التلفزيون الجزائري: الإمارات دولة مصطنعة حولت نفسها الى مصنع للشر والفتنة    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في أدب الطفل . بقلم: د.أمير حمد _برلين _ألمانيا
نشر في سودانيل يوم 25 - 09 - 2014

كتب كثير من الباحثين العرب ك (محمد مرتضى) وكذلك الباحثين الأجانب وغيرهم في تاريخ أدب الأطفال، وكان هذا مدعاة لنا لأن نستفيد منهم. لا ينفصل الأدب بكل ضروبه عن أدب الطفل؛ سواء أكان ذلك بطريق غير مباشر (عبر مخاطبة المخيلة الطفولية) التي تستند إلى عالم الحلم والخيال المجنح، كما هو عند الشعراء، مثلا، أو مباشرا بمخاطبة الأطفال والناشئة على انفراد كأدب معني بتنشئتهم وترويضهم على الولوج في مغامرة الحياة.
اهتم الإنجليز مثلا بأدب الطفل منذ عام 1744 حين أسس الشاعر (جون نيوبري) مكتبة للأطفال كما أدرجت الصحف الإنجليزية صفحة خاصة بأدب الطفل، أما إسبانيا فقد استفادت من اكتشافها للعالم الشرقي (المستعمرات) وتداخلها مع العرب أثناء الحقبة الأندلسية، فكان خيال ألف ليلة وليلة وقصص البطولات خير شاهد على هذا التأثر. أما ألمانيا فقد اهتمت في مراكز معينة كمدينة فرانكفورت بأدب الطفل ولمعت أسماء ك(فونتانه، والإخوة الأقزام). كما اهتمت ألمانيا الشرقية بترجمة أدب الطفل جنبا إلى جنب دراسات الاستشراق وجمع المخطوطات الشرقية (العربية والفارسية).
لقد بدأ أدب الطفل في هذه المراحل الباكرة متدرجا وفقا لأعمار الأطفال ومن ثم الناشئة/ الصبيان؛ فكانت تطبع كتب مدرسية مختصة بأدب الطفل وأخرى للتسلية وإثراء خياله والتدرج به رويدا رويدا إلى مسرح الحياة الفعلية. لا يكاد هذا المنهج والتدرج التاريخي يختلف عما حدث في دول شرق أوروبا وروسيا وفرنسا وكذلك الدول الإسكندنافية، لاسيما السويد، التي أولت أدب الطفل أقصى اهتمامها وأصبحت الرائد والسوق الأول لأدب الطفل في أوروبا.
أخيرا نجد أن أمريكا لم تلتفت إلى أدب الأطفال إلا في مراحل متأخرة فاعتنت بقصص المغامرات والتحدي وصعدتها وفقا لتطورها التاريخي المعني بقضايا اللون والكاوبوي أو مقاومة الهنود الحمر السكان الأصليين في أمريكا. قفزت أمريكا عبر الفضائيات وضخت ملايين الكتب في أدب الطفل فانتشرت مجلات وبرامج (ميكي ماوس وإسبونج بوب)، بل وولجت بأدب الطفل إلى السينما كخيال مجنح ومغامرات مثيرة كفيلم ورواية ومسلسل (هاري بوتر).
أما عالمنا العربي فقد منح الطفل أهمية خاصة بتربيته وترويضه على القيم والمثل والسير الحسنة حتى يصبح الطفل امتدادا لعائلته الصغيرة أو القبيلة أو الوطن الأم. نزل القرآن الكريم برسالة اجتماعية تهذيبية فحض الطفل على الاعتناء واحترام الوالدين والرفق بكبار السن والتمسك بالعقيدة الإسلامية كمنهج حياتي مقوم للسلوك. لم تختلف السنة ولا سيرة النبي الكريم والصحابة عن هذا المنحى؛ فمثلما عاشوا ودعوا إلى الفضيلة جاءت أحاديثهم ووصاياهم إلى الأبناء. أما العرب القدامى (قبل الإسلام) فقد وضعوا الطفل موضع الفروسية والوصي الملبي لندائها:
إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلت أنني
عنيت فلم أكسل ولم اتبلد
ولست بحلال التلاع مخافة
ولكن متى يسترفد القوم أرفد
ورغم كره العرب القدماء (لإنجاب البنات) ووأد بعض القبائل للمولودة الجديدة؛ إلا أنهم كانوا يهتمون بالمرأة/ الطفلة لأنها قوام الأسرة، وكانوا يتغنون لها ويرقصون صغيراتهم، وشاعت أغاني الزواج والترحيب حتى أسست للمراحل التي تلتها، وهنا تبرز أنشودة (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) التي رددها الأطفال في استقبال الرسول الكريم بالمدينة المنورة.
