جريرة ثابته ومتهم متردد ودفاع ركيك: حكي مدير إستثمار بأحد البنوك السودانية أنهم يطلبون تاجرا مبلغاً كبيراً من المال يتجاوز الثلاثين مليار من الجنيهات ، والمبلغ متجمعاً لجملة من التعاملات الإستثمارية مع ذلكم التاجر الكبير ، ولأن إدارة البنك وجدت نفسها في مازق كبير جراء إدارتها الخرقاء لأموال المودعين لم تقوي علي شكاية الرجل في نيابة الاموال الخاصة بالبنوك ، فليس مقبولا أن تصل ديون بنك مع مستثمر هذا المبلغ الخرافي ..!! ، كان ذلك السلوك الشائن قبل تدخل جهاز الامن والمخابرات الوطنى الذي رد أكثر من 65% من مديونية البنوك علي القطاع الخاص ، بعد أن تدخل بما لديه من إختصاصات قانونية تتجاوز ليبرالية اللوائح ومهادنتها لأصحاب الأموال ، ولعل تلك الصورة هي اكبر شاهد علي ضرورة الصلاحيات التي تمنحها البلدان لأجهزة مخابراتها لتصبح هي الآلية الأخيرة لعلاج الامراض المستعصية ، فقبل تدخل الجهاز في تلك القضية كان أكثر من ثلاثة أربعاع أموال المصارف تتداول بين ثلاثين تاجراً لاغير ، وهو الامر المتقاطع لمقصد الشريعة (حتي لا يكون المال دولة بين الاغنياء منكم) ..!! ، فالرجل (مدير الإستثمار) قال أن التاجر المطلوب من البنك كان يدخل عليهم يوميا بطريقة وكأنه يطلب البنك هو وليس العكس ..!! ، والرجل بالاموال التي إستلفها من البنك يدير ظهره للحائط فلا أحد يستطيع أن يجلده عليه .. القصة هذه إستلفتها لكي أدلل بها علي مسلك الحركة الشعبية الذي تنتهجة في تعاطيها مع الشأن السياسي الآن ، فهي تراهن علي الصوت العالي ليخفي مسلكها الشائن في كل شئ ، ولعل الحركة في ذلك تستلف من ذاكرتها التي مازالت محشوة بمفردات العسكرية بأن (النشاط يغطي علي الخطأ) وهو مبدا معمول به في ميادين القتال أو في العسكرية بوجه عام ، يتحدث اللسانيين بالحركة الشعبية عن إنسحابهم من المجلس الوطني خلال إسبوع واحد إذا لم تتم إجازة جملة من القوانين ، وإنهم سوف يحركون الشارع في كل مدن السودان ضد حكومة المؤتمر الوطني ، وفي سانحة أخري يتحدثون عن ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ، وثالثة يقولون بأن ضرورة قصوي تدعو لأن يتم الترسيم في منطقة أبيي ..!! ، الحركة تشن هجوم في كل الاتجاهات كل يوم وآخر وكأنها بالفعل تطلب شريكها دون ان يطلب منها أو تكون مدانه له بشئ ..!! ، فهي تصور للرأي العام إن شريكها مدين لها وعلية السداد ، علي الرغم من أنها هي المطلوبه وهي وحدها التي يجب ان تجيب علي أسئلة كثيرة ، ماذا فعلت حكومة الحركة الشعبية بحدود السودان الجنوبية مع دولة يوغندة ..؟! ، الحدود الأكثر إشتعالاً مع تلك الجارة ويترد النار المشتعلة تلك قبيلة (الاشولي) المشتركة مع يوغندة ، والقصة هنا طويلة ولكن الحركة تخفي ذلك بكثرة حديثها وإطلاقها لبالونات هوائية كبيرة ذات فرقعة أكبر ، ولكن علي الحركة ان تجيب .. ماذا عن ترسيم الحدود مع الكنغو الديمقراطية وكينيا ..؟! ، أما وقد توقفت الحرب فلا مناص من فتح تلك الملفات ونسأل حتي في الحدود الدنيا عن الجهد الذي بذل فيها ، أي علي المستوي النظري .. ماذا قدمت الحركة من فكر سياسي في ذلك الملف الحساس ..؟! ، ولماذا تتكرر هجمات جيش الرب داخل الاراضي السودانية ..؟! هل لوجود قبيلة (الأشولي) المشتركة مع يوغندة يد في تلك الهجمات ..؟! ولماذا يتابع جيش الرب أفراد تلك القبيلة بالقتل والمطاردة المستمرة ..؟! ، وبعض الاخبار التي رشحت من قبل ان سلاح الجو اليوغندي قد شن عدد من الغارات داخل الأراضي السودانية أيضاً .. أهو كان يلاحق ذات القبيلة ياتري ..؟! ، وهل الذين نقلت صورهم بعد هلاكهم مع أنعامهم ينتمون لجزء القبيلة السودانية أم كانوا هم رعايا يوغنديين خرجوا علي ولاية دولتهم ..؟! ، الحركة الشعبية تتعمد إيهام الرأي العام بأنها خالية من سداد الفواتير وهي غارقة حتي أذنيها في الديون ، ديون في الملفات السياسية مع بعض دول الجوار فيما يختص بترسيم الحدود ، وديون أخري ذات بعد عسكري وسياسي يرتبط بجيش الرب ودولة يوغندة ، وديون في التنمية بالجنوب بالرغم من (المليارات السبعة من الدولارات) التي إستلمتها من حصتها البترولية ولا أثر يشير للبناء والتعمير .. لا عمل في الطرق .. ولا المواصلات أوالاتصالات .. وسكوت عن الخدمات الصحية والتعليمية .. وندرة في المواد الغذائية وبقية السلع التي يطلبها المواطن هناك ..!! ، وأخيرا القضية التي ظلت تؤرق مواطن الجنوب .. الامن وإنعدامة التام ..!! ، حتي أضحي الموت خبراً عادياً لا يلفت نظر أحد .. موت بالكوم ..!! ، ملفات ديون غارقة فيها الحركة الشعبية حتي أذنيها ، ولكنها تنعق بما لاتفعل وبذلك تظن إنها تدير الرؤس عن مشاكلها العديده بأخري إنصرافية تشغل بها الرأي العام لبعض الوقت لعلها تنجز شيئاً يحقق لها النصر في انتخابات علي الأبواب ، غير أنها لا تنشط عضويتها في التمارين الإنتخابية القصيرة .. انتخابات إتحاد الصحافيين مثلاً ..!! ، فالحركة وأنصارها من الشيوعيين واليسار آثروا مقاطعتها دون إعلان مباشر منهم ، فالحركة والمعارضة التي جمعتها في (مؤتمر جوبا) يؤثرون عدم الفضائح وإختبار جماهيريتهم ، فقد عملوا جميعاً علي تجاوز نقطة الإنتخابات لما بعدها من خطوة ، غير أن ما جاء في الإتفاقية الموقعة في ضاحية العاصمة الكينية (نيفاشا) يقول بالإنتخابات أولاً ..!!، إنهم جميعاً يهربون من قياس الرأي العام حولهم ، ويحاولون تغطية ذلك يالهتاف ورفع الصوت ، والحركة تخرج وتدخل وكأن الآخرين قد إستدانوا منها كل شئ والواقع يقول إنها مدانه في كل شئ وعليها السداد العاجل غير الآجل ..!!