العيد على الأبواب، وهو معروف بعيد (اللحوم)، فيه تملأ البطون بشتى انواع اللحوم، مشوي ومحمر و (مجمر)، وتؤكل (المرائر، جمع مرارة)، ويشكو البعض من (التخمة) وعسر الهضم نتيجة لخلط اللحم مع (الكعك) والحلوى.فهل انت ممن يعانون من الحرقان (أب شقاق، النحار)؟، كلها اسماء لعرض يرتبط بالهضم وعسره، تصف الحالة التي يعاني منها الشخص الذي يتعرض لتلك الحالة العارضة التي تنغص الحياة، ورغم ان اسم تلك الظاهرة بالانكليزي Heartburn الا أنها ليست لها علاقة بالقلب، وقد تكون هي من احد اعراض الذبحة الصدرية ويظن المريض انها مجرد (حرقان)، ولكنها في تلك الحالة فإنها تكون مصحوبة ببعض الاعراض الاخرى الملازمة للذبحة الصدرية. ولكن الحرقان لا علاقة له البتة بالقلب، وهي ظاهرة عرضية تدل على ازدياد حموضة المعدة وتسرب الحامض المعدي الى المرئ (فم المعدة)، ويشعر الشخص بالألم الحارق الذي يمتد من الصدر الى الحلق عندما يتجاوز الحامض حدوده (الآمنة)، فالمعدة قد حماها الله ببطانة (مضادة) للأحماض تعمل كالدرع الواقي الذي يدرأ عنها مفعول الحامض الحارق، وعندما يتجاوز الحامض المعدة الى المرئ الذي لا يتحمل تلك الحموضة، يشعر الشخص بذلك الألم الحارق (الحرقان)، وهناك صمام يعمل على دفع الحامض ومنعه من تجاوز تلك الحدود، الا ان تعرضه للارتخاء او الخلل يفقده خاصية منع الحامض من التدفق الى اعلى المرئ وصولا الى الحلق. وهناك عدة اسباب تزيد من حدوث نوبات الحرقان نتناول هنا بعض منها وهي تتقاوت من شخص لآخر. وقرحة المعدة (حمانا الله واياكم) هي مظهر أخر لتعرض جدار المعدة للتأثير المباشر لمفعول حامض المعدة نتيجة لتآكل الجدار الواقي (المدرع) للمعدة. وأول الاسباب هو نوع الطعام وكميته، فهناك بعض الأطعمة والمشروبات التي تعمل على حدوث الحرقان لا سيما اذا كانت بكميات كبيرة، فكلما زادت الكمية التي يتناولها الشخص منها تزيد فرص حدوث الحرقان، هذا فضلا عن العجلة في تناول الطعام دون المضغ الجيد له، وقد لوحظ ان الاطعمة الدسمة الغنية بالدهون والشحم تبقى لوقت اطول في المعدة، وكلما مكثت مدة اطول تزيد ايضا فرص الاصابة بالحرقان، عليه يكون من الأفضل تجنب تناول تلك الأطعمة الدسمة اذا كان الشخص يصاب بالحرقان بشكل متكرر. وحتى لا يحرم الشخص نفسه من تناول تلك الأطعمة عليه ان يغير طريقة طهي تلك الأطعمة فتارة يتناولها مقلية وأخرى مسلوقة مثلا أو بالفرن، ويحاول بقدر الامكان ازالة الشحم والدهن من اللحوم المفضلة له والتي قد تسبب له الحرقان او أية مشاكل صحية اخرى. هناك اطعمة وأغذية غنية بالمواد الحامضة مثل الطماطم ومشتقاتها (الصلصة) والفواكه الحامضة مثل القريب فروت (القرين)، البرتقال والليمون وهي قد تعمل على زيادة قابلية حدوث الحرقان لا سيما اذا تناولها الانسان بمفردها على معدة فارغة. وكذلك يعتبر الخل من المواد الحامضة، لذا يراعى تقليل كميته المضافة للسلطة. ولتجنب الاصابة بالحرقان بشكل متكرر ينصح بالاعتدال في تناول المشروبات التي يعتقد انها غنية بالأحماض مثل القهوة العادية او منزوعة الكافيين والشاي والكولا، ومن المعلوم ان المشروبات التي تحتوى على كافيين تعزز من احتمالات الاصابة بالحرقان لأنها تعمل على ارتخاء الصمام المعني بحبس ومنع مرور الحامض الى المرئ مما يؤدي الى حدوث الحرقان، وكذا الصودا. اما المشروبات التي لا تحتوي على كافيين فهي مثل الشاي العشبي، اللبن والماء العادي. وهناك من يستخدمون كمية قليلة من اللبن لتخفيق تأثير الحامض وبالتالي الى تخفيف حدة الحرقان، وغيرهم يستخدمون السكر (سفوفة) بقدر يسير. وقد لوحظ ان تناول الماء مع الوجبات يقلل من تركيز حامض المعدة وبالتالي يعمل على تخفيف تأثير الحرقان عند حدوثه، كما أنه من المفيد تقليل كميات الطعام والمشروبات الحامضة وتناول كميات قليلة من القهوة والمشروبات التي يعتقد أنها تفاقم من حدوث الحرقان. فالشخص ادرى بتلك الاطعمة والمشروبات باردة ام ساخنة التي تصاحب حدوث الحرقان والتي تكون مرتبطة باصابته بالحرقان، وعليه تجنب تناول المزيد منها وتقليل مرات تناولها. وقد تكون هناك اسباب اخرى، فإذا تكرر حدوث الحرقان فينصح باستشارة الطبيب وزيارته لإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد الحالة المرضية ومن ثم اتخاذ الاجراء اللازم نحو الاستشفاء.