نقرأ في هذا المقال المقتضب حوارا أجري مع رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حول العداء للسامية والتطورات الراهنة كحرب غزة التي دفعت بالمسلمين للتظاهر في أكثر من ثلاث مدن مركزية ألمانية . كما جدرت ا تمزقت صورة الإسلام وضع في أسوأ موقع حتى حين يعتدى على دولة مسلمة كفلسطين، إذ سراعا ما يشار إلى الإسلاموية والإرهاب والعداء للسامية. يكاد كل مسلم ويهودي ومسيحي يعرف وحدة منبع الأأديان بل وإنحدار الأنبياء والرسل من شجرة واحدة (نسل نوح عليه السلام ) ولكن رغم ذالك ظل اليهود والمسلمون أخوة اعداء . . كم من رمز ومشاهد ومعارض وندوات وخطابات سياسية ألمانية تدعو العرب واليهود،إلى التنوير وتجاوز عقدة العداء الوهمية بينهما ....اولكن كما يبدو أنها في حرب ابدا دون خاتمة. ها هي غزة تدمر من جديد من قبل إسرائيل بعد حوادث قتل تلاميذ يهود على ايدي فلسطينيين فردت إسرائيل سراعا على هذه الجريمة بحرب دامية راح ضحيتها قرابة 2000 مواطن فلسطيني ودمرت المباني والأنفاق السرية المؤدية إلى اسرائيل خيفة تسلل محاربي حماس للتفجير وخطف واغتيال اليهود.ء ها هو ميتسك رئيس المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا يتحدث في حوار أجري معه عن قضية العداء للسامية وطبيعة المظاهرات التي خرجت منددة لليهود بعد حرب غزة الدامية. يقول "ميتسك" في هذا الحوار الجاد الذي أجرته معه إحدى الصحف الألمانية بأن تنظيمه وبقية المنظمات الإسلامية تدرك تماما أهمية السلام والتظاهر السلمي الحضاري بعيدا عن الشعارات النابئة المعادية لليهود. يقول هناك فرق واضح بين التظاهر السلمي للوقوف ضد الحرب وتوجب انهائها وبين اتهام المتظاهرين بالعداء للسامية والاستسلام للاعلام والصحافة الموجهه بل والأحزاب الراديكالية التي تقف منذ البدء ضد الإسلام والمسلمين... قال يجب على إسرائيل أن تعترف بالدولة الفلسطينية كما يجب على تنظيم حماس إيقاف الهجوم العسكري وتفجير وإذاعة الهلع وتشجيع اختطاف اليهود الأأبرياء. وعليه يتوجب على المسلمين واليهود معا إدراك حب السلام والعيش معا إنطلاقا من مبادئ الديانتين "الإسلام واليهودية" الداعية له ولاحترام الاخر (المختلف ). يقول يجب ان لا نقحم وعدم إلاديان في النزاعات السياسية والحروب الأيدلوجية الوهمية. وفي محوراخر تحدث "ميتسك" عن كيفية عمل المجلس المركزي فذكر بأن هناك تواصل دؤوب بين أعضائه وبين عموم المسلمين لا سيما في حالة المظاهرات كالتظاهر الأخير ضد الحرب في قطاع غزة. يقول : وجهنا المتظاهرين لا سيما الشباب بالابتعاد عن الشعارات والهتافات ضد اليهود وإن تكون مظاهرة سلمية حضارية تعبر عن الدعوة للسلام وعدم كره السامية وضرورة إيقاف الحرب فنحن ألمان مسلمون نريد أن نعبر عن مطالبنا في تظاهر حضاري يوصل أهدافه دون اعتداء ونشر الكراهية خطب الحقد. رد"ميتسك" رئيس المجلس الإسلامي على سؤال عن كيفية عمل هذا المجلس وردود اليهود عليه بقوله هناك تبادل مشترك للأفكار وامكانية تعديلها بمنطقية وسلم بين اعضائه كما تم في رد تظاهر المسلمين ضد حرب غزة الأخيرة، وأضاف قائلا: بأنه لا يستوعب تصرفات كثير من المسلمين في ألمانيا الداعية الى كره اليهود والحقد عليهم بل وقتلهم حيثما كانوا. وتسرب ذلك إلى خطب صلاة الجمعة التي يشهدها كثير من شباب المسلمين. .