الحمد لله فقد جاء في الانباء افتتاح وتدشين الطريق البري الجديد بين مصر والسودان (قسطل/اشكيت)، الأمر الذي طال انتظاره لسنوات عدة، لأهمية ذلك الشريان الحيوي الهام الذي سيساعد كثيرا في دعم التكامل المنشود بين شمال وجنوب الوادي، حيث حرم البلدان من ذلك التواصل مذ عهد الاستعمار الذي انتبه الى تلك الخطوة حيث يؤدي ذلك الى دعم التواصل بين شعبي وادي النيل، فاستبق ذلك بخطوة خطيرة حين تم انشاء خط السكة الحديد بين مصر والسودان بغرض تسهيل حركة قوات (الفتح) وانسيابها من ارض مصر الى داخل الاراضي السودانية، فعمدوا الى تضييق المسافة بين القضبا ن حتى لا تتمكن القاطرات القادمة من مصر الى الاستمرار وشق طريقها (الحديدي) جنوبا لكي تتواصل رحلتها الى ارض السودان، وكانت بمثابة حجر عثرة تتوقف عندها رحلات القاطارات المصرية والسسودانية فلا يتمكن كليهما من تكملة رحلته شمالا او جنوبا. انتظر مواطنو البلدين تلك الخطوة كثيرا، حيث انه كان من المفروض ان تتم من قبل عشرات السنين لكي تعمل على تسهيل وتيسير حركة تنقل البضائع والسلع والمواطين على حد سواء، انها خطوة هامة كان يجب ان تسبق مشروع التكامل اذ انها تعتبر من ضمن خطوات دعم التكامل ومساندته. سيما وأن العلاقة الازلية بين الشعبين كانت قد حتمت تلك الخطوة، الا ان السياسة قد لعبت دورا كبيرا في ذلك التأخير الذي لا أجد مايبرره مهما كانت الأسباب. ولعل رجال الاقتصاد يعرفون تلك الخطوة الكبيرة التي ستعمل على دعم اقتصادي البلدين في التكامل الاقتصادي المنشود الذي ربما يكون لبنة وركيزة تساعد على التكامل الاقتصادي للدول الافريقية المتجاورة في هذه المنطقة (ليبيا/ارتريا/اثيوبيا/الصومال/دولة جنوب السودان/تشاد/يوغندا وكينيا). لا نريد ان نسبق الاحداث ولكن الطريق سيعطي دفعة كبيرة لدعم التكامل المنشود، سيما وفي الاوانة الاخيرة فقد رصدت حركة غير مسبوقة في انتقال اعداد كبيرة من العمالة الماهرة من مصر الى السودان، بخاصة في مجال البناء والتشييد ومجالات صناعية اخرى. فهناك العديد من السلع المتدفقة عبر الحدود بين البلدين ستستفيد من تلك النقلة بافتتاح الطريق، كما زاد حجم التدفق البشري الى شمال الوادي لأغراض مختلفة منها العلاج، وقد ادت الظروف الاقتصادية مؤخرا الى صعوبة التنقل الجوي وازدياد اسعار تذاكر النقل الجوي نظرا لتوقف العديد من رحلات الخطوط الجوية المحلية التي كانت تنطلق من الخرطوم او الخطوط الأجنبية والعربية التي تعبر الاجواء السودانية عبر مطار الخرطوم الى المطارات المصرية عاملة على خفض تكلفة النقل الجوي للركاب والسلع. ويأتي ذلك متزامنا مع حدث لا يقل أهمية عن ذلك الشريان الجديد وهو تسمية سفير جديد للسودان بجمهورية مصر العربية، له خبرة واسعة في مجال الدبلوماسية وشهدت له اروقه الامم المتحدة في نيويورك صولات وجولات عندما كان يدير دفة الدبلوماسية السودانية ابان الأزمات المتفاقمة التي تعرضت لها البلاد انذاك، يديرها ويعالجها بكثير من الحنكة و(الحصافة) بوصفه سفيرا للسودان في الأممالمتحدة، الا وهو الأخ والزميل عبد المجمود عبد الحليم، الذي تنقل في العديد من سفاراتنا خارج البلاد في مناصب عدة توجها بمنصب السفير وفي دوائر وزارة الخارجية المتنوعة. ومن هذا المنبر، ونحن على ثقة، من أن أول همومه سيكون العمل على ترسيخ تلك العلاقة وتمتين عراها وروابطها وفي صدارتها نفض الغبار عن ملف التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، التي من بينها سيكون الدعم الكامل لوضع الملف موضع التنفيذ بكافة بنوده وأبوابه وفصوله، التحية له والتهنئة للشعبين الشقيقين المصري والسوداني بفتح الطريق الجديد. وبالله التوفيق. [email protected]