يُبصَرُ حَقٌّ؛ وَ أحمَقٌ ذاكَ الذِي يَبحَثُ عِندَ (الفَاجِر) عَن الحَقِّ وَ العَدل! وَ الكُلُّ (مُعتصِمٌ) بحزب أو بجَمع إلا الصِحَّة أهلُها وَ مَن أحبَّ للهِ وَ فِي اللهِ العَمَل بها هَاجَر فِي اللهِ بَاحِثا عَن العَدل وَ الإنصَافِ وَ (العُمر) وَ الحَقِّ .. صِحَّة!
وَ مَن يَدري؟! مَن يَدري؟! مَن فِي ظَنِّهِ أنّ قَطعَ أرزاقَ عِبَاد الرزَّاق فَهمُ للإدَارَةِ وَ سِيَاسَة ٌ أو شَطَارَة ٌ؛ أمَّن هُوَ مِن ظُلمِهِ لِنفسِهِ ظَنَّ أنَّ العَدلَ (عَرضَاتُ رَقص) وَ هُتَافٌ فَارغٌ للمُنتفِعينَ حَولهُ أهلُ النِفاق مَن إلى النَار أنصَارهُ؟!
وَ ليَس كُلَّ مَا يُعلمُ يُقال وَ ليسَ مَن سَمِع كمَن أبصَر؛ وَ يَبقى للمَظلوم مُشرَعا مَفتوحَا بَابُ الدُعاء وَ بُشراهُ الإجَابَة بإذن الله.
فمَن يَدري مَن يَدري؟!
^
(2)--[أينَ الصِحَّةُ مِنَ الصِحَّةِ؟!]
مَنْ قَالَ أنَّ الأطِبَّاءَ (يَتمَنَّعُونَ) الذهَابَ إلى الوُلايَاتِ وَ الأقَالِيمٍ لَعَدِمِ (التحفِيزِ) هُنَاكَ؟ بَل مَنْ زَعَمَ أنَّ (التَحْفِيزَ) يَتمَثَّلُ فِي سَكنٍ وَ مَعيشَةٍ وَ ترْحِيلٍ وَ مَالِ دَعْمٍ فِي (حَوَافِز)؟! ذَاكَ اسْتِخفافٌ وَ (كَلامُ جَرَائِدَ) وَ تقلِيلٌ مِنْ شَأنِ الأطِبَّاءِ وَ أخْلاقِهِمُ. طَبَعًا هُناكَ
الإسْتِثْناءُ وَ نَحْنُ هُنا نَتحَدَّثُ عَن (القاعِدَةِ)
الإشكَالُ فِي حَقِيقتِهِ نُبَسِّطُهُ فَنقُولُ : أنَّ الطَبيبَ وَ (حَوَائِطَ المَشافِي) وَاحِدٌ فِي (فِقهِ) وَ (حِسَاب) وُزَارَاتِ الصِحَّةِ المُختَلِفَةِ! فوُجُودُ مَشفَى وَ إنْ (أطلالاً) يَعنِي حَتمِيَّةَ تَوَاجُدِ طَبِيبٍ بينَ حَوَائِطِهَا وَ إنْ (شَبَحَاً)! أمَّا بَقِيَّةُ مُسَتلزَمَاتِ الصِحَّةِ وَ مُعِينَاتِهَا فِهيَّ (كَمَالِيَّاتٌ وَ شَكليَّاتٌ) تُسْتكمَلُ مَعَ الزَمَنِ!
فإنْ كُنْتَ فِي مَكَانٍ مَا وَ عَنْ بُعدٍ لَمَحتَ مَشْفَى حُكُومِيَّ مَا فثِقْ أنَّ هُنَاكَ طَبيبٌ مَا!َ لكِنْ هَل تَحتَ تَصَرُّفِ ذاكَ المِسكِين مَا يَخدُمُ الصِحَّةَ؟! تِلكَ هِي حَقيقةُ المُشْكِلَةِ.
فإلى (الأطِبَّاءِ الحَوَائِطِ) نحكي قِصَصَا؛..
