المتابع العادى للشأن الرياضى .. يصاب فى كثير من الاحيان بالحيرة! والقلق! لأن هناك محاولات غير راشدة .. تغرس فيه خلال اعلام مكتوب .. مقروء، أو مرئى .. مشاهد بأن (كرة القدم) هى الأولى! وما عداها ألعاب لا قيمة لها .. وان كانت هناك اشارات خجولة لألعاب القوى، والسباحة، والكرة الطائرة والتنس، ورغم الخيبة التى تلازم فرقنا فى كرة القدم يسال كثير من المداد، وتسود اعداد من الصفحات، أما (كيدا) لفريق آخر مناوئ، او اغاظة لمشجع يناصر ذلك الفريق المناوئ، مما يؤكد بأن الانسان ما زال فيه نزعات من السادية والماسوشية. وحاولت ان ارصد بعضًا من التجاوزات التى تصاحب التعليق على مباريات كرة القدم .. واحصر نماذج منها فى الآتى : * لتكريس .. مفهوم تقسيم قارتنا الى عرب وأفارقة متناحرين يصرخ احدهم عند اذاعة لمباراة تقام بين فريق من (عرب أفريقيا) وآخر أفريقى صرف .. اللهم (انصرنا) .. انا واخوى على (الغريب) و (الاخ الغريب) هو من صنفناه (افريقية) ويصرخ احدهم محتجًا على احدى احكام قاضى مباراة من المباريات، نعم هكذا الحكام (الافارقة) اللهم نجنا من ظلمهم وتحاملهم .. ويكاد يلحقها بسباب لا اقوى على ذكرها ..، وكأن الاخطاء تأتى فقط من الحكام ذوى الاصول الافريقية .. وهم فقط الظالمون ..والمتجاوزون لمعايير الانصاف وما كان يحق اللجوء الى مثل هذا التصنيف المجحف، ونحن فى منتهى الامر وأوله افارقه .. سمينا بلدنا بلونه الاسود المحبب رغم انف كل مساحيق التبييض التى ملأت الساحة وشوهت جمالنا الأسمر. ولتعميق عوامل المكر السئ فى النفوس، وحين تكون المباراة مقتربة من نهايتها .. ويسقط احدهم على الارض ويتلوى يصرخ المذيع ويكتب الصحفى بأن هذا اللاعب (الذكى) استغل ذكاؤه لتضييع دقائق من المباراة للمحافظة على فوز فريقه، وكأن هذا المكر السئ شئ محمود، وكأنها دعوة لشبابنا .. للتزود بكل ادوات المكر .. لأن المهم المحافظة على الفوز باى اسلوب ومنهج! فى اعلامنا الرياضى العجيب .. كان هناك لاعب يصنف بأنه (سيد البلد) بينما يصنفه الاعلام المناوئ بانه (سيد اللبن) لان من اطلق عليه هذا اللقب كان لارتدائه شعار لاحدى شركات الالبان المجففه، وحين اصطدم هذا اللاعب مع فريقه، لجأ من اطلق عليه (سيد اللبن ) الي الاشادة به ، مفتخرًا به ومؤكدًا بأنه انتصر لحصوله عليه ، ولم يتورع هذا اللاعب من لعب دور (سي السيد) مادًا لسانه هازئًا بالجميع ومن طرف آخر كان احد اللاعبين يصنف بأنه بطل ارتكاب الاخطاء القاتلة، ولكن بمجرد تحوله الى الفريق المناوئ اصبح هو لاعب الارتكاز الاساسى الذى يفخر به، وهكذا تتقلب المعايير طبقًا لاساليب الكيد والاغاظة وعدم الموضوعية!! وكلمة اخيرة اقولها للذين انهمكوا فى هذا العالم من اعلاميين .. أو جمهور ان الرياضة من أولى مهامها تكريس المحبة والصدق بين المتنافسين، وتقريب الفرقاء، وللتأكيد بان الفوز .. يكون من نصيب الاوفر استعدادًا، والاكثر قدرة .. وهى فى الاساس لتعميق الصداقة بين الشعوب. ورياضة .. بلا فرق ناشئين وطنيين ..ومعتمدة على شراء اللاعبين .. تصبح تجارة وسمسرة ينجح فيها الفهلوى .. ويلا بلا لمة!