أعذر من أنذر ! هذا هو لسان حال المملكة العربية السعودية لجارتها قطر. وتشعر المملكة بالغضب الشديد ازاء سياسات الحكومة القطرية التى تحولت بحسب تصريحات المسؤولين السعوديين الى احد مكاتب الحركة العالمية للاخوان المسلمين. ويتبدى ذلك بوضوح فى محاولات قطر المستمرة للعب دور اقليمى ومد تفوذها بدرجة اكبر من حجمها الجغرافي - سوريا ومصر وليبيا على سبيل المثال. وقد نفد صبر المملكة فى ما يبدو وبحسب مؤشرات وجد بعضها سبيله الى الاعلام الغربى وحتى العربى فان المملكة العربية السعودية قد بدأت بالفعل فى العد التنازلى لخطة تدخل فى قطر تشبه سيناريو دخول قواتها العسكرية الى مملكة البحرين عام 2011م-القوة كانت تتكون من 1200 جندى سعودى بالاضافة الى 800 امارتى. جريدة رأى اليوم الالكترونية فى 30 ابريل 2014 قالت :(قبل شهر اجرت دولة الامارات العربية المتحدة مناورات عسكرية لعدة اسابيع شاركت فيها قوات مصرية برية وبحرية وجوية، وقوات خاصة، وكان لافتا حضور المشير عبد الفتاح السيسي وجميع قادة الجيوش المصرية للمرحلة الاخيرة من هذه المناورات، والشهر المنصرم جرت مناورات مماثلة في دولة البحرين شاركت فيها قوات سعودية ومصرية واردينة ايضا.ومن تابع اليوم الاخير من المناورات العسكرية السعودية التي اختتمت امس بحضور الامير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع وشاركت فيها كل الاسلحة ووصفها الاعلام السعودي انها الاضخم والاكبر حجما في تاريخ القوات السعودية يستطيع ان يحاول استقراء اسباب هذه الزحمة شبه المفاجئة في مناورات المنطقة العسكرية.كان لافتا في الحفل الختامي لهذه المناورات ان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيس آل خليفة كان يجلس الى يمين الامير سلمان بن عبد العزيز بينما جلس الى يساره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، علاوة على ممثلين لجميع دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء دولة قطر.السؤال الذي يطرح نفسه بقوة بالنظر الى هذه المناورات وطبيعتها وتوقيتها، هو عن العدو المفترض التي تجري هذه المناورات والاسلحة المشاركة فيها للاستعداد لمواجهته؟ هل هو ايران ام العراق ام دولة قطر؟ولا نحشر دولة قطر هنا جزافا، وانما لان المناورات تجري في الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة، ولانه جرى استثناؤها من الدعوة لحضور اي منها، ولان العلاقات بينها وبين الدول الثلاث ما زالت متوترة، وما نسب الى الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اثناء اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف السعودية حول عدم تحقيق تقدم عملي في المصالحة صحيح تماما، وان ما حدث ان الامير السعودي اراده ان ينشر دون ان ينسب اليه اي (off the record)ا. الخبراء في الشأن الخليجي يستبعدون تطور الخلاف بين قطر وجاراتها الثلاث الى مواجهة عسكرية لان دول الخليج تفضل حل المشاكل فيما بينها بالحوار، ولكن هناك سابقتين تناقضان هذا المفهوم، الاولى معركة مركز الخفوس الحدودي السعودي القطري عام 1992م التي سقط فيها جنود قطريين قتلى، والثانية عام 1995م عندما شاركت الدول الثلاث اي السعودية والاماراتوالبحرين الى جانب مصر في دعم محاولة انقلاب ضد امير قطر السابق حمد بن خليفة واعادة والده المعزول الى الحكم، وانطلقت القوات المشاركة في الانقلاب من الاراض السعودية).انتهى النقل وعفوا للإطالة. قطر لا تمتلك قوات عسكرية كافية للدفاع عن نفسها ولا يمكنها الاعتماد على الوجود الأمريكى الحربى هناك ، لكنها لن تكون لقمة سهلة البلع ومن هنا ربما جاء طلب المساعدة من الخرطوم بارسال قوات . الخرطوم لن تغامر بإرسال قوة من الجيش الرسمى . والحل فى قوات الجنجويد او قوات الدعم السريع .وراجت إشاعات قوية فى الخرطوم خلال الأسبوع الماضى عن طائرات تنقل جنودا الى ليبيا بعد انقلاب حفتر لكنها فى ما يبدو توجهت الى الدوحة. قطر فتحت! حسين التهامى كوكيرز تاون ، الولاياتالمتحدةالامريكية [email protected]