دَاخِلَ مَشْفَى (حُكُومِيٍّ) مُتَخَصِّصٍ كَبيرٍ فِي (العَاصِمَةِ) بَعْدَ السَاعَةِ11 ليلاً المَعْمَلُ يُغْلَقُ وَ الأشِعَةُ وَ الأطِبَّاءُ وَ المُمَرضِينَ وَ الصَيْدَلِيَّ (وَحْدَهُمُ) يَسْهَرُونَ الليَالِي يَكْشِفونَ يُعَالِجُونَ بِلا أشِعَّةٍ وَ لا فُحُوصَاتٍ وَ تَحَالِيلٍ! فَالبنسْبَةِ للمُوَاطِنِ البَسِيطِ أسْعَارُ المَعَامِلِ وَ الأشِعَّةِ الخَارِجيَّةِ (الخَاصَّةِ) إنْ كانت سَاهِرَةً مَفتُوحَةَ الأبَوابِ لهُمُ (فوْقَ طَاقَتِهِ)! فَيَنْتَظِرُ الجَمِيعُ وَ يَسْتَمِرُّ العِلاجُ وَ بإذِن اللهِ سَلامَةٌ حَتَّى (الصَبَاحِ بِدَايَةِ الدَوَامِ) وَ عَوْدَةِ أهْلِ الأشِعَّةِ وَ المَعْمَلِ!
وَ فِي مَشْفَى (حُكُومِيٍّ) لِحَاضِرَةِ وُلايَةِ؛ إنْ إحْتَاجَ الطَبيبُ المُناوبُ ليلاً بَعْدَ 10 ليلاً إجْرَاءَ أشِعَّةٍ عَاجلَةٍ أوْ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ طَارئَةٍ فَيَتَوَجَّبُ عَليهِ أنْ يَمْلاءَ (إسْتِمَارَةَ إسْتِدْعَاءٍ لأطقُمُ الأشعة و العَلمَليَّات أوْ يَكْتُبَ طَلبَاً يُحَدِّدُ فِيهِ الحَالَةَ وَ التَشْخِيصَ وَ (دَرَجَةِ ضَرُورَةِ الإستِدعَاءِ) عَاجِلٌ أمْ يُمْكِنُ إنْتِظَارَ ( دَوَامِ الصَباحِ ) وَ الصَباحُ رَباحٌ!
وَ فِي العَاصِمَةِ وَ الوُلايَاتِ مَعَ إسْتِثنَاءَ هُنَاكَ فُحُوصَاتٌ رغمَ أهَميِّتِهَا لا تُجْرَى إلا فِي (مَعَامِلِ الصَباحِ) الحُكُومِيَّةِ دُونما دَاع عِلمِيٍّ حقيقي يَمنعُها!
وَ يَنْعِقُونَ بِنَا يَنهَقُونَ جَهْلاً وَ ظُلمَاً وَ وَقاحَةً أيْنَ الدُكُتور؟! بَلْ أيْنَ مَشْفاكَ المُتَكامِلُ يَا مُواطِن؟! أيْنَ وَزيرُ الصِحَّةِ؟!!
يَبدُو أنَّنَا أطِبَّاءً نَحْتاجُ (تدريبَاً) مَا يَجعَلُنَا (سُوبرمَانَاً) مَا؛ لنَا نَظَرٌ خَارِقٌ يَخْتَرِقُ أجسَامَ المَرْضَى فنَرى عَبْرَهُ مَشَاكِلَ الجِسْمِ كُلِّهَا لَحمَاً وَ دَمَّاً وَ عَظمَاً! عِنْدَهَا لَنْ نَحتاجَ إلى تِلكَ (الحَوَائِطِ) وَ المَشَافِي ؟!
سين سُؤال : تُريدُ طَبيبَاً؟
.. إذاً جيم الجَواب : هَاكَ مِنِّي تَشْخِيصَاً (عَلى الطَائِر) !!
^
(3)--[سُوقُ الصِحَّةِ!]
