محاذاة لقصيدة الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم الأخيرة بعنوان: " شوقاً إلى كردفان " بروقٌ من الياقوتِ في غُرة الفجرِ *** تُضيءُ حَبيَّاً من شمارخها الخُضرِ تدلت على أرض " أم كتيرةِ " موهناً *** فقلنا تجلى الله للبلد القفر "1" ومن طور سيناء " الكرابيجِ " أشرقتْ *** شموسٌ تضيء الكونَ من حضرة البِشر"2" تجلت عروس الرمل في رونق الضحى *** فصارت عروساً للمدائن في القُطر وحياها فحل الشعر داحسُ خيلناً *** يفدِّي بنيها بالحياة وبالعمر "3" تغنى لها المكيُ في ليل غربةٍ *** يمازج بين الحزن والدمع والشعر"4" بشعرٍ يحاكى سحرَ هاروتَ روعةً *** خبيئة دهرٍ كالعجوز من الخمر من اللائي قد صاغ النواسيُّ وصفها *** لها الويل من "هجّالةٍ" شيخةٍ بكر"5" ترى الناس صرعى في عباب حبابها *** إذا القوم شاموا برق "فنجالها البكري""6" "وصلت حبالي بالأبيض إنني *** أخذتُ الهوى والشعر من حبلها السُّري"7" وكم طار في الآفاق صيتُ رجالها *** وقد نهلوا الأسرارَ من بازها الحُرِّ وفي قبة القنديلِ ترجمَ فتيةٌ *** ثُمالى بذكر الله من غير ما خمر"8" إذا سكر الندمان من دنِّ خمرهم *** فإنّا بحمد الله نسكر بالذكر إذا ما دليلُ المحْسِ خط مصاحفاً *** أسال لها جاري النضار من التبرِ"9" وقد خط للمهْديِّ أجمل مصحف *** ورقَّشه بالليل والنجم والبدرِ على قبره يبكي السحاب "حسافةً" *** ومن حوله الأخيار من صحبه الغرِ وكم فيكِ يا عُشَّ الرجال "جرارقٌ" *** وكم فيكِ من علامة حاذق حبر"10" كطيبنا عالي الأسانيدِ شيخنِا *** وثبتِ الرجالِ الفحلِ عالمِنا الجمري"11" أيا جنةً فيها الهشابُ حدائقاً *** شموخُ التبلدي والتواضعُ في السِّدرِ وقد حامت العقبانُ حول ظعائنٍ *** ترى الموتَ يدنو من هوادجها الحُمرِ لذا شبه الفحليُّ ظعنَ نسائه *** بوادي التبلدي والجآذرُ في الخدرِ"12" على كردفان الخير ألف تحيةٍ *** فإنيَّ مجبولٌ على حبها العذري " عرفت هواها قبل أن أعرف الهوى " *** وطوفت في كثبانها البيضِ والعفرِ " متى صارت الحصباء دراً وجوهراً *** فإنك في أرض البشاشة والطهر"13" تخب جمال فوق ناصعِ رملها *** إذا السيل سحّاً فوق كثبانها يجري "14" حاشية : "1" أم كتيرة : حلة العارف بالله شيخنا عبد الله آدم المعروف براجل أم كتيرة "2" جبل كرباج : من جبال الأبيض "3" أعني العباسي حيث يقول : أفدى الأبيض أفدى النازلين بها مثوى الأكارم أشياعي وأنصاري "4" المكي : هو شاعرنا الكبير محمد المكي إبراهيم رد الله غربته "5" الهجّالة : هي الماجنة من النساء "6" الفنجال البكري : هو الفنجان الأول من القهوة وأنا أعني به قهوة الخمر "8" قنديل كردفان : هو الشيخ إسماعيل الولي رضي الله عنه "9" الشيخ دليل المحسي الراقد في مقابر دليل التي سميت باسمه بمدينة الأبيض ،وهو "ابن مقلة السودان في جمال الخط. ومن أراد أن يرى آية فنه فلينظر في المصحف الذي خطه للإمام المهدي. "10" يقال أن بغداد هي عش الأولياء وقد أجمع العارفون أن الأبيض هي عش الأولياء بالسودان . "11" أقصد العلامة الشيخ الطيب مونة والعلامة الشيخ موسى عبد المجيد من الجوامعة الجمرية . "12" الفحلي هو محمد ود إبراهيم المعروف ب "كريشة الغني " وقصدت قوله : بى غرب النصُب مدهاج ضعنهن جاني عطافهن تبلدي الزرنخ الصعداني "13" البيت لود المكي مع يسير تصرف "14" من أقوال أهل كردفان "كردفان مطرها بكب وجملها بخب" أي أنها رملية ليس بها أوحال