هذا ما لا يقبله الإسلام الداعي اصلا إلى حب واحترام كل الأديان وكافة الأجناس". يقول كم نستغرب من رسائل الكترونية ومهاتفات تلفونية لدائرتنا مفعمة بالشتائم والسباب وكراهية العرب والمسلمين بل والمطالبة بقتلهم وتسميمهم بالغاز كما حدث لليهود. مكالمات وإيميلات من جهات راديكالية ومن بين صفوف الألمان أانفسهم و غيرهم من اليهود المتعاطفين المدافعين عن القضية اليهودية، دون تريث ومنطقية واحترام تماما كما يفعل الاسلامويون المتطرفون. أما ما يخص التعامل المشترك والحوار مع المجلس اليهودي فقال "ميتسك" بأن كل منا على اتصال بالاخر وثمة مناسبات عدة تتيح لنا اللقاء ببعضنا البعض كما في افطار رمضان المشترك. دعونا رئيس المجلس اليهودي اليه فاعتذر!! يقول "ميتسك(" الصمت لا يجدي لا سيما في ظروف الحرب، كحرب غزة الأخيرة، وإنما توجب توسيع وتفعيل الحوار المشترك بيننا نحن المسلمون واليهود وإلا استغل المتطرفون فرصة اشتعال الحرب ليباعدوا أكثر بيننا أي استغلال الحرب كشرارة لاشغال كل مساعي السلام) . أخيرا تطرق "ميتسك" إلى التعايش السلمي بين اليهود والمسلمين عبر التاريخ كما في الأندلس والمغرب في الوقت الراهن وأشار مؤكدا إلى ما ذكره شتويبله المفكر السياسي وزير المالية الألمانية حاليا بأنه يجب تنوير الشباب المسلم وممارسة النقد الذاتي ومعرفة أسباب ودوافع التطرف وتقبل التيار الاسلاموي لا الإسلام الحضاري المتسامح. لم يستثن "ميتسك" الألمان من مسؤولية نشر روح التسامح والدعوة الى احترام الآخر (المختلف )وتوطيد الأخاء والحب بين الافراد كما دعت المسيحية الحقة فالمسلمون وحدهم ليسوا المسؤولين عن توسيع وتفعيل هذه المحاور بل كل الألمان واليهود كذلك. في لقاء سابق مع "بيتر شلانور" الصحفي الألماني المعروف والذي توفي في 16/08/2014 تحدث عن اتهام المسلمين وبعض المؤسسات الغربية له بأنه كاره للإسلام، فرد قائلا بأنه وصف الإسلام بدين مقاوم /مقاوم فقط ولم يعلن عن كرهه للاسلام. هذا هو تصريح ورأي صحفي معروف ارتاد كل الصحف الألمانية وأسس مجلة "شتيرن" المشهورة.تصريح يتردد بين آراء بعض خبراء الغرب المتشددين عن الإسلام .اراء من منظور واحد متمركز في "عداء الغرب للاسلام" او التحفظ تجاهه على احسن الفروض . كتبت مجلة " وايت " الأمريكية الالكترونية عن دولة الإسلام في سوريا والعراق لتكسب مجددا أصوات القراء الشباب المهتمين بالمواضيع المثيرة كالجنس والفضائح العالمية والإرهاب / دولة الاسلام ومثلما استفادت هذه المجلة والتلفزيون معا من ارتياد الشباب القراء لموقعها في تغطية منصرفاتها ....وهكذا تماما استفادت دولة الاسلام من تجنيد الشباب وغسل رؤوسهم فهم لا يختلفون في تصريحاتهم وانفعالاتهم عن هؤلاء الذين حملوا شعارات وهتافات معادية لليهود مطالبة بقتلهم وتشريدهم بعد حرب غزة الأخيرة. نعم قتل آلاف الفلسطينيين الأبرياء في هذه الحرب ولكن لا يمكن أن نقاوم بالانفعالات والارهاب وانما بالمنطق والحوار لا سيما وأن اسرائيل دولة عسكرية بتقنيات عالية وحماية دولية. ها هو البابا متنقل في دول العالم لنشر المسيحية كدين محيي للسلام والتسامح على النقيض من البابا السابق الذي آثر التقوقع في الفاتيكان. سافر البابا الحالي إلى جنوب كوريا "أكثر دول العالم انتحارا" لتفشي المخدرات وتراوما الحرب والتنافس على فرص العمل بين الشباب. وقف هناك داعيا الشباب إلى التمسك بالحياة والسلام ومبادئ الدين المسيحي ونادى بنشره بعد أن تقلص تعداد المسيحيين في أوروبا. يحدث هذا والعالم الاسلاموي مشوه الصورة ارتبط بالارهاب والتمزق واشتداد العداء بين الملل والمذاهب كالشيعة والسنة. عالمية.