وَ للمُطَّلِعِ وَ المُرَاقِبِ أوْ عَلى مَاذا التنظِيرُ هُنا لِلمُنتَسِبِ للحَقلِ الصِحِّي
كثِيرٌ مِنَ المُلاحَظَاتِ وَ الإنتِقَادَاتِ عَلى بَرَامِج وُزارَاتِ الصِحَّةِ عِندَنا! لكِن فِي ظِلِّ (الفَوضَى السِيَاسِيَّةِ) هُنا وَ تحتَ خُضُوعِنا قَسرَاً وَ قَهرَاً لِطَوَاغِيتِ الأحزَابِ وَ الحَرَكاتِ وَ السَاسَةِ مِن كُلِّ الأعمَار المُتزاحِمِينَ أمَامَنَا الدَافِعِينَ لنا؛ تتلاشى أصوَاتُ الحَقِّ) فِي فَرَاغَاتِ الضَمائِر هُنا!
وَ يَتَجَلَّى جَهلُ أوْ تَجَاهُلُ كِبَارَاتِ العَمَلِ الإدَاريِّ فِي الصِحَّةِ وَ عَدَمَ إخلاصِهِمُ للهِ قبلَ عِبَادِهِ! فالحَوجَة ُ مُعلنَةٌ مِنهُمُ للأطِبَّاءِ لِسَدِّ النَقصِ القَدِيمِ المُزمِنِ فِي البلادِ الشَاسِعَةِ، وَ بَينمَا مَا شَاءَ اللهُ كَثُرَت فِينَا كُلِيَّاتُ الطِبِّ وَ الصِحَّةِ وَ فَاضَ عَلينَا الأطِبَّاءُ ذكورَاً وَ إناثَاً لكِنَّ الحَوجَة مازالت قائِمة وَسطَ تَبَايُن فِي مُستَوى الاختصَاصِيِّن بَيننا!
وَ حَتَّى نخرُجُ بفائِدَةٍ بإذِن اللهِ مِنَ الكلام هُنا سَأبدَأ مُتأمِّلاً مَعَكُمُ الحَالَ الآنَ هكذا: مَا أهَمُّ التخَصٌّصَاتِ التِي تفتقِدُهَا إلى يَومِنا هَذا بلادُنا؟! وَ قبلَ أنْ نتسَرَّعَ بالإجَابَةِ أوْ التنظِير؛ هذا سُؤالٌ يَستوجِبُ إحصَائِيَّاتٍ مِهَنيَّةٍ عِلمِيَّةٍ دَقِيقةٍ لا أملِكُهَا وَ لا يَحِقُّ لِيَ السُؤالُ للإطِّلاعِ عَليهَا؛ لذلِكَ لا مَعنى للإجَابَةِ عَليهِ مِنَّا!
لكِنَّ يُمكِنُنَا إعَادَة ُ صِياغَةِ السُؤالِ هكذا: هَلْ تَحوي مَشافِي الوُلايَاتِ الرَئيسِيَّة مُختلَفَ التخَصُّصَاتِ الطِبِّيَّة؟! وَ سَيَجدُ كُلٌّ مِنَّا نَفسَهُ قَادِرٌ عَلى الإجَابَةِ وَ (الشَهَادَةِ بالحَقِّ) عَمَّا يَعلَمَهُ وَ شَاهَدَهُ وَ عرفَهُ مِنْ أمْر مَشفى وُلايَتِهِ؛ وَ دُونَمَا اتِّهَامَاتٍ أوْ تشكِيكٍ فِي المَقَاصِدِ وَ النِيَّات!
وَ لعَلَّ مَا أفسَدَ بَعضَ كِبَار الأطِبَّاءِ وَ الأساتِذةِ عِندَنا رَغمَ كونِهِمُ تلقَّوا التدريبَ وَ التعلِيمَ عَلى (حِسَاب الدَولةِ) وَ فِي ( أزمِنةٍ ) تُعَدُّ (ذهبَّية) فِي تاريخِ التعلِيمَ عِندَنا وَ عَبرَ بَعثَاتٍ إلى أرقى كُلِيَّاتِ الطِبِّ العَالمِيَّةِ مَرجِعَهُ إلى الصِرَاعِ المُستمرِّ القائِمِ هُنا بينَ (المَصَلحَةِ وَ المَنفَعَةِ)! دَفعَ صِغارَ الأطبَّاءِ لإعَادَةِ حِسَابَاتِهِمُ فِي مَجالاتِ التخَصًّصِ التِي تُعينُهُمُ عَلى المُستقبَلِ هُنا! وَ بَينَمَا اتجَهَ فِي سُهُولةٍ (تَابعِي الأحزَابِ الحاكِمَةِ) مِنهُمُ للعَملِ الطِبِّي الإدَاري فِي الوُزارَاتِ وَ المَشافِي المُختلِفَةِ؛ تَوَزَّعَ ( البقِيَّةُ ) حَسَبَ الوَسَاطَاتِ وَ البعَثاتِ وَ المِنحِ المُتاحَةُ لهُمُ مِنْ وَسَاطاتِهِمُ الوَزاريَّةِ أوْ أحزابِهِمُ أوْ مُنظَّمَاتِ الأمَمِ أوْ (نفقَاتِ أهلِهِمُ) للتَخًّصص طَبيباً! فيَرتقِي ليُشاركَ فِي (المَعمَعَةِ) وَ (سُوق الصِحَّةِ)!
