حميدتي وعبدالرحيم: حالة مطاردة..(1-2)    أنور قرقاش: دعوة وزير المالية الإسرائيلي دول الخليج لتمويل الحرب وقاحة وإفلاس أخلاقي    ترمب: أضرار جسيمة لحقت بجميع المواقع النووية الإيرانية    قرقاش: وقاحة وزير مالية إسرائيل وصلت إلى دعوة الخليج وأوروبا لتمويل الحرب    الهلال.. "الخلطة المكسيكية" ترسم طريق الكرة السعودية نحو العالمية    العين الإماراتي يغرق في المونديال.. خسائر تاريخية ووداع مُر    روديجر الضحية.. حادثة عنصرية تُفسد أجواء لقاء ريال مدريد وباتشوكا رغم انتصار الملكي    سداسية مانشستر سيتي تنهي مشوار العين في مونديال الأندية    مدريد ينتصر.. بيلينجهام: الحرارة هنا لا تُحتمل    عبدالمهين الأمين والمدرب محسن سيد يزوران بعثة الرهيب بالدامر    المربخ يحول مقر تجمعه للدامر    وزير الداخلية المكلف يتفقد قوات الجمارك ويشيد بجهودها في حماية الإقتصاد الوطنى    حاج ماجد سوار يكتب: تحالف (المليشيا قحت) يتجه لإستنساخ النموذج الليبي    السودان.. الشرطة تعلّق على الدعم الضخم    رسالة شكر وتقدير من نادي النيل المناقل لأهل الدامر    إدريس كامل يواجه مشاكل كبيرة..عضو المجلس السيادي السابق يكشف المثير    د. نوارة أبو محمد تعبر عن تقديرها لاهتمام القيادة بالمرأة والارتقاء بدورها الوطني    (الصيحة) تنشر خطاب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (فيديو)    قوات الجمارك مكافحة التهريب بكريمة تضبط كميات كبيرة من المخدرات    شاهد بالفيديو.. اللقاء الذي أثار غضب المطرب شريف الفحيل.. الفنان محمد بشير يقتحم بث مباشر للناشطة الشهيرة "ماما كوكي" والأخيرة تصفه بإبن الأصول    شاهد بالفيديو.. سوداني يوثق لحظة إنقلاب توك توك "ركشة" في الشارع العام بإحدى الولايات والعناية الإلهية تنقذ الركاب بعد سقوطهم بشكل مروع    واشنطن بوست: ترامب لم يعد أمريكا للحرب مع إيران    أسهم الخليج تتجاهل الضربة الأمريكية    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يهاجم المطرب محمد بشير بعبارات فاضحة ومثيرة: (كابستني في الخرطوم داخل عربية يا بتاع الفريعات والدروع)    طائرات حربية أميركية تضرب 3 مواقع نووية في إيران فجر الأحد    من الواضح أن إسرائيل لا تريد حربا طويلة مع إيران ولا تتحملها    خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافته في حال اغتياله    التلاعب الجيني.. متى يحق للعلماء إبادة كائن ضار؟    السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة    هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجمال والنظرية النسبية !! .. بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 27 - 08 - 2014

- لكل منا ذائقة ومخيال لاستحسان الجمال، فعندما يقف أحدهم مشدوهاً أمام الجمال، سواء كان كامن في إنسان أو حيوان أو جماد أو نباتا، لا يملك إلا أن يقف مشدوهاً أمامه ولكنه لا يملك مقياساً لتقييس الجمال ولكنه يستطيع توصيفه ، لأن الاعجاب بالشيء يعني استحساننك له ، فهل بالامكان أن يكون هناك مقياساً دقيقاً أو ميزاناً لمسألة نسبية يمكننا أن نزن به جمال ما ونقول أن وزنه كذا؟!!
- النظرية النسبية لانشتاين ليست كلها معادلات رياضية بل لها جوانب فلسفية ، إذ يقول انشتاين نفسه أن المعادلات الرياضية نفسها كانت نتيجة شطحات حاول فيها أن يتصور فيها الكون على صورة جديدة، فالنور الأبيض الذي نراه إذا مررنا بمنشور زجاجي يتحلل إلى سبعة ألوان هي ألوان الطيف التي تشكل جزء من الصور الجمالية للمخلوقات!!.