التفت العرب بعد الإسلام إلى أهمية توظيف الحيوان لإثراء خيال الأطفال وتعليمهم الحكم والتصرف السليم فترجموا "كليلة ودمنة". أما تناول أدب الطفل فنيا فمرتبط بفروع وعلوم كثيرة كعلم النفس والاجتماع والتربية وكذلك الأسطورة والتاريخ والأديان.
أدب الطفل أحد أصعب ضروب الإبداع الأدبي؛ فليس الرمز وحده أو الخيال أو هدف القصة عناصر كافية لإنجاح القصة. بل إن الإحاطة بعلوم علم النفس والاجتماع والتربية تظل كما ذكرنا، عماد نجاح هذا الأدب. إن كاتب قصة الأطفال في زمننا (شاعر وقاص وباحث اجتماعي ونفسي) لأنه حين يكتب قصة أطفال ناجحة يكون متقمصا لشخصيات عدة وقريبا جدا إلى عالم وخيال الطفل، ربما ساعدت الذكريات الجميلة والطفولة السعيدة والخيال في إنجاح أدب الطفل، وربما كان الطفل نفسه أستاذا للقاص وليس تلميذا تقص عليه القصة وتستخلص من عالمه.
Xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
في فن أدب الأطفال :
بعد أن كتبت قصتيّ (الكلب المتسول) و(الطائر النشيط) التفت إلى أنني وقعت فيهما في معضلة (الوعظ) وهي أكثر معضلة يشير إليها نقاد قصص الأطفال.. لقد بدأت مسيرة فن قصص الأطفال في الوطن العربي بمثل هذا الضرب، فقصص كليلة ودمنة مثلا اعتمدت الحيوان وسيلة لتوصيل الحكمة، وهدفت القصة إلى مخاطبة خيال الأطفال هذا، كما استفادت من حب وتطفل الأطفال وتعلقهم بعالم الحيوان. مضت فترة طويلة إلى مطلع القرن الرابع عشر الميلادي فبدأ كتاب قصص الأطفال الالتفات إلى هذه الأزمة، غير أنهم لم يتجاوزوها كاملة، بل حاولوا تعديل النصوص (لغويا) وظلت رسالة الواعظ حاضرة في نصوصهم، كما لو أن أحدهم يعظ قوما راشدين في المسجد.
لست كاتب قصص أطفال، وإنما كانت هذه محاولة فقط للولوج إلى هذا العالم الجميل الذي عشته في طفولتي ولم أزل أتألم لتلاشيه وأحاول التشبث به استقواء على ضراوة هذا العصر الحديث المليئ بالحروب وهلع الاقتصاد. كما أود أن أشير إلى أن الإخراج الفني المتميز لقصص الأطفال وتطوير أساليبه مع الحفاظ على التراث وإثراء خيال الطفل العلمي، أمر لابد من الانتباه إليه وتفعيله في هذا الضرب من الأدب.
مرت العصور الثلاثة القديمة ومثلت القصص فيها أساسا لنمو خيال الطفل وذهنه.. كتب لافونتين قصص الأطفال وتأثر أحمد شوقي بأسلوبه الشعري – وفقا لرأي السياسيين، وتطورت مكتبة الأطفال (المكتبة الخضراء محمد عطية الأبراشي) لتنقل الأطفال إلى عالم حديث أسطوري تارة، وواقعي منهجي جذاب تارة أخرى.
