شهدت مؤخرا عدد من مدن البلاد بما فيها العاصمة أعمال شغب وفوضي عارمة يومي 11/12 نوفمبر 2014 من قبل التجمعات الطلابية وذلك تضامنا مع معلميهم أضافة الي ذلك مسألة نادرة الوقود احداث مؤسفة ,من شغب وتخريب لممتلكات عامة وخاصة من قبل بعض الشباب المدفوعين ومحضرين فيما يبدو من قبل بعض الأحزاب المعارضة وذلك تقليدا وتمشيا مع موجة ما يسمونه بالربيع العربي وأفريقي ما دفعتني للكتابة في هذا الموضوع هو التنبه لحجم المخاطر المحدقة بالتشاد اذالم ننتبه جيدا وبوصفي احد المراقبون برغم انني بعيد جغرافيا عن تشاد ولكن بفضل وسائل التكونولوجيا الذي جعل العالم أشبه بقرية واحدة مكنني من متابعة مجريات الأحداث في هذه البلاد .انطلاقا من هذا المفهوم سوف أحاول ان اضع بعض النقاط فوق الحروف بمراجعة سريعة بتاريخ تشاد المعاصر. في البدء نحب ان نؤكد حقيقة واحدة أن الأنسان الوطني الحقيقي ليس الذي يقرأ الواقع بل هو الذي يسعي ويعمل جاهدا أن يمنع بلاده وقوع في كارثة في غفلة من الزمان ولذلك :- مفيد جدا أن ينظر الإنسان الي الماضي كي يأخذ منه الدروس والعبر , ومفيد جدا أن يتأمل الإنسان هذه الدروس ويتعظ من هذه العبر كي يحدد معالم المسيرة بوضوح أكثر. لأن الذين يقرأون التاريخ سوف يعيشون أعمار أسلافهم الي جانب أعمارهم , إضافة الي أنهم يوظفون الماضي والحاضر لبناء المستقبل. تشاد عاشت سنوات طوال في الحروب والاقتتال ودمار البلاد والعباد وجعلتها في مؤخرة الدول الي أن انطلقت الحركة الوطنية للإنقاذ في الفاتح من ابريل عام 1989 وضعت الحلول لمشاكل والعباد هكذا عاشت تشاد عقدين من الزمان في الأمن والأمان واستقرار ووتطور اقتصادي وتنمية في كافة مجالات الحياة لا ينكرها الأ المكابر او من كان في عينيه الغشاوة .أنني لا اقصد من هذا الكلام منع المواطن من حق مظاهرة واحتجاج كوسيلة لمطالبة الحقوق , بل بالعكس أن ممارسة مثل هذه الوسائل السلمية تعتبر حق من حقوق الدستورية ولكن الذي أقصده علي وجة التحديد العنف والتخريب والتدمير. لابد ان أذكر القاريئ الكريم الأحداث الدامية المؤسفة التي شهدتها أنجمينا في فبراير عام 2008 ماسمي بالغزو السوداني وما نجم عنها من الدمار والتخريب .ليس من الحكمة فعل نفس الشئ مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع أنتظار نتائج مختلفة .وقد يقول البعض انها الحرية. ولكن الحرية هي حق في فعل كل شيئ لا يضر بالآخرين أما الحدود التي يستطيع كل فرد أن يتحرك فيها دون أن يضرب الآخرين فيحددها القانون. تشاد اليوم ليست تشادالأمس التي كنا نعرفها .تشاد اليوم تحت قيادة حكومة وطنية ديمقراطية تعددية أكثر من عشرين حزبا مشاركة فيها. تشاد اليوم فيها حكومة مسئوولة حيث ترعي و تصون مصالح البلاد والعباد, الحريات السياسية متاحة للجميع لا غبن ولا تميز علي أساس عرقي ولا ديني ولا جهوي ولا بين الجنس والعنصر . وتأكيد السيادة الوطنية عن طريق بناء جيش وطني وقوي وباسل بشهادة العالم .وبناء أقتصاد وطني حر بعيدا عن التبعية الأقتصادية.استغلال موارد البلاد وأنتاج البترول وتصديرها وأستخدام عائداتها في مشروعات التنمية, بناء شبكة الطرق والأتصالات وسكك حديدية ومطارات جديدة وبناء عدة مصانع استراتيجية كمصانع الأسمنت ومصانع تركيب الجرارات ومصانع تعليب الفاكهة ومصفاة كبيرة وحديثة لتكرير النفط للاستهلاك الداخلي. وبناء عشرات جامعات جديدة في كافة أقاليم تشاد. وأستصلاح الأراضي وزرعها لمحاربة الجوع.وتأهيل الكادر الأداري وتطهير البلاد من الفساد والمحسوبية. ومحاربة الأثراء بلا سبب .