^
(4)--[قَشَّة ٌ الصِحَّة!]
قد أكُونُ قَسَوتُ بَعضَ الشَيءِ عَلى (أهلِ الصِحَّةِ الحِكُومِيَّةِ) هُنا فِي وَزارَاتِهِمُ وَ إدَارَاتِهِمُ وَ تخصُّصَاتِهِمُ المُختلِفةِ؛ لِكِنِّي أشهِدَ اللهَ أنِّي لا أقصِدُ إلا الخَيرَ لهُمُ وَ بِهِمُ. وَ كلامِي عَمَّا أرَاهُ وَ أعلَمَهُ وَ أعيشَهُ وَ أخُوضَهُ مُوَاطِنَاً طَبيبَاً بَسيطَاً مَعَهُمُ وَ بَينَهُمُ.
وَ إن كانَ عِندَ البَعضِ لا يَجوزُ تَعمِيمَهُ مُفترِضَاً أنَّها تجَاربٌ وَ ظُرُوفٌ لهَا وَ حَولهَا خَاصَّة؛ لكِنَّا لا نتحَدَّثُ عَن إشكالاتٍ وَ مَشاكِلَ فِي وُرَشٍ وَ مَراكز صِيَانَةٍ بَلْ عَن (صِحَّةِ الإنسَان) حَديثُنا فكانَ لزامَاً عَلينا أن نَشهَدَ الحَقَّ عَلينا أوْ لنا سَعيَاً لِمَرضَاةِ اللهِ وَ توفِيقهِ مُشهِدِينَهُ تعالى وَحدَهُ عَلى مَا نَقُولُ هُنا.
إذاً لِنُوَاصِلَ الكلامَ عَن الصِحَّةِ وَ أهلِهَا وَ أهلِنَا هُنا؛ وَ ليسَ بَعِيدَاً عَن حَال الصِحَّةِ الحُكومِيَّةِ حَالُ الصِحَّةِ فِي قِطَاعَاتِ مُجاورَةٍ لهَا مِن الخَاصِّ وَ الاستِثمَار وَ الأجهزةِ النِظَامِيَّةِ الأخرَى!
وَ سَنتأمَّلُ الحَالَ فِي تِلكَ الأخيرَةِ الأجهِزةِ النِظَامِيَّةِ وَ أعنِي بهَا الجَيشَ وَ (سِلاحِهِ الطِبِّيُّ) وَ الشُرطَة وَ (خِدَمَاتِها الطِبيَّةِ).
فَرَغمَّ أنَّ أهلَ الصِحَّةِ فِيهمَا هُمُ الذِينَ يَقُودُونَ دَفَّة الإدَارَةِ الطِبِّيَّةِ سَعيَاً لِتوفِير الخِدَمَاتِ الصِحِيَّةِ لِمُنتسِبيهمَا وَ أسَرهِمُ أوَّلاً ثُمَّ للمُواطِنِ ثانِيَاً؛ إلا أنَّ المُلاحَظَ أنَّ (التفكِيرَ العَسكريَّ) فِيهمَا غَلَبَ (الوَعيَّ الصِحِّيَّ)!