رغم أن ألف ليلة وليلة ترجمت عام (1714) إلا أنها ظلت المفتاح والركيزة الأولى الحقيقية لأدب الأطفال في الوطن العربي وأوروبا/ بدءا بإسبانيا ومن ثم فرنسا.
أكرر أنني لست كاتب قصص أطفال غير أنني مهتم بهذا الفن الأمر الذي جعلني أتطفل لأكتب قصصا مقتضبة قناعة مني بأن أهم ما في هذا العالم المضطرب هو الطفل. لقد انتبه الألمان لهذا الفن وخصصوا حوافز بقيم عالية للتحفيز على الكتابة للأطفال والناشئة وعلى إبداع قصص ورسومات ملونة جذابة وجميلة.
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
في هذا الصباح الخريفي، وأشجار المتنزه العام تحضر، تنضو وتلبس ألوان الطيف، هاجتني الذكرى ولوعة الغربة، فما من شيء يظل ثابتا!!
حتى الأشجار وماء البحيرة قبالتي يتجدد، يتبدد وينشأ من جديد لكأنه يوحي بتجدد الحياة نفسها، إلا أن هناك فردوسا مفقودا، لا يفتأ ينخل في غور الروح نقشا كنقش حبيبين على جذع شجرة تبلدي. ونحن نمضي في طريقنا ذاك المطاف المجهول نظل نلتفت إلى الوراء حيث أبناؤنا يلوحون على الشط الآخر. ماذا تركنا لهم؟ اللغة الأم! ثقافة الأجداد! رباط الدين؟!
ماذا منحناهم من شخصنا ليقولوا: "لا.. لسنا إرهابيين، ولا ضعاف التحصيل والثقافة، لسنا من تحسبونه يا أمة الغرب أهلا لأعمال القمامة، متقوقعا في عقر دار في قلب الغرب والغربة خوف أن يذوب في حضارة أخرى، كما يذوب الثلج تحت وهج الشمس". ونحن نجتاز إلى شط آخر يتراءى لنا أبناؤنا، كنبت غريب لا ينبت في بيئة الثلج.. فننقله في حيرة منا إلى رحى الشمس فيذبل ويحترق، أمنحناهم شيئا جديرا بالتذكر والخلود؟ وهذه المسؤولية، من سيحملها عنهم؟ هم؟ ولم تقو كواهلهم على حملها! أم نحن وقد افترقت بنا الطريق أيما مفترق؟! آه.. آه من طول الطريق ووعثاء السفر. أحقا نحن أحفاد أساطين ثقافة جثت على أقدامهم سطوة الغرب، في ذات عهد ما؟ أحقا؟ في هذا الصباح الخريفي هممت أن أمد يدي لأزيح ندف السحب عن وجه السماء. متى ستشرق الشمس؟! متى؟!
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
حاولت في قصة (ذات الضفيرة)، توظيف الخيال غناء للمرأة التي كانت تتراءى فيها الفتاة الأسيرة. كانت أغنية لأستاذ الفتاة الأسيرة. سقطت المرأة في الموج لتستقر على الشط فيسمعها الراعي ويذهب بها للأمير الذي بذل جهده لإنقاذ (حنان) الفتاة الأسيرة وتزوجها من ثم.
محاولة.. محاولة لا غير لهذه القصص القصيرة القادمة التي كتبتها قبل قصة ذات الضفيرة سالفة الذكر.
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
إلى اثمن ما نملك في الحياة ...إلى هؤلاء المتلاشيين في جدول حلم جميل سرمدي...إلى من تتفتح الأمنيات حذوهم كتفتح مياسم ورد مبتل بالندى في أرتال.........إلى أطفالنا
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
ذات الضفيرة
(إلى اثمن ما نملك في الحياة ...إلى هؤلاء المتلاشيين في جدول حلم جميل سرمدي...إلى من تتفتح الأمنيات حذوهم كتفتح مياسم ورد مبتل بالندى في أرتال الضياء ..........إلى أطفالنا..)