والعناية بالمرأة ورفع مستواها ورعاية الطفل والأمومة وتحسين المستوي الصحي للمجتمع ومحاربة كافة الأوبئة والعمل علي تحسين ظروف الشعب المعيشية بدعم السلعة الأساسية , ومحاربة الأمية وتطوير التعليم والمناهج بكافة الوسائل التعليمية مع بناء آلاف المدراس في المدن والقري والفرقان ومدراس للرحل يتجولون مع الرعاة اينما حلوا. وأتباع سايسة التعايش السلمي والانحياز الأيجابي وعدم الأنحياز في المحاور في السياسة الدولية وسياسة حسن الجوار مع الدول الجوار الأقليمي. كل هذه المشروعات والانجازات , أنجزتها الحركة الوطنية للإنقاذ بقيادة الرئيس أدريس ديبي الذي قاد البلاد منذ ديسمبرعام1990 , قد يقول البعض أنه طال في الحكم وآن الآوان أعطاء الفرصة لغيره , ولهم حق في ذلك وأنا ايضا أقول ما يقولون , ولكن أقول بكل صراحة ووضوح بدون العنف لأن العنف يولد العنف ويوسع دائرة الخلاف وقد تفلت الأمور من يد العقلاء ولذلك لابد ان نسعي حل قضايانا بالحوار وقضية السلطة بالوسائل الديمقراطية بانتخابات حرة يتنافس فيها متنافسون من يفوز في هذه الانتخابات يستلم السلطة بشكل تلقائي وسلس . وقد علمتنا الحياة ومن دروس تاريخ افريقيا المعاصر بأن اي حكم فردي لمدة طويلة في دولة معينة,اذا ماانتهي دور هذا الحاكم بوسائل غير ديمقراطية سياتي معها الكوارث والحروب وعدم استقرار وتؤدي في نهاية المطاف الي دولة فاشلة .وقد حصلت هذة المسألة في كنغو الديمقراطية بعد نهاية الرئيس موبوتو وفي الصومال بعد الرئيس سياد بري وفي كوت دفوار بعد الرئيس بونية وفي مصر بعد الرئيس حسني مبارك وفي ليبيا بعد القذافي والعراق بعد صدام حسين واليمن بعد علي عبالله صالح وهنالك أمثلة كثيرة. بالأضافة ما يجري الان بالدول الجوار الأقليمي,كمثال ليبيا,التي كانت دولة مهابة ومستقرة ومتطورة تملك ارادتها وقرارها وسمعتها الأقليمية والدولية وكانت (الجماهيرية العظمي) قبلة لطلاب الحرية والأنتعتاق ولكن كيف صارت اليوم مع الأسف باتت ليبيا اليوم دولة فاشلة وحروب عبثية في جميع أركانها الأربعة وصارت قبلة للإرهابيين والعابثين بمقدرات الشعوب .ولا يخفي عليكم ما تجري في الساحة السودانية من الأخفاقات وأنفصال الجنوب والانهيار الأقتصادي والأجتماعي والسلم الأهلي والأبادة الجماعية والأغتصاب الجماعي وتشريد شعبها ورئيسها مطارد من قبل المحكمة الجزاء الدولية وعشرات قرارات الأدانة من مجلس الأمن. هكذا صارت السودان اليوم في مؤخر ة الدول برغم انها كانت دولة محورية في افريقيا والعالم العربي . كل هذه الدول وغيرها في تقديري لم ترتب امورها بشكل جيد وممارسة السياسة ليست بالوسائل السلمية, وقد حاولت البعض حل قضاياها عن طريق العنف وأستيلاء السلطة بوسائل غير الديمقراطية وأفلت الأمور من يد العقلاء وكانت هذه هي النتيجة ,الخراب الحروب ,الدمار ,الأرهاب ,التشريد ,اللجوء والانهيار الاقتصادي واهتزاز السلم الأهلي. ان الاعتراف بالخطأ فضلية والإصرار عليه رذيلة .ومن لم يشرب من بحر التجربة يمت عطشانا في صحراء الحياة , فالحياة مدرسة أستاذها الزمان ودروسها التجارب .أذن خذ من الأمس خبرة ومن اليوم عبرة وأملأ قلبك بالأمل في بكرة. قديما يقول أهلنا في حكمة أمثلتها الشعبية ( أسمع كلام يبكيك ولا تسمع كلام من يضحك) ولذا يجب علي الجميع ان يدركوا بلادهم قبل وقوع الفاس علي الراس ويجب الأنتباه جيدا للتوابع التي تلي هذه تحركات عشوائية .وكلمة أخيرة أقول للرئيس إدريس ديبي أستعين بالرجل المناسب في المكان المناسب والذي يتميز بالتخصص والخبرة والذكاء أذا أردتم ان تسير الأمور بدون أزمات وتوترات . آدم كردي شمس المملكة المتحدة [email protected]