فمَجَالُ الصِحَّةِ فِي كُلِّ فُرُوعِهِ وَ مَجَالاتِهِ دَاعٍ للتأمُّلِ وَ التفَكُّر وَ التَعَلُّم مِنَ التَجَاربَ وَ أخذ الحِكمَة مِنهَا وَ الصَوَابَ، فهُوَ دَافِعٌ للتفكِير الهَادِفِ البَنَّاءِ الخَلاقِ فِي كيفِيَّةِ دَفع الضَرَرِ قبلَ أوَّل إشَارَاتِ اقتِرَابهِ فالوقَايَة ُ هِيَ الغايَة ُ مَعَ حَتمِيَّةِ توفير العِلاج.
لكِنَّ (الفوَضَى) المُشَاهَدَة فِي إدَارَاتِ تِلكَ الأجهِزَةِ النِظامِيَّةِ الصِحيَّةِ وَ التَضَارُبُ الفاضِحُ مَا بينَ الأوَامِر وَ التعلِيمَاتِ وَ الوَسَاطَاتِ وَ التوصِيَاتِ أفسَدَ (مِنهَاجَ أهلَ صِحَّةِ) مِنهُمُ فنَجِدُ أنَّ الإدَارَاتَ الصِحيَّةَ فِيهِمَا فاقِدَة ٌ للتخطِيطِ فهمَاً وَ عَملاً وَ حِكمَةً؛ لا تُجِيدُ وَضَعَ بَرَامِجَ وَ لوَائِحَ فِي كيفِيَّةِ التنسِيبِ وَ استِيعَابِ الكوَادِرِ المُختلِفةِ وَ رَسمِ طُرُقٍ للتدريبِ وَ التأهيلِ تَرتَقي بتلكَ الكَوَادِر فِي سَعيٍّ (للاكتِفاءِ الدَائِمِ المُستمِرِّ المُستقِرِّ المُتجَدِّدِ) فِي كُلِّ التَخصًّصَاتِ الصِحيَّةِ فيهَا! بَل وَ لا رُؤيَة لِديهِمُ وَ لا حِكمَة فِي الاختيَار مَا بينَ الذكر وَ الأنثَى!
حَتَّى تَجَلَّى لهُمُ فجأةً كثرَة إقبَالِ الإنَاثِ للانتسَابِ إليهِمُ سَوَاءً لِجَمَالِ الزيِّ العَسكريِّ أوْ الامتِيَازاتِ وَ المَعاش وَ الحَوافِز المُتَاحَةِ وَ المَوعُودَةِ أكثرَ مِنَ الذكوُر! وَ ما ذاكَ إلا لأنَّهُنَّ عَلِمنَ حَقيقةَ أنَّهُنَّ (لن) يُرسَلنَ أوْ يُبعثنَ أبعَدَ مِن مَنطِقةِ سَكنِ أهلِهَنَّ! فالأوَّلادُ وَحدَهُمُ هُمُ الذِينَ يُساقُونَ فِي تِلكَ المَناطِقِ وَ يُنفَونَ فِيهَا! وَ طَبَعَاً لستُ مُتحَامِلاً عَليهِنَّ مَعاذ اللهِ لكِنِّي كُنتُ هُناكَ وَ هُنا!
إذاً فالعَيبُ ليسَ أسَاسُهُ الأنظِمَة ُ هُناكَ أوْ هُنالِكَ أوْ .. هُنا ؛ بَل فِي (العَقلِيَّةِ الصِحِّيَّةِ) التِي تُشاركُ فِي إدَارَةِ القرَار لا صِنَاعَتِهِ فِي كُلِّ مُؤسَّسَاتِ وَ مَرَاكز وَ مَرافِقِ الصِحَّةِ! عَقلِيَّة ٌ (قَاصِرٌ) تفكِيرُهَا عَقيمٌ شَائِخٌ لا يَستجِيبُ للحَيَاةِ إلا رُدُودَ أفعَالٍ وَاهِنَةٍ لأحدَاثٍ وَ أسبَابٍ وَ حَاجَاتٍ! وَ رَغمَّ وَ هِيَ شَهَادَة ٌ أنَّ (السِلاحَ الطِبِّيَّ)تَمَيَّزَ فِي تَوسُّعِ مُستشفيَاتِهِ وَ مَراكِزِهِ وَ انتِشَارهِ فِي وُلايَاتِ السُودَانِ وَ مُدُنِهِ تَوسُّعَاً يَجعَلَهُ قادِرَاً عَلى مُسَانَدَةِ وُزارَاتِ الصِحَّةِ أوْ حَتَّى و لا مُبَالغة التَفَوُّقَ عَليهَا؛ إلا أنَّهُ مَازالَ يَفتقِدُ بكُلِّ وُضُوحٍ وَ الأدِلَّة ُ كثيرَة ٌ (للكَوادِر الصِحيَّةِ) القادِرَة المُؤهَّلةِ! وَ مَا ذاكَ إلا الدَليلُ عَلى عَقمِ الفِكر الصِحيُّ أوْ النِيَّةِ عندَ قِيَادَاتِهِمُ! وَ عَليهِمُ التجدِيدُ وَ الدَفعُ بدِمَاءٍ حَارَّةٍ شَابَّةٍ قَادِرَة عَلى (خَلقِ الخَيَالِ وَاقِعَاً) يَستفِيدُ مِنْ قُدُرَاتِ مَفخرَتِنا الجَيشَ.
