[email protected] لم يجدوا غيرك يسترون به عوراتهم، لكنهم تناسوا أن أمثالَك عصِييُّون على الكَسْر. والله قد تحزَنْ لكنّك لن تخاف؛ وعليك أن تستأسى بقول: مَشيناها خُطىً كُتِبَتْ علينا ,,, ومَنْ كُتِبتْ عليه خُطىً مشاها ..وفي خاطري أنك تُردد قول أبي الطيب المتنبي: ولم تزَلْ قِلّة الإنصاف قاطعةً ,,, بين الرجال ولو كانوا ذوي رَحِمِ .. سُبحان خالِق نفسي كيف لذّتها ,,, في ما النفوس تراهُ غاية الألَم.. أدام الله عليك ثوب العافية وأسبغ عليك فضلاً منه وتوفيق ..ووراك أُمّة. التجاسُر باعتقال الزعيم السوداني والوطني الكبير، رئيس وزراء حكومة السودان، في المرحلة الديمقراطية الثالثة؛ والتي انقلب عليها هولاء، هو باعتقادي ال خطُّ الأحمر، والصّحي صَحي؛ وليس كلام النعامات والمُهترشين بالقوانين وهُم يهرفون بما لا يعرفون. قد ينتقد أيّاً مِنّا سياسات وبرامج يطلقها الزعيم الديمقراطيالصادق المهدي، كزعيم لأكبر الأحزاب السودانية بأغلب مراحل السودان السياسية، لكننا نكون غير محقِّين عندما يتشفّى البعض مِنّا، في أمثال الزعيم الصادق المهدي. فالصادق المهدي، ماهو الزعيم العاق بشعبِه وجماهير أمّتِه، لا خانْ ولا سَرّاق، راجل وسيع آفاق، عندو الطموح دَفّاق ..بالله لولا أنه زمنٌ بئيس، أيتصدّر المجالس الإعلامية السودانية، هذه الأيام النَّحِسة، أشباه فُلان وعِلّان وفرتكان ..! منسوبو الحزب الحاكم بالبغي والعدوان والبلادة والزّمَتان والضَّهبان يقولون: إنّ توقيف الصادق المهدي، كان لكيت وكيت، وهو أمرٌ قانوني وليس سياسي..! وآخرون، يدّعون أنهم نوّاب الشعب، حاكموا المواطن السياسي الأوفر إسهاماً في حكومات السودان منذ ستينيات قرنه الماضي، بأنه اقترف جريمة الخيانة العُظمى ..! قبَّح الله المُسَيِّسين ومُجيِّرين كل نشاطهم الحقوقي لذواتهم ومصالحهم فقط! وَ قبّح الله المُنتهِزين لمنبر الرقابة والتشريع القومي، يوجّهونه فقط لصالح اختياراتهم الرؤيوية الذاتية جداً جداً، وبضدّ ما تُلزِم به القوانين والأخلاق. أنْ كانت محاكمتهم على الملأ ..! وليسوا بمحكمة ولا قُضاة ولا ولا ولا ، وقد قيل: وَبئيسٍ ينامُ على حَريرٍ ,,, وَ ذو نَسَبٍ مفارشه التُّراب. يقول بعض الناس: النهاية بالخواتم فقد نال الامام جزاء سمناااااار، ويردّ عليهم آخرون: تحليلكم وتعليلكم غير صحيح؛ فأين نحن من الخواتيم، وإنما أننا يا دووووب في البدايات ..؟ ولعلها بداية العَد التنازلي لحُكم الاستبداد والطغوان .. فالسيد/ الصادق المهدي، أكبر من سنّمار ومن النعمان ومن اللّخمي والسّهمي إلخ,,, أعني أقدار الصادق المهدي، كسياسي سوداني ديمقراطي وزعيم مُعَتَّق، ذو سماح وإسماح وعقلٍ براح، وإنْ ترضونَ أو تغتاظون، فالآن الآن؛ فإنّ تطوّر السياسة الديمقراطية في السودان، يعتمد بشكل كبير على أمثال السيد الصادق المهدي، بل يُعَدُّ الصادق واحد من أعمدة استنهاض نظام ديمقراطي في السودان؛ بالتالي فإنّ ما تقترفه الحكومة تجاه الوطنيين من أبنائها والدّاعين للاستجابة لما تطرحه ذات الحكومة من حوار وطني، ليس له غير معنىً واحد!! فحواه أنّ دعوة الحوار كانت "هظار"!! أو لعلّها ( بوبار في إطارٍ من ال Showشوبار). الصادق المهدي، عمود راكز لابتناء نظام ديمقراطي سوداني يُرجى منه؛ وهو الذي عليه الرَّكْ في مسائل الديمقراطية والدولة المَدَنية، بل والصحوة بعد نُعاس ووسواس وخُنّاس .. وبعد كل هذا أن يشمتْ بعض الناس، في هذه المِحنة المعضِلة؛ فَ عليه العوَض ومنّو العوَض. فليس على مِثل الصادق المهدي، يشمتْ العاقلون ..وإنني والله أرى الصادق المهدي، أحرَى بأن نتمثّل له وعنه، بقول أمير خراسان في عهد الدولة الأموية، نصر بن سيّار: إنْ يحسدوني على ما بنيتُ لهم ,,, فمثلُ بلائي قد جَرَّ لي الحسَدا .. لكأنّك، عزيزنا، الصادق المهدي، تتأسّى بكلام النبي يوسف عليه السلام: السِّجنُ أحبُّ إليّ ممّا يدعوني إليه؛ فللّه دَرّك، وأنت برغم التغوّل عليك، وأنت القامة السودانية الفارعة، لم تتنازل عن إسماحك وشهامتك في إعلام الناس، قيادة الناس، التأكيد للناس بأنّك سِدادُ الأمرِ، وكِفائه ليوم كَريهةٍ ونفادِ صبرِ ..وكنتَ، قد تمثّلتَ بقريض أبي عُبادة.. في موقِفٍ حالك: إذا احتربتْ يوماً وسالتْ دماؤها ,,, تذكَّرتِ القُربَى ففاضتْ دموعها .. وذاك موقفٌ حالكٌ، قليلٌ من يُغلِّب فيه رجاحة العقل، على هوى العاطفة. لكنّك كنتَ ابن بجدتها، والعامل لتجنيب وطنَك، الاحتراب السياسي اللئيم .. وها أنتَ الآن في موقفٍ أرقى وأبلغ وكلّه وطنية ناهضة، فإن كنتَ السجين في يومنا هذا، فسجّانوك، يئنّون من السجن بأكثر منك ..!! ألا تراهم يتخبّطون؟ كأنّ - بل مؤكّد - أنّ بهم مَسّ أو دَسّ! فلا تهِن ولا تحزَن فإنما الديمقراطية عائدة وراجحة .. لا تأسى ولا تحزن .. وذاك، مقالك وكتابك وفِكرَك السّديد .. وإنّ استمرار اعتقال أمثالك، وعلى هذه الصورة المُلفلَفة، هوَ في أبسط توقّعاتِه، نذيرٌ شَرّ على استقرار السودان. بل هو تَعَدّ وتجاوز لأيّ خطوط حمراء.. وَ أ فليس في هؤلاء القوم، رجلٌ رشيد..؟