شياطين الإنس في رمضان رمضان كريم، رمضان شهر التوبة والغفران، رمضان هذا الشهر الفضيل، رمضان شهر الصوم ومراقبة النفس. فيه تعمر المساجد وتتواصل فيه الحسنات وتتوالى فيه البركات وتضاعف فيه حسنات أعمال الخير فردية أم جماعية، كل فرد منا يسعى الى اكتساب رصيد كبير من الحسنات في هذا الموسم العظيم. ويتسابق الناس ويتبارون على أعمال الخير من افطار صائم أو احسان الى يتيم وادخال الفرحة في نفوس الفقراء والمساكين والأخذ بيد الأطفال الصغار المشردين لا مأوى لهم ولا عائل لهم. وغير قليل من المسلمين المقتدرين أيضا يتوجهون الى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة وزيارة المدينةالمنورة. وقبيل ان يقرع الشهر الفضيل ابواب البيوت مبشرا بمقدمه الكريم تقرع طبلة آذاننا اعلانات القنوات الفضائية (التي اصبحت اكثر من عدد النجوم) مبشرة بموسم (حافل) بالبرامج (الرمضانية) التي اعدت خصيصا لهذا الشهر الفضيل وعدد (حافل) من المسلسلات العربية والمسابقات والبرامج الجماهيرية وغيرها. ولكنها عمليا لا تمت الى الشهير الفضيل بصلة، غير أنها تشتت الانتباه عن المقصد الحقيقي للشهر الكريم. في رمضان كما هو معلوم تصفد مردة الشياطين حتى يتمكن الناس من اغتنام تلك الفرصة النادرة والتوجه بقلوب مطمئنة الى أعمال الخير وتلاوة القران الكريم بشئ من (الروحانية) وفي غياب أولئك المردة يستطيع المرء أن يحقق مالم يكن قد حققه في الأشهر العادية التي يكونون فيها طلقاء. ولكن تلك الفرصة النادرة التي تتوق الانفس لها نجدها قد (احبطت) و (اجهضت). ذلك لأن مردة الشياطين قد (ورثوا) (شياطين الانس) تلك المهام التي كانوا يقومون بها وأسندوا لهم تلك الواجبات (المرحلية) في هذا الشهر الفضيل الكريم. وقد فوض أولئك المردة سلطاتهم الى مجموعة شياطين الانس الذين برعوا في اداء تلك (المهام) بشئ من (المهنية) و (الاحترافية) بدرجة تفوقوا فيها على الشياطين (اصحاب الاسم واصحاب الجلد والرأس) أنفسهم. لقد أفسدت مجموعة شياطين الانس الجو الرمضاني الروحاني (مع سبق الاصرار والترصد)، وهي مذ مدة تعمل على (انتاج) تلك البرامج وتعمل على (تضخيم) مائدتها الرمضانية. وهي لا يحلو لها الجو الا في رمضان الذي ارتبط منذ زمن بعيد بانتاج برامج ومسلسلات وفوازير تعمل على (تشتيت) انتباه وتركيز الناس و (افساد) (الخلوة) الرمضانية. وكأنه لا يحلو لهم العمل الا في ايام هذا الشهر الفضيل، وكثير من تلك البرامج عبارة عن (تهريج) الغرض من تبديد الوقت و (تضييع) الفرصة الثمينة التي لا تتكرر. وهي غير مفيدة بأي حال من الأحوال. هناك لون من التسلية البريئة التي لا تجرح ولا (تخدش) حرمة وعظمة ذلك الشهر الفضيل. وهناك العديد من البرامج التي قد تتفق مع مقصد الشهر، من مسلسلات دينية وتاريخية وبرامج ثقافية وغيرها من الأعمال التلفزيونية او الاعلامية التي قد تعمل على توعية الشباب والجيل الجديد وتذكيره بالارث والحضارة الاسلامية العظيمة التي خلفتها لنا تلك الاجيال الاسلامية. ان غياب لجان النصوص ومراقبة جودة الاعمال و (فتح أجواء البث للهابط والغث من الأعمال) قد عزز من وجود من الاعمال الفنية (الهابطة) الفاسدة في ذاتها والمفسدة في غيرها. ورحم الله الشيخ كشك الذي اطلق على جهاز التلفزيون (المفسديون الملون)، فهو أخذ بالاغلب الاعم لعمل الجهاز، بينما يمكن أن يكون المفيد يون الملون، ببثه الحسن من الاعمال المفيدة التي تعمل على رفع ثقافة الاجيال وبث المفيد للصالح العام. يقول الشيخ على الطنطاوي،يرحمه الله، الشيطان الحقيقي يمكن ان يختفي ويتوارى ويبتعد عنك بذكر الله وقراءة ايات من الذكر الحكيم وبذلك تتقي شره، الا أن شيطان الانس لن تستطيع (مكافحته) مهما تلوت من قرآن وذكر. وقد صدق الشيخ في مقولته هذه فهاهم صغار ومردة شياطين الانس يعيثون في الأرض فسادا وافسادا، فمن يجروء على تصفيدهم وحبسهم في هذا الزمان، سيما في شهر الصوم والقرأن؟؟؟؟ الرشيد حميدة/ الخرطوم [email protected]