- خذ مثلاً إن الصورة النيوتونية للكون فهي تعمل على نحو رائع بالنسبة لمعظم الحوادث التي نراها. وقد كانت هي كل ما احتاجه العلماء، على سبيل المثال، لتوجيه مركبة كاسيني نحو كوكب زحل. والسبب: هو إنه في ظل معظم الظروف، فإن تنبؤات ثقالة نيوتن ونظرية آينشتاين مختلفتان بقدر ضئيل جداً لدرجة لا تستطيع معها التجارب العلمية التمييز بينهما . وفقط في الحالات البالغة الاختلاف جوار ثقب أسود مثلاً، أو المراحل الأولى من الانفجار العظيم يمكن للنظريتين أن تعطيا نتائج مختلفة فعلاً عن جمال الكون.
- فالجمال من الأمور النسبية، فليس هناك مثل أعلى للجمال، وإنما هو استحسان وإحساس شخصي يختلف من واحد إلى آخر، تلعب فيه الثقافة دورها، والجمال جذّاب محبوب إلى النفس الطبيعية الرائقة، والناس تقصد وتتداعى إلى المناطق الموصوفة بالجمال طلبا للراحة والاستجمام والتأمل . فهناك أماكن تتميز بسواحل ساحرة أو حدائق غنّاء أو مياه رقراقة وأشجار خميلة... وليس هذا فحسب؛ بل هناك الوديان والأنهار والغابات الكثيفة والسفوح الممتدة والسهول الخضراء المترامية التي تبهج الروح وتمتع العين.
- إن روعة الشيء أو بهاءه في الحسن ليس هو الذي يمثل الجمال فقط ، بل عندي، إن أنواعا مما هي في حساب القبح أو الدمامة قد تدخل في حساب الجمال إذا رسمها الفنان كما هي في طبيعتها ؛ فمثلا لو أحسن الفنان رسم منظر القمامة، - وهي منفرة - بما فيها من علب فارغة وأوراق متسخة وخرق ملونة أو بالية فإن ذلك المنظر بتفاصيله التي ذكرت سيعطي صورة حقيقية لما هو مشاهد في العادة، ليس بالنظر إلى مادة القمامة كعنصر منفر وإنما بالنظر إلى إتقان الفنان وما بذله في اللوحة من تحوير وتخطيط وتركيب ألوان حتى وصل بالمشاهد إلى صورة بديعة يعجب بها، ومتى كان العجب كان الجمال.
- ولا يمكن تحديد عناصر الجمال في الطبيعة وغير الطبيعة فالأهواء متعددة والنفوس متقلبة ؛ فقد تحب شيئا اليوم ثم يبدو لك مع الزمن أنك لا تميل إليه .. وقد تجتمع عناصر من الجمال في شيء واحد كما يحس بذلك العشاق نحو محبوباتهم فيصفوهن بالعديد من المسميات الحسية والمعنوية اللطيفة الخلابة، ولعمري لقد برع الشاعر أبو القاسم الشابي في استحضار تلك الصور في أشعاره المرهفة ؛ ففي قصيدته (صلوات في هيكل الحب) يحشد الكثير من اللقطات الرائعة التي يشاركه في حبها الناس، ومن ذلك قوله : " عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كالحسن كالصباح الجديد.... كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد"... فقد استعمل ألفاظا موحية برقة نفسه ورهافة حسه، مملوءة بالنسيم العبق والرائحة الزكية منها ما يدرّ العاطفة كالطفولة والأحلام وابتسام الوليد، ومنها ما يملأ النفس بالانشراح لأن حسنها محرك للأشجان مثير للنزعات مثل السماء الضحوك والليلة القمراء...
- وقد ذكر القرن الكريم صفة الجمال على هذا الأساس في أكثر من آية ؛ قال تعالى : "واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا " وقال : "فاصفح الصفح الجميل " وفي آية أخرى قال : " فصبر جميل على ما يقولون ".. ويُراد بذلك كله صفة معنوية لا حسية هي الحلم والإغضاء، ولا وجود للحلم والإغضاء كأشياء تدرك بالحواس، وإنما هي موجودة في ضمائرنا وبين جوانحنا كعاطفة من العواطف التي نستدعيها متى جاء وقتها وحان ظرفها، مثلها مثل العطف والإعجاب والحب وغير ذلك.. وقديما قيل : ليس الجمالُ بأثوابٍ تزيننا إن الجمالَ جمالٌ العلمٍ والأدبِ.
- هذه المساحة تدعو للجمال حتى وإن كان في الحياة منغصات فيمكننا أن نتعامل معها من منطلق حسنا الجمالي .. كن جميلاً ترى الوجود جميلا!! . فالنفوس النبيلة تختبيء وراءها كنوز من الجمال إن لم نستسلم لاحباطات الظروف الضاغطة، إن التأمل في الأشياء التي من حولنا تقودنا لاكتشاف هذا الجمال .. بس خلاص.. سلامتكم ،،،،
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.