في ذات مرة ما اقتحم قرصان أعور ذو رجل خشبية مع عصابته سفينة وأذاعوا الخوف والهلع في نفوس المسافرين .
إستولى القرصان الأعور على مجوهراتهم ونفائسهم وأعجبته فتاة من بينهم أسمها حنان احتفظ بها كرهينة في السفينة التي أصبحت وكرا لغاراته البحرية . كان القرصان وعصابته يهجمون على السفن المسافرة عبر البحر ويعودوا بما نهبوا فيكدسونه في السفينة المختطفة .
انصرمت أشهر عدة على أمر( حنان) الفتاة الحسناء الأسيرة في السفينة . كانت حنان فتاة جميلة بحق ذات شعر طويل مضفر فاحم ولامع يتموج كموج البحر , ويلمع في أشعة الشمس المرسلة . كانت حنان تغني كل مساء بأغنية حزينة إلى أن تنام:
انقذوا حنان
من قبضة القرصان
وحيدة أسيرة ...
أذلها الزمان
انقذوا حنان
لم تكن حنان تدري بأن ذؤابة شعرها الطويل تستجيب لغنائها فتطول وترقص وتزداد لمعانا .في ذات مساء ما نظرت حنان إلى صورتها في مرآة مثبتة على لوح إسفنج ...... نظرت إلى وجهها الجميل وعنقها الطويل وشعرها الكث الناعم فتذكرت أهلها وأخذت تبكي بشدة أحست حنان, ذات الضفيرة ,باختناق حملت حنان المرآة المثبتة على لوح الإسفنج في قمرتها وخرجت لتجلس على كرسي بسطح السفينة .
أخذت حنان تلمع صورتها على المرآة حتى صقل سطحها وانعكست فوقه ظلال النوارس المهمومة فوق البحر, وأشعة الشمس الذهبية . كعادتها عنت حنان أغنيتها لتحس ببعض الراحة فتنام إلا أن عاصفة بحرية انفجرت فجأة وأخذت الأمواج تتلاطم وترتفع فاهتزت السفينة كدمية في كف طفل . سقطت المرآة المثبتة على لوح الإسفنج في البحر وأخذت تتدافعها الأمواج إلى أن لفظتها في شاطئ رملي قرب قصر الأمير . مر راعي مع قطيع غنمه في طريقه إلى مرعى بعيد فسمع صوتا جميلا يردد :
أنقذوا حنان
من قبضة القرصان
وحيدة أسيرة
أذلها الزمان
أنقذوا حنان
أقتفى الراعي مصدر الصوت , فقد أعجبه جرسه وترسله أيما إعجاب . ما أن وصل الراعي إلى مصدر الصوت إلا وفوجئ اذ رأى صورة حنان على المرآة تغني فيتعالى صوتها كدخان نار .
بارح الراعي قطيعه من هول حيرته وأخذ يركض إلى قصر الأمير حاملا المرآة بيده . طلب الراعي من الحاجب الإذن بمقابلة الأمير فرفض قائلا بأن الأمير يحتفل بعيد ميلاده بين أهله وحاشيته الخاصة . استغرب الراعي من رفض الحاجب فقد عرف الأمير بحبه لرعيته والسماح لهم بمقابلته متئ ما شاؤوا . كرر الراعي طلبه للحاجب , وقال له أن الأمر مهما للغاية . أخطر الحاجب الأمير فأذن للراعي بمقابلته .
قص الراعي للأمير ما رآه وما سمعه ومد له المرآة المثبتة على لوح الإسفنج . نظر الأمير إلى المرآة فرأى حنان الفتاة الجميلة تغني وتناهى إلى مسمعيه صوتها الجميل وهو يردد أغنيتها تلك .
اصطحب الأمير كتيبة من حراسه وخرج مسرعا إلى الشاطئ الرملي حيث وجد الراعي المرآة . لم يمض وقت طويل إلا ومخرت شرطة الأمير البحر بحثا عن السفينة المختطفة .وجدوا حنان الأسيرة والقرصان وعصابته متحلقين مصباحا زيتيا والنفائس المسروقة وذهبا ملتمعا في الضوء المرسل ومالا مكدسا في خزانة خشبية .