أمَّ (الشُرطَةُ) فمَازالت تُحَاولُ إثبَاتَ تَوَاجُدِهَا الصِحيَّ؛ وَ عَلَّ أهمَّ انجَاز يُحسَبُ لهَا
هُوَ جَامِعَة ُ الربَاطِ وَ كُليَّاتُ الصِحَّةِ المُرَافِقةِ لهَا، وَ مَا صَاحَبَ ذاكَ مِنْ استقدَامٍ لخِبَرَاتٍ مَشهُودٌ لهَا. لكِنَّ إشكالهَا قابعٌ فِي (إدَارَةِ الشُئُونِ الصِحيَّةِ وَ خِدَماتِهَا) فِيهَا؛ فلا مَنهَجَ مُبَرمَجٌ وَاضِحٌ لدَيهِمُ وَ لا رُؤيَة ٌ للتنسيبِ وَ التدريبِ!
وَ أخيرَاً إنَّ نَظرَةَ إخوَتِنا فِي العَسكر وَ المُعَسكر فِي تَحَكُّمِهِمُ (اللا) مَدرُوسَ (اللا) عَادِلَ (اللا) عِلمِيَّ (اللا) مَنهَجِيَّ فِي مَصير وَ مُستقبَلِ المُنتسبينَ إليهِمُ (الصِغارُ مِن أهلِ الصِحَّةِ) هِيَ مَا تَضربُ الجُدُرَ بَينهُمُ وَ بَينَ اجتِذابِهِمُ لِتلكَ الكَوَادِرَ التِي تضعُ الأخلاقَ نَصبَ الأعيُنِ تَخافُ اللهَ وَ اللهَ وَحدَهُ! وَ استِمرَارَهُمُ فِي ذاتِ النَهجِ وَ الأسلُوبِ هُوَ النِهَايَة ُ التِي سَيكتُبُونهَا لأنفُسِهِمُ وَ لأسَرهِمُ صِحِيَّاً أكانَت أمْ مِهنِيَّاً؛ فكُلَّ مَا سَيحصُلُونَ عَليهِ شَبَابٌ مِنْ عِلَّةٍ يَبحَثُ عَن سُلطَةٍ وَ قِلَّة ٌعِندَهَا الأخلاقُ تُصارعُ الحَيَاة لِتكُونَ أو لا تَكُونَ تُحاولُ مَعَهُمُ التَعَلُّقَ ( بِقَشَّةٍ )!
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الأيَّامُ الخَالِدَة .. بقلم: محمد حسن مصطفى محمد حسن
حَرَكَاتٌ وَالمُقَاوَمَة ؛ الحَقُّ والباطِلُ وَالخيَال!! .. بقلم: محمد حسن مصطفى
حَبلُ القَضَاء .. بقلم: محمد حسن مصطفى
وَطَنٌ مِنَ الأضغَاث وَ الأحلام ! .. بقلم: أخوكم محمد حسن مصطفى
الخَصمُ وَالحَكمُ - لكِ اللهُ يَا دَولِيَّة! .. بقلم: محمد حسن مصطفى
أبلغ عن إشهار غير لائق