قبض على القرصان وعصابته ووزع الذهب والنفائس على أصحابها . كانت حنان تغني في الأصيل بصوتها العذب الجميل في حديقة قصر الأمير
وظلت في قصره بناءا على رغبته إلى أن يخطروا أهلها. كانت حنان تغني عند كل اصيل فتطول ذؤابة شعرها وتستجيب لها البلابل وتحفاف الشجر .
أعجب الأمير بحنان وطلب يدها فترددت ثم أومأت في حياء موافقة , فرح أهل المدينة وعائلة حنان والملك بزواجهما , أقيم احتفال كبير لشهر كامل. ظل أهل المدينة يحتفون بزواجهما كل عام , وسمواهذا الشهر بشهر ( ذات الضفيرة ).
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
الكلب المتسول
كان في قرية صغيرة كلباً متسولاً، يجوب طرقاتها الصغيرة الملتوية ،ويجلس قرب بيت رجل ثرٌي ، كان هذا الرجل يحب تكديس ماله ويظل ساهراً ليحسبه
حتى بزوغ الفجر ، تعود هذا الثري على السهر وحب نقوده لأن الكلب كان ينبح طوال الليل فيقلق رغبته في النوم. هجم الرجل الثري بعصاته على الكلب المتسول في ذات مساء فهرب الكلب المتسول دونما عودة، عاد الرجل الثري إلى منزله ونام نوماً عميقاَ للهدوء المخيم في معزل عن نباح الكلب . انتهز بعض اللصوص غياب الكلب الذي كان يخيفهم بنباحه ولفت نظر وسمع أهل القرية بهجومه عليهم فسطوا على مال الرجل الثري وولوا هاربين.في صباح اليوم التالي اكتشف الرجل الثري سرقة ماله ففزع وأخذ يبحث عن اللصوص دون فائدة ، تغير الرجل الثري بعد هذا اليوم إذ أصبح يشفق على المزارعين في حقله ويشفق على الحيوانات وكلما أسبل كل مساء ستاره تذكر الكلب المتسول الذي كان يسهره بنباحه فلا يهجم عليه لص في غفلة او نوم . ظل الرجل الثري يبحث عن الكلب المتسول مخوف اللصوص ولكن دون فائدة . لم يعد الكلب المتسول مرة ثانية ، وما أن تذكره الرجل الثري إلا واغرورقت عيناه بالدموع .
الطائر النشط
على غصون شجرة در دار وارفة فبنى طائر نشط عشه. وظل يطير كل فجر ليجمع قوته و يدعم عشه بأعواد القش.كان يعيش طائر كسل إلى أسفله في غصن.
لم يكن هذا الطائر بجمع قوته بل يلتقط ما يسقط من الأرض من ثمار فوق عشه. في ذات مرة تغلب الطائر الكسل عشه و سقط تحت الشجرة حيث كان ثعلب متربص بفرائسه كان الطائر النشط على أهبة الطيران ليجمع قوته من الصباح الباكر فشاهد الطائر الكسل ملقاَ جوار جذع الشجرة قرب الثعلب.
دفع الطائر النشط بغصناَ يابس إلى الأسفل فسقط أمام الثعلب الذي كان يريد الانقضاض على الطائر الكسل. خاف الثعلب حينما سقط الغصن قربه و ظن أن هناك حيوان آخر قوي يريد تحذيره من افتراس فريسته. هرب الثعلب دون عودة خلف الطائر النشط لجمع قوته و هو يردد
دع النوم دع النوم
انهض اجمع قوت اليوم
انتبه الطائر الكسل إلى نفسه و شرع منذ ذاك اليوم ليطير ليجمع قوته و يعيش الطائر النشط بجمع الأغصان اليابسة ليبني عشا اكبر ليخزن فيه القوت لأوقات القحط
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.